شرح قول المصنف : فقد نهى عنه في آخر حياته ، ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله . والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد ، وهو معنى قولها : ( خشي أن يتخذ مسجداً ) ، فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً ، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً ، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجداً ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقال : " فقد نهى عنه في آخر حياته " هذا كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله.
" فقد نهى عنه " : الضمير يعود إلى النبي عليه الصلاة والسلام في آخر حياته ويش يعني؟ النهي عن اتخاذ القبور مساجد.
" ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله " النبي عليه الصلاة والسلام لعن وهو في سياق الموت في هذه الحال عند فراق الدنيا لعن من فعل من اتخذ القبور مساجد . في أي مكان؟ نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : سبق لنا في الحديث حديث عائشة في قولها : لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ... الخ. فإن ذلك وقع منه وهو في سياق يحذر ما صنعوا.
" والصلاة عندها من ذلك " أي عندها عند القبور من ذلك من اتخاذها مساجد وإن لم يبن مسجد. وعلى هذا فلا يجوز أن يصلي الإنسان عند القبور ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي أن يصلى إلى القبور قال : لا تصلوا إلى القبور . نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : شيخ الإسلام ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أي ناقل من كلام شيخ الإسلام بن تيمية.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما يجوز ... .
طيب يقول : " والصلاة عندها من ذلك " ... استنباط لفوائد ما يسأل أحد خلي السؤال ... لأن في طلبة غيركم ماشين مع المدرس فإذا قطعتموهم بالسؤال قطعنا عليهم التفكير وممكن أنا أيضا يكون عندي استحضارات للمعاني ومع السؤال تضيع عندي.
قال : " والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد " الصلاة عند القبور من ذلك المشار إليه وهو اتخاذ المساجد " وهو معنى قولها : خَشي أو خُشي أن يتخذ مسجدا " عند قولها هو الصحيح لأنه قوله : " غير أنه خشي " هذا من كلام عائشة.
قولها رضي الله عنها : خشي أن يتخذ مسجدا تقدم في الحديث الثاني يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خُشي أو خشي أن يتخذ مسجدا .
الطالب : ... .
الشيخ : خشي فيها روايتان خُشي وخَشي وأنا قلتها باللفظين. نعم؟
يقول : " غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " وجه ذلك هذا معنى قولها لأنه قد يقال : إن معنى قولها لأنه قد يقال : إن معنى قولها : خشي أن يتخذ مسجدا أي خشي أن يبنى عليه مسجدا ... يعني لقائل أن يقول هذا لكنه استدل على أن المراد بأن المراد ما هو أعم وأنه شامل لبناء المساجد على القبور وللصلاة عند القبور.
قال : " فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً " يعني كون الرسول عليه اللصلاة والسلام يخشى لأن يتخذ مسجدا هذا ما يمكن أن الصحابة يبنون حول قبره مسجدا لماذا؟ لأن مسجده إلى جنب بيته فكيف يبنون مسجدا آخر على هذا القبر. هذا شيء بحسب العادة مستحيل فإذن يكون معنى قولها : خُشي أن يتخذ مسجدا معناه مسجدا مكانا يصلى فيه وإن لم يبن المسجد ولا ريب أن أصل تحريم البناء على القبور بناء المساجد مكان الصلاة والناس سيأتون إلى هذا المكان ويصلون. فإذا صلى الناس في مسجد بنى على قبر فكأنهم صلوا عند القبر والمحذور الذي يوجد في بناء المساجد يوجد فيما إذا اتخذ هذا المكان للصلاة وإن لم يبن مسجد. فتبين بهذا أن اتخاذ القبور مساجد له صورتان :
الصورة الأولى : أن تبنى عليها المساجد.
الصورة الثانية : أن تتخذ مكانا للصلاة عندها وإن لم يبن المسجد فإذا كان هؤلاء القوم يذهبون إلى هذا القبر ويصلون عنده ويتخذونه مصلى فإن هذا هو بمعنى بناء المساجد عليها وهو أيضا اتخاذها مساجد نعم مساجد.
قال ابن تيمية رحمه الله : " وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا " هذا يشهد له العرف فإن الناس مثلا الذين يتخذون المساجد في أماكن أعمالهم كالوزارات والإدارات لو سألت واحد منهم أين المسجد؟ لأشار إلى المكان الذي اتخذوه مسجدا يصلون فيه مع أن ما بني ما بني على أنه مسجد لكن لما كانت الصلاة تقصد فيه صار يسمى كل موضع قصدت الصلاة فيه فهو مسجد نعم. لكن إما أن يكون مسجدا ثابتا وإما أن يكون مسجدا مؤقتا ... فما دام قد اتخذ مسجدا فله أحكام المسجد وإذا ارتفع الناس عنه زالت عنه أحكام المسجد الحكم يدور مع علته.
