تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد العزيز بن عبد ال... - ابن عثيمينالشيخ : فمن المعلوم عقلا أن بشرا من البشر لا يملك أن يكون إلها ولكن الفتنة نعوذ الله منها تزيغ منها القلوب وتروغ الأذهان فلهذا ذكر عليه الصلاة والسلام ع...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال ( إني لأنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذره قومه ولكني سأقول لكم فيه قولًا لم يقله نبي لقومه إنه أعور وإن الله ليس بأعور ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فمن المعلوم عقلا أن بشرا من البشر لا يملك أن يكون إلها ولكن الفتنة نعوذ الله منها تزيغ منها القلوب وتروغ الأذهان فلهذا ذكر عليه الصلاة والسلام علامة حسية وفي هذا الحديث دليل على أن لله عينان اثنتان فقط وقد قال بعض الناس كيف تثبتون لله عينين وقد قال : تجري بأعيننا وقال : ولتصنع على عيني ؟ فلم يذكر إلا إفرادا وجمعا ؟ والجواب عن هذا أن يقال : أولا : أن السنة وردت بأن الله له عينان فقط لكن الحديث فيها مرسل إذا صلى أحدكم فإنه يصلي بين عيني الرحمن لكن الحديث ضعيف ثانيا : أن كلا من المفرد والجمع لا ينافي التثنية لأن المفرد إذا أضيف صار شاملا لكل ما ثبت من نوعه فكلمة عين إذا أضيفت إلى الله صارت شاملة لكل ما يثبت لله من عين وأما الجمع فلا منافاة في التثنية أيضا لأنه يقصد فيه التعظيم وها هي يد الله عز وجل اثنتان فقط بنص القرآن ومع ذلك قال : أولم يروا أنا خلقناهم مما عملت أيدينا أنعاما فالمثنى قد يعبر عنه بالجمع من باب التعظيم على أن بعض أهل اللغة يقول إن أقل الجمع اثنان وعلى هذا لا إشكال إطلاقا ثم نقول إذا قال قائل : إن الله له أكثر من عينين نقول لو كان لله أكثر من عينين لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لأنه إذا كان لله أكثر من اثنتين فهذا كمال أليس كذلك ؟ لأنها تكون صفة من صفات الله وتكون صفة كمال وإذا كانت صفة كمال والمقام مقام بيان وجب أن يذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول إن له عينين ولله ثلاثة أعين مثلا أو أربعة أو أكثر فلما لم يقل إلا هذا الفارق علمنا بأن الله ليس له أكثر من عينين وقد استدل علماء أهل السنة بهذا الحديث على إثبات ما قالوه ونقل إجماعهم على ذلك الأشعري في كتاب * الإبانة * وأظن الباقلاني ونقله عنه شيخ الإسلام بن تيمية وأقره وهذا لا إشكال فيه وما علمنا أحدا من السلف الذين يعتمد عليهم في باب الصفات قال إن لله أكثر من ذلك فعلى هذا نقول في هذا الحديث دليل على أن الله ليس له إلا اثنتان عينان اثنتان لأنه لو كان له ثلاث لقال لله ثلاثة أعين وبه يحصل الفرق ولا يمكن أن يخفي الكمال الثابت لله عز وجل بعض المعاصرين قال إن الدجال أعور أي معيب والعور قد يطلق ويراد به العين فنقول سبحان الله الرسول بين أنه أعور العين اليمنى والعرب لا تعرف أعور إلا في العين لا سيما إذا قال أعور العين لأنها لا تعرف غيره.

Webiste