السائل : يقول جزاكم الله خيرا نطلب الإجابة على هذه الأسئلة عن الأحاديث، كيف الجمع بين حديث لا تزال طائفة من أمتي إلى ءاخره وحديث إن شرار الخلق الذين تقوم الساعة عليهم مأجورين؟

الشيخ : الحمدلله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول إنه لا يُمكن أن يتعارض القرءان بعضه مع بعض ولا السنّة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بعضها مع بعض ولا القرءان مع السنّة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وصحبه وسلم ولا القرءان والسنّة مع الواقع ولا القرءان والسنّة مع صريح المعقول وذلك لأن القرءان كلام الله وقد قال الله تعالى أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرءانَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافًا كَثيرًا ولأن كلام الله سبحانه وتعالى حق والحق لا يتناقض وكذلك السنّة النبوية التي صحّت عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم حق والحق لا يُناقض بعضه بعضا.
وبناء على هذه القاعدة ننتقل إلى الجواب عن السؤال وهو قوله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وفي لفظ حتى تقوم الساعة وقوله إن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق فيُحمل الحديث الأول على أن المراد بالساعة قُرب الساعة والمراد بأمر الله أمر الله الذي يكون به موت المؤمنين وأولياء الله المتقين فإذا مات المؤمنون والمتقون لم يبقى إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة. نعم.