تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة فوائد الآية (( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر... - ابن عثيمينوفي هذا دليل على حل البقول والقثاء والثوم والعدس والبصل، من أين تؤخذ ؟ اهبطوا مصرا ؟ الله يقول: اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم فإن لكم، مما يباح لكم ما سأ...
العالم
طريقة البحث
تتمة فوائد الآية (( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعامٍ واحدٍ فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثآئها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وفي هذا دليل على حل البقول والقثاء والثوم والعدس والبصل، من أين تؤخذ ؟ اهبطوا مصرا ؟
الله يقول: اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم فإن لكم، مما يباح لكم ما سألتم .
فإذا قال قائل هذا في شريعة موسى؟
قلنا: وشريعتنا لم ترد بخلافه بل وردت بوفاقه، فإنه قدم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قدر فيها بقول فكره أكلها فلما كره أكلها ورآه بعض أصحابه أيضا كره، فقال الرسول قربوها ثم قال كل فإني أناجي من لا تناجي فأباحها لهم، وكذلك في خيبر لما وقع الناس في البصل وعلموا من كراهة النبي عليه الصلاة والسلام لها قالوا حرمت فقال: ،إنه ليس بي تحريم ما أحل الله فبين أنه حلال فهو حلال حتى في شريعتنا أن الشريعة الإسلامية جاءت بوفاق هذا الأمر، مع أنه لو لم تأت بوفاقه ولم تأت بخلافه فالصحيح أنه على الأصل.
وفي هذا دليل على جواز إسناد الشيء إلى مكانه لا إلى الفاعل الأول لقوله: مما تنبت الأرض والذي ينبت؟ الله سبحانه وتعالى.
ونأخذ من هذا الفائدة الثانية: وهو الإسناد الجواز إسناد الشيء إلى سببه الحقيقي، الذي ثبت أنه سبب شرعا أو حسا بدون أن تقرنه بالله، ما هو بلازم، ليس بلازم مثلا إذا قلت: هذا الرجل مثلا ميت من الجوع وأتيت إليه بخبز وأعطيته قلت لو لا أكله الخبز لهلك يجوز وإلا ما يجوز؟ يجوز، هذا جائز، إسناد الشيء إلى سببه الذي ثبت حسا أو شرعا أنه سببه هذا لا بأس به. المحظور أن تثبت السبب الأول الذي هو تقدير الله مع السبب الثاني مقرونا ويش هو؟ بالواو، هذا هو المحظور، لأنك حينئذ تسوي بين الله وبين هذا السبب، مثلا تقول لو لا الله والخبز لهلك هذا ما يجوز، لأن هذا تشريك لله سبحانه وتعالى بغيره بحرف يقتضي أيش؟ التشريك، ما هو التشريك يقتضي التسوية، وأما التشريك مع عدم التسوية فلا بأس، لله ثم فلان، الحاصل الآن نقول في هذه الآية دليل على أن إضافة الشيء إلى سببه الحقيقي شرعا أو حسا لا بأس به، ولكن أيش هو ولكن؟ المحظور أن يكون مقرونا مع الله بالواو الذي يقتضي التسوية .
طيب إذا قال قائل: أليس الله تبارك وتعالى قد ذم قارون حينما قال: إنما أوتيته على علم عندي ؟ فنسب حصول هذا المال إلى العلم وهو صحيح قد يكون هو السبب؟
قلنا: لأن هذا الرجل أنكر أن يكون هذا من الله، ومعلوم أن الإنسان إذا أضاف الشيء إلى سببه إضافة سبب أولا وآخرا يكون محرم ما يجوز، حتى مثلا لو قلت هذا أنا الذي صنعت ولو لا أني صنعت ما استقام وما أشبه ذلك لو لا أبني هذا البناء ما استقام إذا نويت أنك مستقل به من الله هذا لا يجوز، أما إذا أضفته إلى السبب الحقيقي الدال عليه الشرع أو الحس بدون أن يكون لك عقيدة بإنفراد هذا السبب به فهذا لا بأس به وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال في عمه أبي طالب لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار فأضاف التخفيف على أبي طالب أضافه إلى نفسه صلى الله عليه وسلم فلولا أنا.

السائل : .........؟

الشيخ : هذا الأثر ينظر فيه وإذا صح عن ابن عباس رضي الله عنه فإن قصده سد باب الذريعة لأناس يخشى عليهم .

السائل : الجواز هذا هل الأفضل أن نقول لو لا كذا ؟

الشيخ : لا، الأفضل أن تقول لو لا أن الله قدر كذا هذا الأفضل أي نعم.
وفيها أيضا دليل على توبيخ موسى عليه الصلاة والسلام لبني إسرائيل وأن مثل هؤلاء يوبخون الذي يستبدل الأدنى بالذي هو خير مستحق للتوبيخ، لأن موسى وبخهم حيث قال: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير .
وفيه دليل على أنه يجوز للإنسان أن يعتذر عن الوساطة إذا لم يكن لها داع، لأنه قال: اهبطوا مصرا فأن لكم ما سألتم ما حاجة إني أدعوا الله أن يخرج لكم مما تنبت الأرض وإلا لا ؟ إذا أحيانا يأتيك بعض الناس يقول توسط لي إلى فلان تنجز لي هذه المهمة ثم أنت تقول اذهب أنت وحاول إذا لم تستطع فأنا مستعد أو الأحسن أنك أنت على طول تأخذ وتتوسط ؟ الأحسن الأولى لسببين: السبب الأول أنك تحمي وجه هذا الرجل من التذلل لك، لأنه إذا توسطت له فسوف تكون هذه في جبينه إلى يوم القيامة هذه واحدة، الأمر الثاني: أنك إذا فعلت هذا ربما تفتح عليك أبوابا لا تستطيع إغلاقها ثم ينسد الباب من فوق، فاهمين معنى الكلمة هذه؟ نعم، يمكن إذا كل من جاءك على طول توسط يأتي إليك ناس ما تستطيع التخلص منهم، ثم ينسد عليك الباب من فوق، كيف ينسد؟ إذا رأوا أنه كل يوم عندهم ثلاث وسائط أو أربع وسائط منك .... قالوا هذا ما نحتاج أن نقبل وساطته وهان عليهم ردك ثم يردونك في أمر قد يكون من المهم أن يقبلوا شفاعتك، هذه المسائل ينبغي الإنسان أن يكون فيها حازما مغلبا للعقل على العاطفة وإلا أحيانا الإنسان يرحم الشخص فيقول لأيش ما أتوسط فإذا كان عنده استعداد إذا رأى وجهة نظر صحيحة وعنده استعداد أنه إذا سددت الأبواب أمامه فإنه يتوسط يكون هذا خير للطرفين وللمصلحة العامة، وقد رأينا أثر ذلك في مسائل كثيرة إنه كون الإنسان ما يكون دائما دائما يتوسط هذا أحسن وأحشم له أيضا لدى المسئول الأول نعم . طيب كون موسى عليه الصلاة والسلام يمتنع أن يسأل الله مع أن الدعاء عبادة نفسه الدعاء نفسه عبادة ولم يسأل الله لهم وإنما قال: اهبطوا مصرا أي بلد تنزلون فإنكم تجدون الذي سألتم.

Webiste