تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( عروة قال : قالت عائشة رضي الل... - ابن عثيمينالشيخ : ففي هذا الحديث من الفوائد :حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعاملته لأهله ، وقد قال عليه الصلاة والسلام حاثا أمته على أن يكونوا لأهلهم خيرًا قا...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( عروة قال : قالت عائشة رضي الله عنها : يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ففي هذا الحديث من الفوائد :
حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعاملته لأهله ، وقد قال عليه الصلاة والسلام حاثا أمته على أن يكونوا لأهلهم خيرًا قال : "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" .
ومن تدبّر سيرته في معاملته أهلَه وجد أن هذا منطبقٌ تماما على حاله .
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا، بحيث يكون مع أهله لينًا هيّنا أليفا لا يبعد عنهم ولا يطيل البعد .
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يجوز لمن له عدة زوجات أن يمرّ عليهن كل يوم، وأن ذلك لا يعد جورًا في القسم، من أين يؤخذ ؟
من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، لأننا نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أقوم الناس عدلا، ومع ذلك كان يدور على نسائه .
ومنها: أنه كلما قرب الإنسان من أهله ازدادت المودة بينهم والإلفة وهذا أمر مشاهد وكلما بعد فإنها قد تحصل الجفوة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا يجامع المرأة التي ليس في يومها لقولها: "من غير مسيس" وكما قلنا إن المسيس هو الجماع .
ومن فوائد هذا الحديث: أن عماد القسم المبيت يعني الليل لقولها : "حتى يبلغ التي هو يومها فيبيت عندها" ، وهو كذلك ، فإن عماد القسم الليل، قال العلماء رحمهم الله : " ويستثنى من ذلك ما إذا كان معاش الرجل في الليل، فإنه يكون عماده النهار " ، مثل من معاشه الليل؟
كالحارس مثلا، الحارس، وكالجنود الآن فإنهم يكونون بالنوبات وأحيانا تكون نوبة الجندي تكون في الليل.
ومنها: أن الرسول عليه الصلاة والسلام على كثرة مشاغله وأنه إمام الأمة وسلطانها وحاكمها لا يهمل حق أهله، حيث يدور على تسع نسوة أو ثمان نسوة في كل يوم، وهذا لا شك أنه مما يجعله الله سبحانه وتعالى من البركة في عمر الإنسان، فإن كثيرا من الناس يضيع عليه الوقت، وإذا حاسب نفسه عند النوم وجد أنه لم يعمل شيئًا، وبعض الناس يبارك الله له في يومه وفي عمره، فإذا حاسب نفسه عند النوم وجد أنه عمل، عمل وعمل.
فإذا قيل: ما هو السبيل الذي يجعل أوقاتنا مباركة ؟
قلنا: ذكر الله، ودليل ذلك قول الله تعالى: { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً }، فالإنسان إذا أعرض عن ذكر الله واتبع هواه نزع الله البركة من عمره والعياذ بالله، لكنه إذا كان دائمًا متعلقًا بربه سبحانه وتعالى دائمًا يذكر الله بقلبه إن لم يذكره بلسانه ذكره بقلبه، إن لم يذكره بجوارحه ذكره بقلبه فهذا هو الذي يبارك الله له في عمره.
وليعلم أن الإنسان يمكن أن يحوّل كل أفعاله ذكرا لله، بأن لا يتكلم إلا وهو يحتسب أجره على الله، ولا يكف عن شيء إلا يحتسب أجره على الله، ولا يعمل شيء إلا يحتسب به الأجر على الله، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام لسعد بن أبي وقاص: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك".
وأخبر عليه الصلاة والسلام : "أن الرجل إذا أنفق على نفسه فهو صدقة" ، فالموفق وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم يستطيع أن يحول من العادات والشهوات عبادات، وحينئذ يكون ذاكرا لله ، فإذا أردت أن يبارك الله لك في عمرك وفي زمنك فعليك بذكر الله: { الذين يذكرون قياما وقعودا وعلى جنوبهم }.
ولا شك أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أشد الناس ذكرا لله، وأكثرهم ذكرا لله، ولهذا بارك الله له في عمره وفي عمله ، وفي قوله وفي فعله نعم .
يقول: " ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر دار على نسائه ثم يدنو منهن" الحديثَ " :
بالنصب، يعني أكمِل الحديث، فهو مفعول لفعل محذوف تقديره أكمل أو اقرأ طيب.

Webiste