تتمة فوائد حديث : ( عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي سبحته حيثما توجهت به ناقته ) و جميع رواياته .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد، منها سقوط استقبال القبلة في النافلة إذا كان في سفر لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم كان يستدبر الكعبة ويتوجه حيث كان وجهه كما جاء في هذا الحديث صريحا، فإنه إذا قدم من مكة إلى المدينة ووجهه إلى المدينة صارت مكة خلف ظهره.
وفي هذا أيضا دليل على أنه لا يجب أن يصرف الناقة حين تكبيرة الإحرام إلى القبلة، وأنه لا حرج أن يبدأ الصلاة من أولها إلى ءاخرها وهو متجه حيث كان وجهه، وهذا هو القول الراجح، أنه لا يشترط استقبال القبلة عند ابتداء الصلاة لعموم الأدلة، لكن فيه حديث يحمل على الاستحباب أنه يبتديء الصلاة متجها إلى القبلة ثم يمضي.
وفي هذا الحديث أيضا قال وفيه نزلت فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ وظاهره أن الأية نزلت قبل، وعلى هذا فلا يكون تطوع النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم سببا في النزول ولكنه تفسير للأية بالواقع، أنه فعله، وقوله جل وعلا فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ اختلف المفسرون من السلف والخلف في المراد بالوجه هنا، فقيل المراد بالوجه الجهة يعني أينما تولوا فثم الجهة التي يرضاها الله لكم ويشرعها لكم، وقيل المراد بذلك وجه الله عز وجل الحقيقي، لأن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قِبل وجهه، وهذا أولى، لأنه يتضمن المعنى الأول وزيادة، أما تضمنه المعنى الأول فلأن الله أقر هذه الحال، وأما الزيادة فهي إفادة أن الله تعالى قبل وجه المصلي، ويؤيده أيضا إن الله قال إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَليمٌ يؤيد أن المراد بالوجه هنا وجه الله الحقيقي، فإن قال قائل: كيف يكون وجه الله عز وجل قبل وجه المصلي مع أنه فوق سماواته على عرشه؟ فالجواب أن يقال إن هذا فوق ما تدركه العقول، ولا يجوز السؤال عنه، بل الواجب الإيمان به والتصديق وأن نقول إن هذا شيء أخبر به النبي صلى الله عليه وسلّم إن الله قبل وجه المصلي وهو أعلم الأمة وأصدق الأمة وأنصح الأمة وأفصح الأمة، فيجب علينا أن نؤمن به ولا نسأل، ثم نقول ثانيا إنه لا منافاة بين العلو وكون الشيء قبل وجهك، ونضرب مثلا للتقريب بأن الإنسان يصلي وقت شروق الشمس وقبلته المشرق فتكون الشمس إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : قبل وجهه مع أنها في السماء، وإذا جاز هذا في المخلوق فجوازه في حق الخالق أولى، ثم اعلم أن الله تعالى بكل شيء محيط وأنه لا يقاس بالخلق، وأنه أعظم مما نتصور وأجلّ ولا يمكن أن نتصور أن شيئا يحيط بوجهه بل نقول هو جل وعلا واسع عليم وهو محيط بكل شيء، والسماوات في كفه كخردلة في كف أحدنا، لذلك يجب علينا في مثل هذه الأمور وأكرّرها وقد قلتها من قبل أن نؤمن ونصدّق وأن لا إيش؟ وأن لا نسأل كيف ولم، عقولنا أقصر من أن تقول كيف أو تقول لم، فواجبنا التسليم في هذا، نقول هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم وهو بلا شك أعلم الناس بالله، كذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم. وأصدق الخلق في الخبر وأنصح الخلق في القصد وأفصح الخلق في التعبير، كم هذه؟
السائل : أربع.
الشيخ : أربعة أمور، متى اجتمعت في الكلام كان المراد به ما أراده المتكلم، ولا يجوز أن يُعدل به إلى ما سواه أبدا، ونحن وجميع المسلمين متفقون على هذه الأصول الأربعة وهي يا ءادم؟
الطالب : ... .
الشيخ : العلم.
الطالب : ... .
الشيخ : العلم، والثاني؟
الطالب : الصدق.
الشيخ : الصدق، والثالث؟ نعم، القصد، والرابع؟ إيش؟ نسيتها؟
الطالب : الفصاحة.
الشيخ : الفصاحة والبلاغة، فإذا قال الرسول هذا الكلام قلنا نعم، هذا نصدّق به ونقول إن الله قِبل وجه المصلي، وإذا أخبرنا أنه يجيب كل مصلٍ عند كل ءاية من الفاتحة قلنا؟ إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : هذا حق مع أنك لا تحصي من يقرأ الفاتحة في هذا الوقت ولا تحصي من يختلف عن قراءة الأخر، يمكن واحد يقرأ أول ءاية والثاني يقرأ ءاخر ءاية، لكن كل هذه فوق عقولنا، وواجبنا نحوها أن نسلّم.
وهذا أعني هذا الحكم بجواز اتجاه المسافر في صلاة النافلة إلى حيث كان وجهه مما يفترق فيه الفرض والنفل، وقد أحصينا الفروق على أيديكم أنتم أيها الطلبة فبلغت.
الطالب : تسعا وعشرين.
