فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة روايةً الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب ) و جميع ألفاظه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وأما الأحاديث المرفوعة فيه، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أن هذه الخمس من الفطرة. والفطرة هي الشيء الذي فطِر الإنسان عليه، وهي نوعان: فطرة تقتضي طهارة الباطن، وفطرة تقتضي طهارة الظاهر. وكلاهما مما تدعو إليه الطبيعة السليمة البشرية.
أما الفطرة الأولى التي تقتضي طهارة الباطن فهي فطرة الإنسان على توحيد الله، ومنها: قول النبي صلى الله عليه وسلّم: كل مولود يولد على الفطرة أي على معرفة الله عز وجل وتعظيمه، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه .
وهذه الفطرة عامة في كل شيء من ذوي الأرواح سواء بني ءادم، أحمد؟ أه؟ أنت معنا؟
السائل : ... .
الشيخ : سواء بني ءادم أو غيره، حتى المخلوقات مفطورة على معرفة الله وعبادته وتعظيمه، قال الله تعالى: أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ وَالشَّمسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجومُ وَالجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوابُّ وَكَثيرٌ مِنَ النّاسِ وَكَثيرٌ حَقَّ عَلَيهِ العَذابُ .
أما الفطرة الأخرى التي تقتضي طهارة الظاهر وهي الحسية فهي هذه الخمسة: الختان. والختان يكون في الذكر ويكون في الأنثى.
الختان في الذكر أخذ القُلفة وهي الجلدة التي فوق الحشفة، وفيها كمال الطهارة، وفيها أيضا السلامة مما قد يحدث من احتقان البول فيها، والصحيح أنه واجب، ختان الذكر الصحيح أنه واجب لأن فيه تطهيرا لهذا المكان من احتباس البول فيه.
أما بالنسبة للمرأة فهو أخذ الجلدة التي فوق محل الإيلاج، وفي أخذها فائدة وهي تقليل غلمة المرأة يعني شدّة الشهوة، يعني أنها تنضبط شهوتها ولا يكون عندها تلك القوّة التي قد تحملها على السوء والفحشاء.
واختلف العلماء في وجوب ختانها أي المرأة فمنهم من أوجب ذلك وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، ومنهم من قال إنه سنّة، وهو الأقرب، وكان شيخنا عبد الرحمان بن سعدي رحمه الله يرى في أول طلبه أن ختان المرأة واجب، ختان الأنثى، وفعلا ختن إحدى بناته، ولكنه بعد ذلك رأى أنه مستحب. هذا الختان.
وأما الثاني فقال: الاستحداد. الاستحداد هو حلق العانة، وسمّي استحدادا لأنه يُزال بالحديدة، الموسى، وفيه فائدة للمثانة وفائدة لما حوله، وفائدة لعدم التلوّث بالبول.
الله أكبر، محمودا الذي وعدته ... .
وظاهر الحديث إنه لا فرق بين الرجال والنساء في أن المشروع بالنسبة للعانة هو الاستحداد.
وأما الثالث فهو نتف الأبط، نتف الأبط سنّة من الفطرة، وذلك لأن الآباط ينبت فيها الشعر وهذا الشعر يجمع أوساخا، وإذا كان في أيام الصيف وتبلّلت هذه الأوساخ بالعرق صار منها رائحة كريهة مضرّة بالإنسان ومضرّة بمن حوله.
وقوله: نتف الآباط، خًصّ ذلك بالنتف لأن النتف أقرب إلى إضعاف أصول الشعر فتخف شيئا فشيئا حتى تُفقد في النهاية. ولكن بعض الناس يقول أنا لا أستطيع أن أنتفها فهل يجوز أن أزيلها بطريق أخرى؟
الجواب نعم، إزالتها بطريق أخرى أحسن من عدمها ولكن ينبغي أن يستعمل غير الحلق، لأن الحلق يقوّي أصول الشعر، ويزيدها كثرة، وهنا يعني في العصر الأخير وجد أدوية كثيرة تُستعمل لإزالة هذا الشعر. نعم.
