تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( عرضت علي الأمم ) . - ابن عثيمينالشيخ : وفي هذا دليل على أن لا ينبغي للداعية إلى دين الله إذا لم يتبعه أحد أن ييأس أو يقنط ، أو يظن أن عمله ضاع سداً حتى وإن لم يتبعك أحد ، فأنت على خير...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( عرضت علي الأمم ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي هذا دليل على أن لا ينبغي للداعية إلى دين الله إذا لم يتبعه أحد أن ييأس أو يقنط ، أو يظن أن عمله ضاع سداً حتى وإن لم يتبعك أحد ، فأنت على خير وأنت مأجور ، ولن يضيع عملك ، بل ربما تكسب أكثر أجراً ، من جهة مشقة العمل ، لأن الرجل إذا دعا فأجيب سهلت عليه الدعوة ، ونشط وصار الذين يجيبونه يساعدونه ، ولكنه إذا صار يدعو ولا يجاب ، وهو على حق فإنه تصعب عليه الدعوة وإذا صبر نال أجر الصابرين ، المهم أنك إذا كنت داعيةً ولم تجد استجابة فلا تيأس ، فإن هؤلاء الأنبياء وهم أفضل منك ، رآهم النبي عليه الصلاة والسلام ليس معهم أحد ، وفيه فضيلة هذه الأمة ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى سوادا ًكثيراً ، فسأل جبريل من هؤلاء ، هذه أمتك قال لا ، وفي حديث آخر هذا موسى وقومه ، هذا موسى وقومه ، فموسى عليه الصلاة والسلام من أكثر الأنبياء أتباعا ، وفي حديث آخر أيضاً في لفظ آخر : فإذا سواد عظيم قد سد الأفق فقيل لي هذه أمتك وفيه دليل على هذا اللفظ ، أن هذه الأمة أكثر الأمم ، ولا شك في هذا ، أن هذه الأمة ولله الحمد ، أكثر الأمم ، فإن قال قائل كيف تكون أكثر الأمم والنصارى الآن أكثر من المسلمين ؟ قلنا : هؤلاء النصارى ليسوا على دين ، فليسوا من أمة عيسى وليسوا من أمة موسى ، لأن دينهم الذي هم عليه الآن ، دين باطل ، منسوخ ، قد نسخه الله ، قد أبطله الذي شرعه ، نفسه الذي شرعه هو الله أبطله برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فعلى هذا لا يكونون من أتباع عيسى ، وحينئذٍ لا يكون أتباع عيسى أكثر من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم .
وفيه أيضاً فضيلة هذه الأمة بأن منهم سبعين ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، إذن فالحساب لا يكون عاماً لجميع الناس ، بل في الناس من لا يحاسب ، ومنهم الأنبياء ، الأنبياء لا يحاسبون ، ومنهم هؤلاء الذين ذكرهم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين جمعوا هذه الصفات ، لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون
لا يكتوون : يعني لا يطلبون أحداً يكويهم ، وليس المعنى لا يكوون غيرهم ، أو لا يكوون أنفسهم إذا كان الإنسان يحسن الكي ، لأن بعض الناس يحسن الكي ، يكوي نفسه ، لكن هم لا يكتوون أي لا يطلبون من أحد أن يكويهم لأنهم يعتمدون على الله ، ولا يحبون أن يسألوا الناس شيئاً وأن يذلوا أنفسهم بسؤال الناس
ثانياً : لا يسترقون : معنى لا يسترقون لا يطلبون أحدا أن يرقيهم ، وليس المعنى أنهم لا يرقون غيرهم ، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله : أن رواية مسلم : لا يرقون ، رواية غير صحيحة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي ، يرقي غيره عليه الصلاة والسلام ، ولكن لا يسترقون لا يطلبون من غيرهم أن يقرأ عليهم ، ولكن لو مكنوا من يقرأ عليهم هل يخرجون من هذا الوصف يعني رجل حضر إلى مريض ، وقال : أريد أن أقرأ عليك ، فمكنه المريض ، هل يخرج من هذا الوصف
القارئ : لا يخرج