قال : " بل كل موضع يصلى فيه " أبلغ " كل موضع يصلى فيه " أي تصح الصلاة فيه يسمى مسجداً أو نقول : ... على حقيقته يعني يكون كل موضع تصلي فيه فهو مسجد نعم واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً . مسجدا أي مكان للسجود ومعلوم ما هو الأرض كلها مسجد لكنها مكان للسجود والصلاة فيها وهذا معنى ثالث زائد على المعنى الأول لكنه ليس كالمعنيين السابقين وهو أن نقول : كل ما اتخذ كل شيء تصلي فيه فإنه مسجد لكنه طبعا مسجد ما دمت تصلي فيه ... يصلى عليه الإنسان تسمى مصلى أو مسجد وإن كان الغالب عليها المصلى.
الخلاصة الآن : أنه لا يجوز بناء المساجد على القبور العلة؟
الطالب : وسيلة إلى الشرك.
الشيخ : لأنها وسيلة إلى الشرك وهو عبادة صاحب القبر ولا يجوز أيضا أن تقصد القبور للصلاة عندها وهذا من اتخاذها مساجد لأن العلة في بناء المساجد موجودة في الصلاة عند هذا القبر فلو فرض أن رجلا يذهب إلى المقبرة كل يوم ويصلي عند قبر صاحبه من الأولياء على زعمهم قلنا " إنك اتخذت هذا القبر مسجدا وأنك مستحق لما استحقه اليهود والنصارى منين؟ من اللعنة. الرسول لعن اليهود والنصارى لهذه العلة وأنت في الحقيقة معرض نفسك لهذا الأمر. طيب.
في هذا الحديث أو في هذا الكلام الذي ذكره شيخ الإسلام رحمه الله ونقله عنه الشيخ محمد رحمه الله دليل على أنه يصح بالمعنى العام أن نسمي كل شيء يصلى فيه نسميه مسجدا.
" فقد نهى عنه " : الضمير يعود إلى النبي عليه الصلاة والسلام في آخر حياته ويش يعني؟ النهي عن اتخاذ القبور مساجد.
" ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله " النبي عليه الصلاة والسلام لعن وهو في سياق الموت في هذه الحال عند فراق الدنيا لعن من فعل من اتخذ القبور مساجد . في أي مكان؟ نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : سبق لنا في الحديث حديث عائشة في قولها : لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ... الخ. فإن ذلك وقع منه وهو في سياق يحذر ما صنعوا.
" والصلاة عندها من ذلك " أي عندها عند القبور من ذلك من اتخاذها مساجد وإن لم يبن مسجد. وعلى هذا فلا يجوز أن يصلي الإنسان عند القبور ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي أن يصلى إلى القبور قال : لا تصلوا إلى القبور . نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : شيخ الإسلام ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أي ناقل من كلام شيخ الإسلام بن تيمية.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما يجوز ... .
طيب يقول : " والصلاة عندها من ذلك " ... استنباط لفوائد ما يسأل أحد خلي السؤال ... لأن في طلبة غيركم ماشين مع المدرس فإذا قطعتموهم بالسؤال قطعنا عليهم التفكير وممكن أنا أيضا يكون عندي استحضارات للمعاني ومع السؤال تضيع عندي.
قال : " والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد " الصلاة عند القبور من ذلك المشار إليه وهو اتخاذ المساجد " وهو معنى قولها : خَشي أو خُشي أن يتخذ مسجدا " عند قولها هو الصحيح لأنه قوله : " غير أنه خشي " هذا من كلام عائشة.
قولها رضي الله عنها : خشي أن يتخذ مسجدا تقدم في الحديث الثاني يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خُشي أو خشي أن يتخذ مسجدا .
الطالب : ... .
الشيخ : خشي فيها روايتان خُشي وخَشي وأنا قلتها باللفظين. نعم؟
يقول : " غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " وجه ذلك هذا معنى قولها لأنه قد يقال : إن معنى قولها لأنه قد يقال : إن معنى قولها : خشي أن يتخذ مسجدا أي خشي أن يبنى عليه مسجدا ... يعني لقائل أن يقول هذا لكنه استدل على أن المراد بأن المراد ما هو أعم وأنه شامل لبناء المساجد على القبور وللصلاة عند القبور.