تقليم الأظفار يعني إزالتها بالمِقلمة يعني بالمبراد، تعرفون المبراد؟ أه؟ سكين صغيرة يقلّم بها الظفر هكذا كما يُقلم القلم، هذا في الأصل. فتقليم الأظفار من الفطرة لأن بقاءها طويلة يجلب الوسخ تحتها ويجعل الإنسان شبيها بالسبع حيث يكون طويل الأظفار، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: أما الظفر فمدى الحبشة ، فلهذا كانت الفطرة إزالة الأظفار. طيب، ومن العجب أن بعض المعجبين بالكفار ولاسيما من النساء يتخذن الأظفار ويطوّلنه وإذا لم يمكن اشترت أظفارا صناعية، نعم، نعم ولبّستها على يدها حتى تكون كمثل الكافرات، وسبحان الله العظيم، سبحان مقلّب القلوب، كيف يستطيب الإنسان ما هو مستخبث في الفطرة، لولا أنه الشيطان يُلقي في قلوب بعض الناس ضعفاء الدين يلقي في قلوبهم محبة الكفار وتقليد الكفار والعياذ بالله وهذا له خطره من تشبه بقوم فهو منهم .
طيب، لو قال قائل: هل إزالتها بغير القَلْم جائز وذلك بطريق البقّاط الذي يبقطها الأن؟ نقول هو جائز بل هو أسهل، نعم، وورد أيضا في الحديث نفسه قص الأظافر بالمقص، وأظن أسهل منها كما قلت قبل قليل هو البقْط بقطها بهذا ... أسهل، أليس كذلك؟ أي نعم. إذن يُتخذ هذا.
قص الشارب أيضا من الفطرة، وذلك، قصدي من الفطرة وذلك لأن في قصّه كمال الطهارة، فالشارب كما تعلمون إذا شرب الإنسان فلابد أن يتناول شعر شاربه مشروبه، وهذا الشعر أحيانا يكون متلوّثا بما يُستقذر ويستقبح، فلهذا جاءت الشريعة بطلب قص الشارب. وإذا تأمّلت هذه الخمس التي جعلها النبي عليه الصلاة والسلام من الفطرة عرفت مقدار هذا الدين الإسلامي ولله الحمد، والحمد لله الذي هداناه له ونسأل الله أن يثبّتنا عليه، وأنه دين كامل من كل وجه.
بقي أن يقال هل لهذه الأشياء من وقت؟ والجواب نعم، فقد ثبت في الحديث الصحيح في صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم وقّت لهم في أربع منها وهي التي يمكن التوقيت فيها أن لا تترك فوق أربعين يوما، وهي: الاستحداد ونتف الإبط، تقليم الأظفار قص الشارب، هذه لا تترك فوق أربعين. طيب، ولا تُزال قبل الأربعين؟ أه؟
السائل : تزال.
الشيخ : تزال، تزال قبل الأربعين إذا كثرت تزال، لكن الحد الأعلى هو أربعون يوما، فلا تترك فوق أربعين يوما. فإذا قال قائل: هي تختلف فالناس يختلفون فيها وتختلف أيضا باختلاف الزمن فتكون في زمن الشتاء أكثر نموا منها في زمن الصيف؟ فنقول المرجع في ذلك إلى طولها متى طالت فقصها لكن لا تتأخّر على أربعين يوما. قال العلماء وينبغي أن لا يحيف عليها أي على الأظفار في الغزو والسفر، لماذا؟ لأنه يحتاج إلى الربط، فك الحبال، وهذه الأظفار تُفيده، فإذا حاف عليها ما يستطيع يعمل كما يعمل إذا كان فيها أصل. وكذلك أيضا نقول لا يحيف عليها في أيام الشتاء، لأنه إذا حاف عليها في أيام الشتاء فإنها تتشقّق ويتضرّر منها يتألّم، ولكن في أيام الصيف الأمر هيّن، في أيام الشتاء لا ينبغي أن يحيف عليها أي على الأظفار. يتخذ بعض الجهال ظفر الإبهام فقط يجعله طويلا، يؤخّره أياما وربما شهورا؟ ما تقولون في هذا؟
السائل : مخالف ... .
الشيخ : هذا مخالف للسنّة. هذا مخالف، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : الخنصر بعض؟
الطلاب : نعم.
الشيخ : أه؟
الطالب : ... الأكثر ... .
الشيخ : الخنصر؟ على كل حال كل هذا خطأ، كل هذا من تقليد غير المسلمين ومن مخالفة الفطرة. نعم.
السائل : بقي ... .
الشيخ : نعم؟ إيش؟ نعم أي بقي. نعم.
