رجل عنده قطعة أرض فبنى مسجدا لابنه المتوفي فهل يجوز ذلك عنه ؟ وإذا قام بتعليق لوحة على باب المسجد وكتب عليها ( مسجد فلان رحمه الله ) فهل يجوز هذا ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : عندي قطعة أرض فقمت ببناء مسجد لابني المتوفى هل يجوز ذلك عنه؟ وإذا قمت بتعليق لوحة على باب المسجد وكتبت عليها مسجد فلان رحمه الله فهل يجوز ذلك عنه أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : بناء المساجد من أفضل القرب التي تقرّب إلى الله عز وجل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أن من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ولكن هل من المستحب والمشروع أن نبني المساجد للأموات أو أن نبنيها لأنفسنا وندعو للأموات؟ الجواب: الثاني أن نبني المساجد لأنفسنا لأننا محتاجون إلى العمل الصالح أما الأموات فإن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أرشدنا ماذا نفعل لهم قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فترى رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم أرشد إلى الدعاء لا إلى أن يُعمل له عمل صالح مع أن سياق الحديث في العمل ولو كان العمل للأموات من الأمور المشروعة لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم.
ولكننا حينما نقول: إنه ليس من الأمور المشروعة لا نقول: إنه حرام لأن السنّة دلت على جوازه فقد ثبت في الحديث الصحيح: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وقال: يا رسول الله! إن أمي افتلتت نفسها وأظن أنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها أو قال: أفيجزئ أن أتصدق عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: نعم .
وأذن لـسعد بن عبادة أن يجعل مخرافه في المدينة وهو نخل يُخرف صدقة لأمه.
مسألة، أيضا يترتب على سؤال الأخ السائل.
السائل : نعم.
الشيخ : أنه جعل المسجد لابنه المتوفى فهل يُمكن أن نقول: إنه لا يجوز أن يخُص ابنه المتوفى بهذا المسجد دون إخوته الباقين إن كان له إخوة؟ لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم أو نقول إنما العدل واجب في أمور الدنيا أما أمور الأخرة فلا يجب فيها العدل؟ الأول أقرب عندي وأنه لا يخُص أحدا من أولاده بأعمال صالحة دون الأخرين لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم وقوله لـبشير بن سعد حين أراد أن يشهده أي يشهد النبي صلى الله عليه سلم على عطيته لابنه النعمان قال: أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور .
والخلاصة: أننا نقول لهذا الرجل الذي ينبغي أن تجعل المسجد لك وثوابه لك وأما ابنك فالدعاء له أفضل من أن تجعل له هذا المسجد.
وفي سؤاله قال: إنه كتب عليه أن هذا مسجد فلان بن فلان وهذا حسن من وجه سيء من وجه ءاخر، أما كونه حسنا فإن الناس إذا رأوا هذا الاسم دعوا لمن بناه وقالوا غفر الله له وأثابه وجزاه خيرا وما أشبه ذلك ولكنه سيء من وجه ءاخر لأنه يُخشى منه الرياء وأن الإنسان فعل ذلك ليرائي به الناس والرياء إذا شارك العمل فإنه يُبطله لما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه . نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذا السائل أ م ع ص عامل يقيم في المملكة.
الشيخ : بناء المساجد من أفضل القرب التي تقرّب إلى الله عز وجل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أن من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ولكن هل من المستحب والمشروع أن نبني المساجد للأموات أو أن نبنيها لأنفسنا وندعو للأموات؟ الجواب: الثاني أن نبني المساجد لأنفسنا لأننا محتاجون إلى العمل الصالح أما الأموات فإن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أرشدنا ماذا نفعل لهم قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فترى رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم أرشد إلى الدعاء لا إلى أن يُعمل له عمل صالح مع أن سياق الحديث في العمل ولو كان العمل للأموات من الأمور المشروعة لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم.
ولكننا حينما نقول: إنه ليس من الأمور المشروعة لا نقول: إنه حرام لأن السنّة دلت على جوازه فقد ثبت في الحديث الصحيح: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وقال: يا رسول الله! إن أمي افتلتت نفسها وأظن أنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها أو قال: أفيجزئ أن أتصدق عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: نعم .
وأذن لـسعد بن عبادة أن يجعل مخرافه في المدينة وهو نخل يُخرف صدقة لأمه.
مسألة، أيضا يترتب على سؤال الأخ السائل.
السائل : نعم.
الشيخ : أنه جعل المسجد لابنه المتوفى فهل يُمكن أن نقول: إنه لا يجوز أن يخُص ابنه المتوفى بهذا المسجد دون إخوته الباقين إن كان له إخوة؟ لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم أو نقول إنما العدل واجب في أمور الدنيا أما أمور الأخرة فلا يجب فيها العدل؟ الأول أقرب عندي وأنه لا يخُص أحدا من أولاده بأعمال صالحة دون الأخرين لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم وقوله لـبشير بن سعد حين أراد أن يشهده أي يشهد النبي صلى الله عليه سلم على عطيته لابنه النعمان قال: أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور .
والخلاصة: أننا نقول لهذا الرجل الذي ينبغي أن تجعل المسجد لك وثوابه لك وأما ابنك فالدعاء له أفضل من أن تجعل له هذا المسجد.
وفي سؤاله قال: إنه كتب عليه أن هذا مسجد فلان بن فلان وهذا حسن من وجه سيء من وجه ءاخر، أما كونه حسنا فإن الناس إذا رأوا هذا الاسم دعوا لمن بناه وقالوا غفر الله له وأثابه وجزاه خيرا وما أشبه ذلك ولكنه سيء من وجه ءاخر لأنه يُخشى منه الرياء وأن الإنسان فعل ذلك ليرائي به الناس والرياء إذا شارك العمل فإنه يُبطله لما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه . نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذا السائل أ م ع ص عامل يقيم في المملكة.
الفتاوى المشابهة
- ما معنى قول المصنف: " ولا بنى النبي صلى الله... - ابن عثيمين
- السلام في المسجد - اللجنة الدائمة
- بعضهم بنى مسجدا خاصا بالنساء بينه وبين مسجد... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : فقد نهى عنه في آخر حياته ،... - ابن عثيمين
- تخصيص موضع من المسجد لدفن من بنى المسجد... - اللجنة الدائمة
- باب كراهية الخصومة في المسجد ورفع الصوت فيه... - ابن عثيمين
- هل يجوز لمن كان مكسبه حرامًا أن يبني مسجدًا ؟... - الالباني
- السؤال في المسجد - اللجنة الدائمة
- ما حكم من بنى مسجداً في أرضه ثم بني مسجداً آ... - ابن عثيمين
- باب : من بنى مسجداً - ابن عثيمين
- رجل عنده قطعة أرض فبنى مسجدا لابنه المتوفي ف... - ابن عثيمين