قال : " فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً " يعني كون الرسول عليه اللصلاة والسلام يخشى لأن يتخذ مسجدا هذا ما يمكن أن الصحابة يبنون حول قبره مسجدا لماذا؟ لأن مسجده إلى جنب بيته فكيف يبنون مسجدا آخر على هذا القبر. هذا شيء بحسب العادة مستحيل فإذن يكون معنى قولها : خُشي أن يتخذ مسجدا معناه مسجدا مكانا يصلى فيه وإن لم يبن المسجد ولا ريب أن أصل تحريم البناء على القبور بناء المساجد مكان الصلاة والناس سيأتون إلى هذا المكان ويصلون. فإذا صلى الناس في مسجد بنى على قبر فكأنهم صلوا عند القبر والمحذور الذي يوجد في بناء المساجد يوجد فيما إذا اتخذ هذا المكان للصلاة وإن لم يبن مسجد. فتبين بهذا أن اتخاذ القبور مساجد له صورتان :
الصورة الأولى : أن تبنى عليها المساجد.
الصورة الثانية : أن تتخذ مكانا للصلاة عندها وإن لم يبن المسجد فإذا كان هؤلاء القوم يذهبون إلى هذا القبر ويصلون عنده ويتخذونه مصلى فإن هذا هو بمعنى بناء المساجد عليها وهو أيضا اتخاذها مساجد نعم مساجد.
قال ابن تيمية رحمه الله : " وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا " هذا يشهد له العرف فإن الناس مثلا الذين يتخذون المساجد في أماكن أعمالهم كالوزارات والإدارات لو سألت واحد منهم أين المسجد؟ لأشار إلى المكان الذي اتخذوه مسجدا يصلون فيه مع أن ما بني ما بني على أنه مسجد لكن لما كانت الصلاة تقصد فيه صار يسمى كل موضع قصدت الصلاة فيه فهو مسجد نعم. لكن إما أن يكون مسجدا ثابتا وإما أن يكون مسجدا مؤقتا ... فما دام قد اتخذ مسجدا فله أحكام المسجد وإذا ارتفع الناس عنه زالت عنه أحكام المسجد الحكم يدور مع علته.
قال : " بل كل موضع يصلى فيه " أبلغ " كل موضع يصلى فيه " أي تصح الصلاة فيه يسمى مسجداً أو نقول : ... على حقيقته يعني يكون كل موضع تصلي فيه فهو مسجد نعم واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً . مسجدا أي مكان للسجود ومعلوم ما هو الأرض كلها مسجد لكنها مكان للسجود والصلاة فيها وهذا معنى ثالث زائد على المعنى الأول لكنه ليس كالمعنيين السابقين وهو أن نقول : كل ما اتخذ كل شيء تصلي فيه فإنه مسجد لكنه طبعا مسجد ما دمت تصلي فيه ... يصلى عليه الإنسان تسمى مصلى أو مسجد وإن كان الغالب عليها المصلى.
الخلاصة الآن : أنه لا يجوز بناء المساجد على القبور العلة؟
الطالب : وسيلة إلى الشرك.
الشيخ : لأنها وسيلة إلى الشرك وهو عبادة صاحب القبر ولا يجوز أيضا أن تقصد القبور للصلاة عندها وهذا من اتخاذها مساجد لأن العلة في بناء المساجد موجودة في الصلاة عند هذا القبر فلو فرض أن رجلا يذهب إلى المقبرة كل يوم ويصلي عند قبر صاحبه من الأولياء على زعمهم قلنا " إنك اتخذت هذا القبر مسجدا وأنك مستحق لما استحقه اليهود والنصارى منين؟ من اللعنة. الرسول لعن اليهود والنصارى لهذه العلة وأنت في الحقيقة معرض نفسك لهذا الأمر. طيب.
في هذا الحديث أو في هذا الكلام الذي ذكره شيخ الإسلام رحمه الله ونقله عنه الشيخ محمد رحمه الله دليل على أنه يصح بالمعنى العام أن نسمي كل شيء يصلى فيه نسميه مسجدا.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الصلاة في مسجد به قبر لكنه خلف المسجد؟ - ابن باز
- كلام الشيخ على أن الصلاة في مسجد النبي صلى الل... - الالباني
- رجل يسكن في قرية وبها مسجد ، وهذا المسجد فيه ق... - الالباني
- هل قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وك... - ابن عثيمين
- الأسئلة : ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمين
- ما بالنا نتخذ من قبر رسول الله صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- كيف الجواب على استدلال المجيزين على اتخاذ ال... - ابن عثيمين
- الصلاة في المسجد الذي فيه قبر - اللجنة الدائمة
- البناء والصلاة في مسجد فيه قبر - اللجنة الدائمة
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : فقد نهى عنه في آخر حياته ،... - ابن عثيمين