أما الفطرة الأولى التي تقتضي طهارة الباطن فهي فطرة الإنسان على توحيد الله، ومنها: قول النبي صلى الله عليه وسلّم: كل مولود يولد على الفطرة أي على معرفة الله عز وجل وتعظيمه، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه .
وهذه الفطرة عامة في كل شيء من ذوي الأرواح سواء بني ءادم، أحمد؟ أه؟ أنت معنا؟
السائل : ... .
الشيخ : سواء بني ءادم أو غيره، حتى المخلوقات مفطورة على معرفة الله وعبادته وتعظيمه، قال الله تعالى: أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ وَالشَّمسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجومُ وَالجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوابُّ وَكَثيرٌ مِنَ النّاسِ وَكَثيرٌ حَقَّ عَلَيهِ العَذابُ .
أما الفطرة الأخرى التي تقتضي طهارة الظاهر وهي الحسية فهي هذه الخمسة: الختان. والختان يكون في الذكر ويكون في الأنثى.
الختان في الذكر أخذ القُلفة وهي الجلدة التي فوق الحشفة، وفيها كمال الطهارة، وفيها أيضا السلامة مما قد يحدث من احتقان البول فيها، والصحيح أنه واجب، ختان الذكر الصحيح أنه واجب لأن فيه تطهيرا لهذا المكان من احتباس البول فيه.
أما بالنسبة للمرأة فهو أخذ الجلدة التي فوق محل الإيلاج، وفي أخذها فائدة وهي تقليل غلمة المرأة يعني شدّة الشهوة، يعني أنها تنضبط شهوتها ولا يكون عندها تلك القوّة التي قد تحملها على السوء والفحشاء.
واختلف العلماء في وجوب ختانها أي المرأة فمنهم من أوجب ذلك وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، ومنهم من قال إنه سنّة، وهو الأقرب، وكان شيخنا عبد الرحمان بن سعدي رحمه الله يرى في أول طلبه أن ختان المرأة واجب، ختان الأنثى، وفعلا ختن إحدى بناته، ولكنه بعد ذلك رأى أنه مستحب. هذا الختان.
وأما الثاني فقال: الاستحداد. الاستحداد هو حلق العانة، وسمّي استحدادا لأنه يُزال بالحديدة، الموسى، وفيه فائدة للمثانة وفائدة لما حوله، وفائدة لعدم التلوّث بالبول.
الله أكبر، محمودا الذي وعدته ... .
وظاهر الحديث إنه لا فرق بين الرجال والنساء في أن المشروع بالنسبة للعانة هو الاستحداد.
وأما الثالث فهو نتف الأبط، نتف الأبط سنّة من الفطرة، وذلك لأن الآباط ينبت فيها الشعر وهذا الشعر يجمع أوساخا، وإذا كان في أيام الصيف وتبلّلت هذه الأوساخ بالعرق صار منها رائحة كريهة مضرّة بالإنسان ومضرّة بمن حوله.
وقوله: نتف الآباط، خًصّ ذلك بالنتف لأن النتف أقرب إلى إضعاف أصول الشعر فتخف شيئا فشيئا حتى تُفقد في النهاية. ولكن بعض الناس يقول أنا لا أستطيع أن أنتفها فهل يجوز أن أزيلها بطريق أخرى؟
الجواب نعم، إزالتها بطريق أخرى أحسن من عدمها ولكن ينبغي أن يستعمل غير الحلق، لأن الحلق يقوّي أصول الشعر، ويزيدها كثرة، وهنا يعني في العصر الأخير وجد أدوية كثيرة تُستعمل لإزالة هذا الشعر. نعم.
تقليم الأظفار يعني إزالتها بالمِقلمة يعني بالمبراد، تعرفون المبراد؟ أه؟ سكين صغيرة يقلّم بها الظفر هكذا كما يُقلم القلم، هذا في الأصل. فتقليم الأظفار من الفطرة لأن بقاءها طويلة يجلب الوسخ تحتها ويجعل الإنسان شبيها بالسبع حيث يكون طويل الأظفار، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: أما الظفر فمدى الحبشة ، فلهذا كانت الفطرة إزالة الأظفار. طيب، ومن العجب أن بعض المعجبين بالكفار ولاسيما من النساء يتخذن الأظفار ويطوّلنه وإذا لم يمكن اشترت أظفارا صناعية، نعم، نعم ولبّستها على يدها حتى تكون كمثل الكافرات، وسبحان الله العظيم، سبحان مقلّب القلوب، كيف يستطيب الإنسان ما هو مستخبث في الفطرة، لولا أنه الشيطان يُلقي في قلوب بعض الناس ضعفاء الدين يلقي في قلوبهم محبة الكفار وتقليد الكفار والعياذ بالله وهذا له خطره من تشبه بقوم فهو منهم .
