تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الشرح مع الفوائد - ابن عثيمينالشيخ : بقي علينا أيضا هل المصلي ينظر إلى موضع سجوده أو إلى تلقاء وجهه أو إلى الكعبة إن كان في المسجد الحرام أو إلى يديه إن كان في الجلسة بين السجدتين أ...
العالم
طريقة البحث
تتمة الشرح مع الفوائد
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بقي علينا أيضا هل المصلي ينظر إلى موضع سجوده أو إلى تلقاء وجهه أو إلى الكعبة إن كان في المسجد الحرام أو إلى يديه إن كان في الجلسة بين السجدتين أو في التشهد أو ماذا ؟ أكثر العلماء يقولون إنه ينظر إلى موضع سجوده لأنه أقرب إلى الخشوع ولهذا سنت السترة حتى تحجز أيش ؟ النظر فلا ينظر طويلا إلا في حال الإشارة بالأصبع في الدعاء سواء في التشهد أو في الجلوس بين السجدتين فهنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز بصره إشارته بمعنى أنه ينظر إلى الإشارة هذه هي السنة ، وأما من قال إنه ينظر تلقاء وجهه فلهم أدلة منها أن الصحابة رضي الله عهم كانوا ينظرون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة بدليل أنه قال في صلاة الكسوف : ألم تروني تقدمت ألم تروني تأخرت وبدليل أنهم يحكون تحرك لحيته وهو يقرأ وما أشبه ذلك ولكن قد يقال إن هذا خاص بالصحابة من أجل التعلم تعلم كيفية صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأما من قال إنه في المسجد الحرام ينظر إلى الكعبة فقوله ضعيف جدا وذلك أولا لا نسلم أن النظر إلى الكعبة عبادة لا نسلم هذا أفي كتاب الله أم في سنة رسوله أم في هدي الخلفاء الراشدين ؟! فلا نسلم أصلا ثم على فرض أن يكون ثابتا أن النظر إلى الكعبة عبادة فهذه عبادة مستقلة ما لها دخل في الصلاة ، الصلاة لها عبادات خاصة كل عضو من أعضاء البدن له عبادة خاصة في الصلاة ولا حاجة إلى سردها لأن الوقت ضيق لكن تدبر تجد كل عضو من أعضائك له عبادة في الصلاة فالقول بأنه ينظر إلى الكعبة قول ضعيف بلا شك ثم النظر إلى الكعبة والناس يطوفون يؤدي إلى انشغال القلب بالطائفين ، نعم ، ربما ينظر إلى امرأة كاشفة مثلا قد يكون وقد لا يكون لكن ربما نظر ومن غيرته قال استري وجهك بارك الله فيك ما يصلح هذا نعم فالحاصل القول بأن النظر إلى الكعبة إذا صلى في المسجد الحرام أفضل من النظر إلى موضع السجود ليس بصحيح ، نعم
القارئ : شيخ أحسن الله إليكم قول النبي صلى الله عليه وسلم : والله ما يخفى علي ركوعكم ولا خشوعكم ألا يتعين أن المراد بالخشوع هنا سكون الأطراف فقط ؟

الشيخ : نعم ، الحديث فيه فوائد أولا تقرير الحكم بالاستفهام لقوله : هل ترون قبلتي ها هنا وثانيا تأكيد الحكم بالقسم وإن لم يستقسم إذا دعت الحاجة إلى ذلك لكون الأمر ذا أهمية لقوله : والله ما يخفى علي ركوعكم لأنه قد يكون في الإنسان شك أو قلق كيف الرسول يرانا وظهره إلينا فأقسم ليزول ما يحتمل من الشك ، وفيه أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرى المصلين من خلفه لكن هذا خاص بالصلاة غير الصلاة ما يرى من خلفه ولهذا لما انخنس منه أبو هريرة في بعض طرق المدينة ورجع قال : أين كنت يا أبا هريرة ؟ فالمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه الله تعالى آية ينظر من خلفه من المصلين والحكمة من ذلك أولا ينظر تسوية الصفوف ثانيا ينظر كيف يصلون هل يصلون بخشوع وسكون أطراف أو لا ؟ ومن فوائد هذا الحديث أنه كما قال الأخ خالد أنه يدل على أن الخشوع سكون الأطراف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يخفى عليه ما في قلوبهم بلا شك ، يخفى عليه ما في قلوبهم ، هذا هو الأصل وإن كان يحتمل أن الله تعالى كشف له ما في قلوبهم في حال الصلاة لكن هذا خلاف الأصل لكن كون الرسول يقول : خشوعكم يعني به سكون الأطراف لا يمنع أن يكون الخشوع خشوع القلب أيضا بدليل : لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الأخبثان ومن فوائد هذا الحديث وجوب إقامة الركوع والسجود.

Webiste