تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : (( يا بني إسرائيل اذكروا... - ابن عثيمينفي هذه الآية الكريمة أن ظاهرها أنهم خالدون فيها أبدا، وقد صرح الله في مواضع ثلاثة معلومة.ثم قال:  يبني إسرائيل إسرائيل هو من ؟ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : (( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون )) وإعراب (( وإياي فارهبون ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في هذه الآية الكريمة أن ظاهرها أنهم خالدون فيها أبدا، وقد صرح الله في مواضع ثلاثة معلومة.
ثم قال: يبني إسرائيل إسرائيل هو من ؟ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فجده إبراهيم ، وإسماعيل أبوه إبراهيم وأولاده أولاد عم لبني إسرائيل، ولهذا كان العرب وبنو إسرائيل كانوا بني عم يحصل بينهم الفتن والعداوة والبغضاء، ومن ثم حسدوا أعني بني إسرائيل العرب لما كان محمدا صلى الله عليه وسلم منهم.
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم أذكروها بقلوبكم واذكروها بألسنتكم واذكروها بأعمالكم وذلك لأن الشكر يتناول يكون بالأمور الثلاثة: بالقلب واللسان والجوارح .
وقوله: نعمتي مفرد مضاف فيعم جميع النعم، وقد أنعم الله تعالى على بني إسرائيل بنعم كثيرة فضلهم على العالمين قال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين .
وقوله: التي أنعمت عليكم قد يقول قائل: يغني عنها قوله: نعمتي فنقول: نعم من حيث الإغناء يغني لكن ذكرها فيه بيان كمال امتنان لله عزوجل حيث قال: أنعمت عليكم وبلفظ الفعل الدال على إحداث هذه النعم وأنه لولا أن الله عزوجل هو الذي من بها ما حصلت لهم.
وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم أوفوا أي إيتوا به وافيا، وعهده سبحانه وتعالى أنه عهد إليهم أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويؤمنوا بالرسل كما قال الله تعالى: لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لإن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا هذا عهد الله، لأكفرن عنكم سيئاتكم أوف بعهدكم ما هو عهد الله لهم ؟ الذي عاهدهم ا إذا وفوا بعهده أن يوفي به لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فلو وفوا بعهد الله لوفى الله لهم بعهده. وإياي فارهبون إياي فارهبون فيها إشكال من حيث الإعراب أولا ارهبون أصلها ارهبوني بالياء وهي محذوفة من أجل مراعاة الفواصل فإذا كانت ارهبون قد أخذت معمولها فأين العامل في إياي ؟ من أجاز أن يتسلط العامل على معمولين فلا إشكال عليه، لكن من لم يجز فهذا إشكال يقال إنه يقدر العامل في إياي بحسب السياق ويمكن أن نقول خافوا إياي ارهبوا إياي فارهبون وأما الفاء في قوله: فارهبون فقيل إنها لتحسين اللفظ و الرهبة هي الخوف المشعر بازدياد التأثر مما خافه، لأنك تشعر بأنها تدل على رقة وعلى أن هذا الخوف خوف مؤثر.

Webiste