السائل : هذا السائل من، عبد الله حامد من الطائف يقول إذا صليت الوتر وبعد ذلك أريد قيام الليل هل أوتر مرة ثانية أم تكفي المرة الأولى أم أصلي ركعة في بداية القيام أفيدوني بهذا؟

الشيخ : نقول أولا إذا كان الإنسان يطمع أن يقوم في ءاخر الليل فلا يوتر أول الليل بل يجعل وتره ءاخر الليل لقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم اجعلوا ءاخر صلاتكم في الليل وترا ولأن صلاة ءاخر الليل مشهودة فيكون أفضل وأما من خاف ألا يقوم فليوتر أول الليل لئلا يفوته الوتر ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أبا هريرة رضي الله عنه بل أوْصاه أن يوتر قبل أن ينام وقال عليه الصلاة والسلام من خاف ألا يقوم من ءاخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم ءاخر الليل فليوتر ءاخره فإن صلاة ءاخر الليل مشهودة وذلك أفضل ولكن إذا كان الإنسان لا يطمع أن يقوم في ءاخر الليل فإننا نقول أوتر أول الليل ثم إن قُدّر له أن يقوم بعد ذلك فإنه لا يصلي ركعة في افتتاح تهجده ولا يوتر مرة أخرى بل يصلي ركعتين ركعتين إلى أن يطلع الفجر فإن قال قائل كيف نقول بهذا وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم اجعلوا ءاخر صلاتكم بالليل وترا قلنا نقول به لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لم يقل لا تصلوا بعد الوتر بل قال اجعلوا ءاخر صلاتكم بالليل وترا هكذا قال وهذا الرجل الذي خاف ألا يقوم من ءاخر الليل فأوتر أول الليل قد جعل ءاخر صلاته بالليل وترا فامتثل أمر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ولم يرد نهي من رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم عن الصلاة بعد الوتر.
ويشبه هذا من بعض الوجوه قول النبي صلى الله عليه وسلم ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى فإن بعض أهل العلم فهم من ذلك أن المراد أن لا يليه إلا أولوا الأحلام والنهى وقال بناء على ذلك إنه إذا وجِد من لم يبلغ في الصف الأول فإنه يؤخّر إلى الصف الثاني ولكن من تأمّل الحديث وجد أنه لا دلالة فيه على ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى فهو حث لأولي الأحلام والنهى أن يتقدّموا حتى يكونوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بل حتى يكونوا هم الذين يلون رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ليفقهوا عنه ويأخذوا عنه سنّته ولو كان يريد ألا يقوم أحد من الصغار في الصف الأول لقال لا يلني إلا أولوا الأحلام والنهى.

السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.