فوائد الآية (( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )) وذكر أقسام الحكم إلى شرعي وكوني والفرق بينهما.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
من فوائد هذه الآية الكريمة: شدة تعظيم الملائكة لله عز و جل، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل في قولهم: سبحانك واعترفوا بأنفسهم بأنهم لا علم عندهم، واعترفوا لله بالفضل في قولهم: إلا ما علمتنا.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: العليم والثاني الحكيم .
طيب العليم من الأسماء اللازمة أو المتعدية ؟ متعدية يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم فهي من أسماء المتعدية، يقول العلماء : الاسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بأمور ثلاثة: إثباته اسما لله، واثبات ما دل عليه من صفة، والرابع إثبات الحكم أو الأثر الذي يترتب علي ذلك، فمثلا العليم نثبت العليم اسما من أسماء الله ولابد نثبت العلم الذي دل عليه العليم وهي الصفة، نثبت الأثر المترتب على ذلك والمتعدي إلى الغير وهو أنه يعلم عزوجل، قال الله تعالى: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ، الحكيم كذلك، الحكيم كذلك يعني لابد من أن نؤمن بالحكيم اسما من أسماء الله، ونؤمن بما دل عليه من الصفة، والحكيم دل على صفتين: الحكم، والحكمة، فهو من الحكم والحكمة.
الحكم قال العلماء إنه ينقسم إلى قسمين: حكم كوني، وحكم شرعي، فقول الله تبارك وتعالى: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ما المراد به؟ الشرع وقوله تعالى في سورة الممتحنة: ذلكم حكم الله يحكم بينكم هذا أيضا شرعي، وقوله تبارك وتعالى عن أخي يوسف: فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي هذا حكم كوني، وقوله تبارك وتعالى: قال رب احكم بالحق كوني، لأن الله قد حكم بالشرع فلا يحتاج إلى دعاء لكن احكم بالحق يعني بيننا وبين أعدائنا، طيب الحكم إذا ينقسم إلى قسمين: شرعي وكوني، فالكوني يا إخواننا الكوني لابد من وقوعه، إذا حكم الله بشيء كونا فلا بد أن يقع، فإذا حكم على شخص بالمرض صار مريضا بالفقر صار فقيرا شاء أم أبى، الحكم الشرعي هل هو نافذ على كل أحد؟ لا، إنما يلتزم به المؤمنون أما الكفار فلا يلتزمون به.
الحكمة هي كما قال العلماء: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فخرج بذلك السفه وهو أن يضع الفاعل الشيء في غير محله، إذا كانت الحكمة وضع الشيء في محله اللائق به فلننظر الحكمة لها متعلقات: متعلق بالحكم الكوني، ومتعلق بالحكم الشرعي، فإذا تأملت أحكام الله الشرعية وجدتها في غاية الحكمة والإتقان، وأنها صالحة لكل زمان ومكان وأمة خصوصا الأحكام التي جاءت بها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الأحكام الأخرى فقد تكون غير مناسبة لكل زمان ومكان، كذلك الحكم الكوني إذا تأملت أفعال الله عزوجل في خلقه وجدت أنها في غاية الحكمة وأنها على حال تبهر العقول وفي أنفسكم أفلا تبصرون ولو أنك ذهبت إلى علماء التشريح حتى يبينوا لك ما في هذا الجسم من الأشياء التي تبهر العقول لعرفت بذلك حكمة الله عزوجل.
ثم إن الحكمة في الحكم الكوني والشرعي لها حالان: حالة في وضع الشيء على ما هو عليه، وحال في الغاية المقصودة منه، انتبه وضع الشيء على ما هو عليه هذا يسمى الغاية الصورية، والغاية المترقبة تسمى العلة أو الحكمة الغائية، فأنت مثلا إذا نظرت إلى أحكام الله الشرعية ولنقل أنظر إلى الصلاة، الصلاة كونها على هذا الوضع قيام ثم انحناء قم قيام ثم سجود لاشك أنها على هذا الوضع أحسن ما تكون، والغاية من ذلك أيضا حميدة محمودة، وانظر إلى الحج أيضا كونه على هذه الصورة لا شك أنه موافق للحكمة والغاية منه موافقة للحكمة أيضا.
وكذلك أحكام القدرية، تجد أن الله عزوجل يحكم بالأحكام القدرية على وقت الحكمة فمثلا ينزل المطر حيث كان في إنزاله مصلحة، ولكن قد يعاقب بالمطر قد يكون المطر عقوبة إذا زاد وكثر، وكونه عقوبة حكمة أولا ؟ حكمة، لأن الله قال: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فقوله: ليذيقهم هذا تعليل لفعله عزوجل وقوله: لعلهم يرجعون تعليل للمفعول يعني صار هذا المكروه من أجل أن يرجع هؤلاء. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: العليم والثاني الحكيم .
