تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث ( أن في الكتاب الذي كتبه رسول الل... - ابن عثيمينالشيخ : في هذا الحديث دليل على أن تبليغ الرسالة والشريعة يكون باللفظ المسموع وبالكتاب المقروء ، وجه الدلالة : أن هذه طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله و...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث ( أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم ...).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في هذا الحديث دليل على أن تبليغ الرسالة والشريعة يكون باللفظ المسموع وبالكتاب المقروء ، وجه الدلالة : أن هذه طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، تارة يبلغ الرسالة بالقول ، وتارة بالكتابة .
ومن فوائده : عظمة القرآن ، وأنه يجب أن ينزه عن النجس سواء قلنا : إنه من كان محدثا أو قلنا : إنه من كان كافرا.
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الوضوء لمس المصحف لقوله : لا يمس القرآن إلا طاهر هذا ما رجحناه أخيرا وإن كنا بالأول نميل أن المراد بالطاهر المؤمن ، لكن بعد التأمل تبين لي أن المراد بالطاهر: الطاهر من الحدث الأصغر والأكبر .
وهل المراد ألا يمس القرآن يعني: القرآن الذي في الأوراق بمعنى لا يضع يده عليه أي : على المكتوب دون ما كان من حواشيه وجوانبه ؟
الجواب : لا ، المراد ألا يمس الذي كتب فيه القرآن، كلَّه، وعليه فإذا كتب القرآن بوسط الصفحة فجوانبها لا تمس ، لا يمسها المحدث ، وإذا كان على المصحف طبع عليه جلدة مقواة فإنه لا يمسها إن كانت لاصقة به ، أما إذا كانت وعاء ينفصل فإنه لا بأس أن يمسها من ليس بمتوضئ.
ومن فوائد هذا الحديث : أن المصحف لا يمسه إلا طاهر سواء كان صغيرا أم كبيرا ، يعني فالصغير الذي بلغ سن التمييز لا يمس القرآن إلا إذا تطهر ، وهذا هو ظاهر اللفظ .
وقال بعض العلماء : إنه يرخص للصغار في مسه عند الحاجة ، فإن الصغار يعطون شيئاً من القرآن إما في اللوح وإما بأوراق خاصة كأجزاء، جزء عم جزء تبارك ويشق أن نلزمهم بالوضوء ، ولا شك أنه إذا كان هناك مشقة فإنه لا ينبغي إلزامهم ، لأن من دون البلوغ قد رفع عنه القلم ، لكن يؤمرون ولا يلزمون .
فإن قال قائل : ما تقولون فيمن استدل لهذا بقوله تعالى : لا يمسه إلا المطهرون ؟
قلنا : لا دليل في الآية، ليس في الآية دليل، يتبين هذا بتلاوتها : إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون فالضمير هنا يعود إلى أقرب مذكور ، وهو الكتاب المكنون ، وإن كان القول بأنه يعود إلى القرآن من حيث إن السياق في القرآن والحكم على القرآن، لكن يضعفه قوله : إلا المطهرون وهي اسم مفعول ، ولو كان المراد إلا من تطهر لقال : إلا المطَّهرون أي : المتطهرون ، فالآية ليس فيها دليل على ذلك.
لكن بعض العلماء استنبط وقال : إنه إذا كان لا يمس الكتاب المكنون إلا الملائكة المطهرون فكذلك أيضا المصحف الذي فيه القرآن الكريم ولكننا لسنا بحاجة إلى هذا الاستنباط الذي قد يبدو بعيدا إذ أن لدينا لفظ الحديث: لا يمس القرآن إلا طاهر .

Webiste