الشيخ : لا يخرج ، يعني بمعنى أنه لم يسترق ، ولا طلب الرقية ، ولكنه جاء إنسان طلب أن يقرأ عليك ما في مانع ، ولا يخرجه من هذا الوصف
ولا يتطيرون ، يتطيرون : يعني يتشاءمون ، ولكن عبر عن التشاؤم بالتطير ، بأن أكثر تشاؤم العرب كان بالطيور ، و إلا قد يتشاءمون ، فهم يتشاءمون بكل معلوم من زمان أو مكان أو أشخاص ، أو صفات ، كل شيء يتطيرون بها ، العرب جهلة ، جهل يتطيرون بكل شيء ، رأو طيراً أسود ، قالوا هذا اليوم أسود ، ما لك فيه السعادة إطلاقاً ، ليش ، لأني شفت أول النهار
القارئ : طيرا أسود

الشيخ : طيراً أسود ، إن رأو أبيض ، قال خلاص اليوم يوم النور ، يوم البياض ، مع إن هذا ماله أصل ، التفاؤل طيب ، لكن التفاؤل بما ليس بفأل ، ليس بصحيح ، وهم ، طيب على كل حال ، التشاؤم ، التطير هو التشاؤم ، بمعلوم من مرئي أو مسموع أو زمان ، أو مكان ، ولذلك نجد أن المتطيرين دائماً في قلق ، دائماً في قلق ، وأن المتوكلين على الله ، المتفائلين نجدهم دائماً في سرور وسعادة أما المتشائم أعوذ بالله ، لو رأى أي شيء تشاءم .
قال : وعلى ربهم يتوكلون على ربهم ، يعني لا على غيره ، ومن أين أخذنا لا على غيره ،
القارئ : الحصر

الشيخ : من تقديم المعمول على ربهم يتوكلون ، لأن المعمول حقه التأخير ، فإذا قدم أفاد الحصر ، يعني على ربهم لا على غيره ، يتوكلون ويعتمدون ، ولكن ليس مقتضى التوكل أن تدع الأسباب ، بل افعل الأسباب ولا تعتمد عليها ، اعتمد على مسبب الأسباب عز وجل ، واتخذ الأسباب على أنها سبب فقط
بسم الله الرحمن الرحيم قال : ولا يتطيرون وسبق الكلام عليها ، وعلى ربهم يتوكلون يعتمدون ، وقد سبق أيضاً بيان معنى التوكل ، فقام عكاشة بن محصن قال ادع الله أن يجعلني منهم قال : اللهم اجعله منهم وفي لفظ : أنت منهم وهذا من مناقبه رضي الله عنه ، ومن توفيق الله له أن سبق وبادر بطلبه أن يكون منهم فكان منهم ثم قام إليه رجل آخر قال : ادع الله أن يجعلني منهم قال : سبقك بها عكاشة ، يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام ، أراد أن يسد الباب ، بأن لا يقوم من لا يستحق أن يشهد له بذلك ، فقال سبقك بها عكاشة ، وهذا الحديث ذهب مثلاً ، في كل من طلب شيئاً قد فاته ، فيقال له : سبقك بها عكاشة ، وبناءاً على هذا الحديث ، نشهد لعكاشة بن محصن أنه من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، بدون أن نسأل عن عمله ، عن عمله ، لأنه شهد له الرسول عليه الصلاة السلام ، حينما قال : أنت منهم
أما الحديث الثاني ، حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال : يقول : يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر ففيه أيضاً منقبة لهؤلاء وأنهم بالإضافة إلى أنهم يدخلون الجنة بلا حساب تضيء وجههم إضاءة القمر ليلة البدر ، وهذا يدل على أنها مضيئة ، وتشع نوراً ، كالقمر .

Webiste