تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون... - ابن عثيمينقال تعالى مبتدأ درس اليوم: " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ  من الابتلاء والنصر  وَصَدَقَ الل...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال تعالى مبتدأ درس اليوم: " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ من الابتلاء والنصر وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ في الوعد وَمَا زَادَهُمْ ذلك إِلَّا إِيمَانًا تصديقاً بوعد الله وَتَسْلِيمًا [الأحزاب :22]لأمره " َلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ هذه لما شرطية لكنها لا تجزم وفعل الشرط في الآية رأى وجوابه قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا وقد مر علينا أن لما تأتي في اللغة العربية على عدة وجوه منها الشرطية كما في هذه الآية ومنها الجازمة كما في قوله : بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ [ص :8]هذه جازمة ومنها أن تكون بمعنى إلا كما في قوله : إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ [الطارق :4]يعني إلا عليها حافظ لما رأى المؤمنون الأحزاب والمراد بالأحزاب هنا الأحزاب الذين تألبوا على النبي صلى الله عليه وسلم من قريش وغطفان وبني أسد وغيرهم لما رأوهم رؤية بصرية أو قلبية ؟ بصرية لما رأوهم قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ كيف وعدنا الله رسوله أين الوعد من الله ورسوله بأن هؤلاء الأحزاب سيأتون ؟ قال الله تعالى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة :214]فإن الله تعالى بين في هذه الآية أنهم ما يمكن أن يدخلوا الجنة إلا بعد هذه الأمور فيكون متضمناً لوعد الله سبحانه وتعالى لهم أن يروا مثل هذه الأشياء التي تزلزلهم يقول : هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وهذا دليل على ثباتهم وإيمانهم وصدق نواياهم لكن المنافقون تقدم لنا أنهم كانوا يهزأون بالرسول عليه الصلاة والسلام لما ضرب الحجر الذي اعترضهم في حفر الخندق وقال إنه رأى مدائن كسرى وقصور قيصر واليمن إيش قالوا ؟ ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً شو هذا يقول الذي يملك اليمن والشام والعراق هو الآن مضيق هذا الطريق هذا كذب وليس بصحيح لكن المؤمنين قالوا : هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عكس هؤلاء المنافقين قالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الصدق هو الإخبار بالواقع على حسب ما هو واقع وإن شئت فقل هو الإخبار المطابق للواقع هذا الصدق وضده الكذب ويقال صَدَقني الحديث وصدّقني الحديث وبينهما فرق صدَقني الحديث يعني أخبرني بالصدق وصدّقني الحديث يعني قال ما حدثته به صدق عرفتم وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [آل عمران :152]إيش معنى صدقكم ؟ يعني أخبركم بالصدق وبين لكم أن ما وعدكم به حق إن أحسستموهم بإذنه يقول : وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ في هذه الجملة مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ سيق هذا الكلام على سبيل الذم وإلا على سبيل المدح ؟ على سبيل المدح ولكنه قد يشكل عليكم كيف قرن وعد رسول الله بوعد الله بالواو ؟ وقرن ايضا صدق رسول الله بصدق الله بالواو ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل حين قال ما شاء الله وشئت قال له النبي صلى الله عليه وسلم أجعلتني لله نداً فكيف نجمع بين هذا وبين ما في هذه الآية ؟ الجواب أن يقال ما كان من أمور الشرع فإنه لا بأس أن يضاف إلى الله ورسوله بالواو لأن ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فهو من شرع الله كما قال الله تعالى : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء :80]وأما ما كان من أمور القدر فإنه لا يجوز أن يضاف إلى الله ورسوله بالواو بل لابد أن يكون بثم وذلك لأن قدرة الإنسان ومشيئة الإنسان تابعة لمشيئة الله وقدرته فمثلاً تقول لرجل سألك ما حكم كذا وكذا ؟ يعني ما حكم الصلاة جماعة وأنت لا تدري ما حكمها فتقول الله ورسوله أعلم لأن هذا حكم شرعي وأما إذا كان من الأمور القدرِية فإنه لا يمكن أن يشرك غير الله بالله بالواو وذلك لأن مشيئة غير الله وقدرة غير الله تابعة لمشيئة الله لا يمكن أن تكون مساوية لها قال : وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا َمَا زَادَهُمْ الفاعل في زاد يعود على إيش ؟ يعني رؤية الأحزاب يعني ما زادهم رؤية الأحزاب وتألبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا إِيمَانًا يقول المؤلف " تصديقاً بوعد الله " وَتَسْلِيمًا لأمره نعم إيمانا بالقلب وتسليماً بالجوارح لأن الإيمان محله القلب والتسليم والانقياد محله الجوارح والإنسان لا يتم دينه إلا بهذين الأمرين بالإيمان والتسليم فمن استسلم ولم يؤمن فهو منافق ومن آمن ولم يستسلم فهو مستكبر فإذا اجتمع في الإنسان الإيمان والتسليم صار مؤمناً حقاً عابداً حقاًَ خذوا بالكم فالإنسان المؤمن لكنه ما يستسلم نقول هذا مستكبر والإنسان المستسلم لكنه غير مؤمن نقول هذا منافق لأن المنافقين يستسلمون ظاهراً ولا يتم الإيمان إلا بهذين الأمرين الإيمان والتسليم لا يتم الشرع إلا بهذين الأمرين الإيمان والتسليم قال : وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا إيمانا هذه مفعول لأجله ما إعرابها ؟
الطالب : ...

الشيخ : لا
الطالب :...

الشيخ : مفعول بإيش ؟
الطالب :زادهم

الشيخ : مفعول أول ولا ثاني ؟
الطالب :ثاني
الشيخ :مفعول ثاني والمفعول الأول
الطالب :الهاء

الشيخ :الهاء أي نعم .فزاد تنصب مفعولين أوله الهاء والثاني في هذه الآية إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا .

Webiste