الشيخ : تسعا وعشرين فرقا بين فرض الصلاة ونفلها، فالجيد منكم يتدبر حتى يعرف هذه الفروق، نعم نعم؟
وفي هذا أيضا دليل على أنه لا يجب أن يصرف الناقة حين تكبيرة الإحرام إلى القبلة، وأنه لا حرج أن يبدأ الصلاة من أولها إلى ءاخرها وهو متجه حيث كان وجهه، وهذا هو القول الراجح، أنه لا يشترط استقبال القبلة عند ابتداء الصلاة لعموم الأدلة، لكن فيه حديث يحمل على الاستحباب أنه يبتديء الصلاة متجها إلى القبلة ثم يمضي.
وفي هذا الحديث أيضا قال وفيه نزلت فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ وظاهره أن الأية نزلت قبل، وعلى هذا فلا يكون تطوع النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم سببا في النزول ولكنه تفسير للأية بالواقع، أنه فعله، وقوله جل وعلا فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ اختلف المفسرون من السلف والخلف في المراد بالوجه هنا، فقيل المراد بالوجه الجهة يعني أينما تولوا فثم الجهة التي يرضاها الله لكم ويشرعها لكم، وقيل المراد بذلك وجه الله عز وجل الحقيقي، لأن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قِبل وجهه، وهذا أولى، لأنه يتضمن المعنى الأول وزيادة، أما تضمنه المعنى الأول فلأن الله أقر هذه الحال، وأما الزيادة فهي إفادة أن الله تعالى قبل وجه المصلي، ويؤيده أيضا إن الله قال إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَليمٌ يؤيد أن المراد بالوجه هنا وجه الله الحقيقي، فإن قال قائل: كيف يكون وجه الله عز وجل قبل وجه المصلي مع أنه فوق سماواته على عرشه؟ فالجواب أن يقال إن هذا فوق ما تدركه العقول، ولا يجوز السؤال عنه، بل الواجب الإيمان به والتصديق وأن نقول إن هذا شيء أخبر به النبي صلى الله عليه وسلّم إن الله قبل وجه المصلي وهو أعلم الأمة وأصدق الأمة وأنصح الأمة وأفصح الأمة، فيجب علينا أن نؤمن به ولا نسأل، ثم نقول ثانيا إنه لا منافاة بين العلو وكون الشيء قبل وجهك، ونضرب مثلا للتقريب بأن الإنسان يصلي وقت شروق الشمس وقبلته المشرق فتكون الشمس إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : قبل وجهه مع أنها في السماء، وإذا جاز هذا في المخلوق فجوازه في حق الخالق أولى، ثم اعلم أن الله تعالى بكل شيء محيط وأنه لا يقاس بالخلق، وأنه أعظم مما نتصور وأجلّ ولا يمكن أن نتصور أن شيئا يحيط بوجهه بل نقول هو جل وعلا واسع عليم وهو محيط بكل شيء، والسماوات في كفه كخردلة في كف أحدنا، لذلك يجب علينا في مثل هذه الأمور وأكرّرها وقد قلتها من قبل أن نؤمن ونصدّق وأن لا إيش؟ وأن لا نسأل كيف ولم، عقولنا أقصر من أن تقول كيف أو تقول لم، فواجبنا التسليم في هذا، نقول هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم وهو بلا شك أعلم الناس بالله، كذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم. وأصدق الخلق في الخبر وأنصح الخلق في القصد وأفصح الخلق في التعبير، كم هذه؟
السائل : أربع.
الشيخ : أربعة أمور، متى اجتمعت في الكلام كان المراد به ما أراده المتكلم، ولا يجوز أن يُعدل به إلى ما سواه أبدا، ونحن وجميع المسلمين متفقون على هذه الأصول الأربعة وهي يا ءادم؟
الطالب : ... .
الشيخ : العلم.
الطالب : ... .
الشيخ : العلم، والثاني؟
الطالب : الصدق.
الشيخ : الصدق، والثالث؟ نعم، القصد، والرابع؟ إيش؟ نسيتها؟
الطالب : الفصاحة.
الشيخ : الفصاحة والبلاغة، فإذا قال الرسول هذا الكلام قلنا نعم، هذا نصدّق به ونقول إن الله قِبل وجه المصلي، وإذا أخبرنا أنه يجيب كل مصلٍ عند كل ءاية من الفاتحة قلنا؟ إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : هذا حق مع أنك لا تحصي من يقرأ الفاتحة في هذا الوقت ولا تحصي من يختلف عن قراءة الأخر، يمكن واحد يقرأ أول ءاية والثاني يقرأ ءاخر ءاية، لكن كل هذه فوق عقولنا، وواجبنا نحوها أن نسلّم.
وهذا أعني هذا الحكم بجواز اتجاه المسافر في صلاة النافلة إلى حيث كان وجهه مما يفترق فيه الفرض والنفل، وقد أحصينا الفروق على أيديكم أنتم أيها الطلبة فبلغت.
الطالب : تسعا وعشرين.
الشيخ : تسعا وعشرين فرقا بين فرض الصلاة ونفلها، فالجيد منكم يتدبر حتى يعرف هذه الفروق، نعم نعم؟
الفتاوى المشابهة
- فوائد حديث : ( عامر بن ربيعة رضي الله عنه قا... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وس... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( ابن عمر رضي الله عنهما ق... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( ... والله لقد علمت أن رس... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( زيد بن أرقم أنه قال :إن... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( عن عبد الله بن عباس أنه قال :... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... أن رسول الله صلى الله علي... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا أ... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( عن ابن عباس قال : صلى رسول ال... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( عن ابن عمر أن رسول الله صلى ا... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( عن ابن عمر أن رسول الله... - ابن عثيمين