طيب، لو قال قائل: هل إزالتها بغير القَلْم جائز وذلك بطريق البقّاط الذي يبقطها الأن؟ نقول هو جائز بل هو أسهل، نعم، وورد أيضا في الحديث نفسه قص الأظافر بالمقص، وأظن أسهل منها كما قلت قبل قليل هو البقْط بقطها بهذا ... أسهل، أليس كذلك؟ أي نعم. إذن يُتخذ هذا.
قص الشارب أيضا من الفطرة، وذلك، قصدي من الفطرة وذلك لأن في قصّه كمال الطهارة، فالشارب كما تعلمون إذا شرب الإنسان فلابد أن يتناول شعر شاربه مشروبه، وهذا الشعر أحيانا يكون متلوّثا بما يُستقذر ويستقبح، فلهذا جاءت الشريعة بطلب قص الشارب. وإذا تأمّلت هذه الخمس التي جعلها النبي عليه الصلاة والسلام من الفطرة عرفت مقدار هذا الدين الإسلامي ولله الحمد، والحمد لله الذي هداناه له ونسأل الله أن يثبّتنا عليه، وأنه دين كامل من كل وجه.
بقي أن يقال هل لهذه الأشياء من وقت؟ والجواب نعم، فقد ثبت في الحديث الصحيح في صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم وقّت لهم في أربع منها وهي التي يمكن التوقيت فيها أن لا تترك فوق أربعين يوما، وهي: الاستحداد ونتف الإبط، تقليم الأظفار قص الشارب، هذه لا تترك فوق أربعين. طيب، ولا تُزال قبل الأربعين؟ أه؟
السائل : تزال.
الشيخ : تزال، تزال قبل الأربعين إذا كثرت تزال، لكن الحد الأعلى هو أربعون يوما، فلا تترك فوق أربعين يوما. فإذا قال قائل: هي تختلف فالناس يختلفون فيها وتختلف أيضا باختلاف الزمن فتكون في زمن الشتاء أكثر نموا منها في زمن الصيف؟ فنقول المرجع في ذلك إلى طولها متى طالت فقصها لكن لا تتأخّر على أربعين يوما. قال العلماء وينبغي أن لا يحيف عليها أي على الأظفار في الغزو والسفر، لماذا؟ لأنه يحتاج إلى الربط، فك الحبال، وهذه الأظفار تُفيده، فإذا حاف عليها ما يستطيع يعمل كما يعمل إذا كان فيها أصل. وكذلك أيضا نقول لا يحيف عليها في أيام الشتاء، لأنه إذا حاف عليها في أيام الشتاء فإنها تتشقّق ويتضرّر منها يتألّم، ولكن في أيام الصيف الأمر هيّن، في أيام الشتاء لا ينبغي أن يحيف عليها أي على الأظفار. يتخذ بعض الجهال ظفر الإبهام فقط يجعله طويلا، يؤخّره أياما وربما شهورا؟ ما تقولون في هذا؟
السائل : مخالف ... .
الشيخ : هذا مخالف للسنّة. هذا مخالف، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : الخنصر بعض؟
الطلاب : نعم.
الشيخ : أه؟
الطالب : ... الأكثر ... .
الشيخ : الخنصر؟ على كل حال كل هذا خطأ، كل هذا من تقليد غير المسلمين ومن مخالفة الفطرة. نعم.
السائل : بقي ... .
الشيخ : نعم؟ إيش؟ نعم أي بقي. نعم.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم التوقيت في خصال الفطرة : الاستحداد ، وق... - الالباني
- الختان من آكد سنن الفطرة - ابن باز
- ختان البنت سنة - ابن باز
- تقليم الأظافر - اللجنة الدائمة
- حدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا إبراهيم بن سع... - ابن عثيمين
- حدثنا أحمد ابن أبي رجاء حدثنا إسحاق بن سليما... - ابن عثيمين
- الحكم على حديث: (خمس من الفطرة) وشرحه - ابن باز
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي... - ابن عثيمين
- حدثنا علي قال : حدثنا سفيان قال الزهري : حدث... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن ا... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة روايةً الفطر... - ابن عثيمين