تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة فوائد حديث : ( ( أين أنا غداً ؟ ) يريد... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : نأخذ فوائد حديث عائشة رضي الله عنها :  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غدا  : الح...
العالم
طريقة البحث
تتمة فوائد حديث : ( ( أين أنا غداً ؟ ) يريد يوم عائشة ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نأخذ فوائد حديث عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غدا : الحديث:
من فوائد هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر تجري عليه أحكام البشرية لقولها: في مرضه فهو يمرض ويجوع ويبرد ويحتر وينسى ، كل الطبيعة البشرية تعتريه عليه الصلاة والسلام .
ومن فوائده: الرد على من قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم نور، وأنه لا ظل له، لأن كونه يمرض ويسأل ويتحدث يدل على أنه كغيره من الأجسام جسم كثيف يحجب الشمس إذا حال بينها وبين الأرض فيكون له ظل.
ومن فوائد الحديث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات لقولها : الذي مات فيه وهذا الموت حقيقي لكنه موت البدن وأما البرزخ فهو حي في قبره عليه الصلاة والسلام .
ومن فوائد هذا الحديث: كمال عدل النبي صلى الله عليه وسلم حيث يسأل : أين أنا غداً، مع العلم بأنه يحب عائشة أكثر من غيرها وهو مشهور عند نسائه لكنه لكمال عدله يقول: أين أنا غدا .
ومن فوائد هذا الحديث: العمل بالقرائن، لأن النساء فهمن من ذلك أنه يريد يوم عائشة، ولهذا قلن: يريد يوم عائشة، فالعمل بالقرائن ثابت شرعاً، ومنه قصة يوسف حين دعته امرأة العزيز إلى نفسها فأبى ثم اتهمته: فشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قدَّ من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ، لأنه إذا قدّ من قبل دل على أنه هو الطالب، وأنها مزقت ثوبه عند فرارها منه، وإذا كان قدّ من دبر، من الخلف دلّ على أنه هو المطلوب وأنه هارب وهي التي لحقته، فهذه قرينة، فكانت القرينة تدل على أنها هي الطالبة، فلما رأى قميصه قُدَّ من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ، إذن العمل بالقرائن ثابت شرعا، وهو من أفضل ما يستعين به القاضي على معرفة المبطل، وإذا أوتي الإنسان فهما في هذه الناحية حصل له خير كثير، أرأيتم قصة المرأتين الصغرى والكبرى خرجتا ذات يوم ومعهما ابناهما، فأكل الذئب ابن الكبيرة، فادَّعت الكبيرة أن الابن الباقي ولدها، فاحتكمتا إلى داود فحكم به للكبيرة، ثم خرجتا من عنده فمرتا بسليمان فلعله رأى من حالهما ما رأى حتى سألهما، فأخبرتاه الخبر، فقال: لا الحكم عندي، ثم دعا بالسكين ليشقه، فأما الكبرى فوافقت، وأما الصغرى فمانعت، فحكم به للصغرى، كيف حكم به للصغرى؟
لأن القرينة تدل على أنه للصغرى، فإن الصغرى قالت: هو لها يا نبي الله، فرحمت وأشفقت عليه، أما الكبرى فقد أكل الذئب ابنها فقالت كما تلف ابني فليتلف هذا، وقالت: شقه نصفين ما في مانع، وهذا يدل على أنه ليس في قلبها رحمة لهذا الولد أعرفتم يا جماعة؟
إذن هذا عمل بالقرينة، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل بالقرينة : أنه لما فتح خيبر سأل عن مال حُيي بن أخطب رئيس بني النضير، سأل عنه فقالوا: يا رسول الله أفنته الحروب، قال: كيف ذلك؟ المال كثير والعهد قريب : وإذا كان المال كثيرا والعهد قريبا لم تفنه الحروب ، ثم قال للزبير: خذ هذا الرجل فَمُسَّه بعذاب يعني: اضربه، فلما ذاق مس العذاب قال: انتظر إنني أرى حُييًا يحوم حول خربة هناك في خيبر، فذهبوا إلى الخربة وأخرجوا منها ملء جلد ثور ذهباً ، مدفونة فهنا عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالقرائن، طيب إذن العمل بالقرائن ثابت شرعا نعم .
ومن فوائد هذا الحديث: حسن معاشرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم له، حيث أذن له أن يكون عند عائشة، مع العلم بأنهن كل واحدة تحب أن يكون عندها، لكنهن قدمن راحة النبي صلى الله عليه وسلم على راحتهن .
ومن فوائد هذا الحديث: ما حصل من المنقبة العظيمة لعائشة رضي الله عنها حيث اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون مرضه في بيتها، وزيادة على ذلك فإنه مات في حَجرها، بين حاقنتها وذاقنتها، ومات في يومها وفي بيتها، وآخر ما طعم من الدنيا ريقها رضي الله عنها، كل هذا من مناقبها، وهي من أبغض الناس عند الرافضة، يبغضونها بغضا شديدا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحبها أكثر من غيرها من نسائه.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يجوز للرجل ذوي الزوجات المتعددة أن يُلَمِّح لزوجاته باختيار إحداهن، وأن ذلك لا يعد إحراجًا، الدليل؟
فعل النبي عليه الصلاة والسلام، فإنه جعل يقول: أين أنا غدا حتى أذنّ له.

Webiste