طيب العليم من الأسماء اللازمة أو المتعدية ؟ متعدية يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم فهي من أسماء المتعدية، يقول العلماء : الاسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بأمور ثلاثة: إثباته اسما لله، واثبات ما دل عليه من صفة، والرابع إثبات الحكم أو الأثر الذي يترتب علي ذلك، فمثلا العليم نثبت العليم اسما من أسماء الله ولابد نثبت العلم الذي دل عليه العليم وهي الصفة، نثبت الأثر المترتب على ذلك والمتعدي إلى الغير وهو أنه يعلم عزوجل، قال الله تعالى: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ، الحكيم كذلك، الحكيم كذلك يعني لابد من أن نؤمن بالحكيم اسما من أسماء الله، ونؤمن بما دل عليه من الصفة، والحكيم دل على صفتين: الحكم، والحكمة، فهو من الحكم والحكمة.
الحكم قال العلماء إنه ينقسم إلى قسمين: حكم كوني، وحكم شرعي، فقول الله تبارك وتعالى: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ما المراد به؟ الشرع وقوله تعالى في سورة الممتحنة: ذلكم حكم الله يحكم بينكم هذا أيضا شرعي، وقوله تبارك وتعالى عن أخي يوسف: فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي هذا حكم كوني، وقوله تبارك وتعالى: قال رب احكم بالحق كوني، لأن الله قد حكم بالشرع فلا يحتاج إلى دعاء لكن احكم بالحق يعني بيننا وبين أعدائنا، طيب الحكم إذا ينقسم إلى قسمين: شرعي وكوني، فالكوني يا إخواننا الكوني لابد من وقوعه، إذا حكم الله بشيء كونا فلا بد أن يقع، فإذا حكم على شخص بالمرض صار مريضا بالفقر صار فقيرا شاء أم أبى، الحكم الشرعي هل هو نافذ على كل أحد؟ لا، إنما يلتزم به المؤمنون أما الكفار فلا يلتزمون به.
الحكمة هي كما قال العلماء: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فخرج بذلك السفه وهو أن يضع الفاعل الشيء في غير محله، إذا كانت الحكمة وضع الشيء في محله اللائق به فلننظر الحكمة لها متعلقات: متعلق بالحكم الكوني، ومتعلق بالحكم الشرعي، فإذا تأملت أحكام الله الشرعية وجدتها في غاية الحكمة والإتقان، وأنها صالحة لكل زمان ومكان وأمة خصوصا الأحكام التي جاءت بها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الأحكام الأخرى فقد تكون غير مناسبة لكل زمان ومكان، كذلك الحكم الكوني إذا تأملت أفعال الله عزوجل في خلقه وجدت أنها في غاية الحكمة وأنها على حال تبهر العقول وفي أنفسكم أفلا تبصرون ولو أنك ذهبت إلى علماء التشريح حتى يبينوا لك ما في هذا الجسم من الأشياء التي تبهر العقول لعرفت بذلك حكمة الله عزوجل.
ثم إن الحكمة في الحكم الكوني والشرعي لها حالان: حالة في وضع الشيء على ما هو عليه، وحال في الغاية المقصودة منه، انتبه وضع الشيء على ما هو عليه هذا يسمى الغاية الصورية، والغاية المترقبة تسمى العلة أو الحكمة الغائية، فأنت مثلا إذا نظرت إلى أحكام الله الشرعية ولنقل أنظر إلى الصلاة، الصلاة كونها على هذا الوضع قيام ثم انحناء قم قيام ثم سجود لاشك أنها على هذا الوضع أحسن ما تكون، والغاية من ذلك أيضا حميدة محمودة، وانظر إلى الحج أيضا كونه على هذه الصورة لا شك أنه موافق للحكمة والغاية منه موافقة للحكمة أيضا.
وكذلك أحكام القدرية، تجد أن الله عزوجل يحكم بالأحكام القدرية على وقت الحكمة فمثلا ينزل المطر حيث كان في إنزاله مصلحة، ولكن قد يعاقب بالمطر قد يكون المطر عقوبة إذا زاد وكثر، وكونه عقوبة حكمة أولا ؟ حكمة، لأن الله قال: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فقوله: ليذيقهم هذا تعليل لفعله عزوجل وقوله: لعلهم يرجعون تعليل للمفعول يعني صار هذا المكروه من أجل أن يرجع هؤلاء. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (فضلا من الله ونعمة والله... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :عن أبي شريح ( أنه كان يكنى أ... - ابن عثيمين
- شرح لاسمي الله "العزيز والحكيم" . - ابن عثيمين
- معنى العزيز الحكيم. - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان عليما... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير الآية : (( آبآؤكم وأبناؤكم لا تدر... - ابن عثيمين
- الكلام على حكمة الله . - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : << ويبين الله لكم الأ... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان ع... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قوله المصنف:وقوله ( وهو العليم الحك... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا م... - ابن عثيمين