تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الشرح السابق : باب الإيمان ، وقول النبي... - ابن عثيمينالشيخ : ... الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، لا يزيد ولا ينقص ، لأنه عقيدة في القلب ، وهي لا تزيد ولا تنقص ، والناس في الإيمان شيء واحد كالمشط عند تماثل الأسن...
العالم
طريقة البحث
تتمة الشرح السابق : باب الإيمان ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) . : وهو قول وفعل ، ويزيد وينقص ، قال الله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) (( وزدناهم هدى )) (( ويزيد الله الذي اهتدوا هدى )) (( والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم )) (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) وقوله (( أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا )) . وقوله جل ذكره : (( فاخشوهم فزادهم إيمانا )) . وقوله تعالى : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن عدي : إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص . وقال إبراهيم عليه السلام : (( ولكن ليطمئن قلبي )) . وقال معاذ : إجلس بنا نؤمن ساعة . وقال ابن مسعود : اليقين الإيمان كله . وقال ابن عمر : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر . وقال مجاهد : (( شرع لكم )) : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً . وقال ابن عباس : (( شرعة ومنهاجا )) : سبيلاً وسنة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ... الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، لا يزيد ولا ينقص ، لأنه عقيدة في القلب ، وهي لا تزيد ولا تنقص ، والناس في الإيمان شيء واحد كالمشط عند تماثل الأسنان ، وعليه فأكمل الناس عملا وقولا ، كأفسق الناس في العمل والقول ، مالم يصل إلى حد الكفر .
وقال آخرون عكس ما قال هؤلاء ، قالوا الإيمان مركب من هذه الأربعة ، ولا يمكن أن يكون إيمان إلا باستكمال هذه الأربعة ، حتى قالوا إن فاعل الكبيرة إما كافر ، وإما غير مؤمن وهو في منزلة بين منزلتين ، أما أهل السنة والجماعة فقالوا الإيمان يشمل هذه الأشياء الأربعة وهي : عقيدة القلب ، وعمل القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح ، لكن بعضها يكون ركنا وشرطا في الإيمان ، فإذا فُقِد ، فُقِد الإيمان ، وبعضها ليس كذلك . ثم هذا الإيمان يزيد وينقص ؟.
فنقول : نعم ، أما على مذهب السنة والجماعة فواضح ، فمن تصدق بدرهم ليس كمن تصدق بدرهمين ، أيهما أزيد ؟، الثاني ، وكل منهما يسمى إيمانا ، الصدقة بالدرهم وبالدرهمين ، إذا فالثاني أزيد من الأول إيمانا ، كذلك في القول ، من قال : لاإله إلا الله عشر مرات ، ليس كمن قالها مئة مرة ، الثاني أزيد ، لأنه أكثر عملا ، فلذلك نقول على مذهب أهل السنة والجماعة في قول اللسان وفعل الجوارح واضح .
بقينا في عمل القلب ، نقول نعم حتى عمل القلب يزيد وينقص ، فرجل لا يتوكل إلا على الله ، ولا يخاف إلا الله ، ولا يرجوا إلى الله ، ليس كشخص لا يتوكل إلا على الله ولكن في الرجاء والخوف ، يرجوا غير الله ويخاف ، قال الشيخ الأول أكمل ، وأزيد ، طيب ، في العقيدة هل يختلف الناس في ذلك ؟.
نعم يختلفون في ذلك ، لو أن رجلا أخبرك بخبر إعتقدت ما دل عليه الخبر ثم جاءك آخر فأخبرك به ، ازددت يقينا ، ثم جاك ثالث وأخبرك به ، إيش ؟.
ازددت يقينا ثم شاهدت المخبر عنه ازددت يقينا ، ولهذا قال ابراهيم ، لما قال : أرني كيف تحي الموتى قال الله تعالى : أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ، والله أعلم .

الشيخ : أنا عندي : باب الإيمان وقول ، عندكم باب الإيمان باب وقول .؟
القارئ : ما فيه واو .

الشيخ : باب الإيمان باب قول ؟.
القارئ : نعم ، كتاب الإيمان باب قول .

الشيخ : كتاب الإيمان وقول ، أنا عندي : كتاب الإيمان ، هذا كتاب عام ، ثم قال : باب الإيمان وقول.
القارئ : الشارح يقول في بعض النسخ سقطت باب .

الشيخ : إيه طيب ، أحسنت .

السائل : ...

الشيخ : لا مافيه شيء ، مافيه شيء ، هذه أحاديث الفوائد فيها ما هي كثيرة .
القارئ : قال الله تعالى : ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم ويزداد الذين آمنوا إيمانا وقوله : أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا . وقوله جل ذكره : فاخشوهم فزادهم إيمانا . وقوله تعالى : وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان ، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي : " إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ". وقال إبراهيم عليه السلام : ولكن ليطمئن قلبي . وقال معاذ : " اجلس بنا نؤمن ساعة ". وقال ابن مسعود : " اليقين الإيمان كله ". وقال ابن عمر : " لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر ". وقال مجاهد : " شرع لكم : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً ". وقال ابن عباس : " شرعة ومنهاجا : سبيلاً وسنة ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا الباب ، هذا الكتاب ، كتاب الإيمان ، والإيمان اختلف الناس فيه على طرفين ووسط ، كغالب الاختلافات في باب العقيدة ، فمن الناس يقول الإيمان هو عقيدة القلب ، بل زاد بعضهم وقال : الإيمان هو المعرفة فقط ، ولم يجعلوا القول من الإيمان ، ولم يجعلوا الفعل من الإيمان ، وهؤلاء هم المرجئة ، غلاة المرجئة ، وهم الجهمية ، والجهمية ، جمعوا ثلاث جيمات كلها ضلالة .
الجهمية في الصفات ، والجبرية في أفعال العبد ، والمرجئة في الإيمان ، فبئس الجيمات ، نعم ، وبئس الجمع بينها .
وقسم آخر من الناس شدد في إثبات أن الإيمان عقيدة ، وقول وفعل ، وجعلوا الفعل من الإيمان ، ووجود هذه الأفعال شرط في الإيمان ، وهؤلاء هم الخوارج والمعتزلة ، ولهذا قالوا بتكفير فاعل الكبيرة .
والقسم الثالث وسط قالوا : الإيمان عقيدة وقول وفعل ، وليس معنى قولنا : قول وفعل أن هذه الأجزاء شرط في ثبوت أصله ، قال الشيخ : كما قالت الخوارج والمعتزلة ، وهذا مذهب السلف .
والمؤلف رحمه الله زاد على أن الإيمان : قول وفعل ، قال يزيد وينقص ، وأظن شرحنا هذا الباب ؟.

السائل : ...

الشيخ : في نفس الدرس هذا . شرحناه ، قلنا يزيد وينقص ، ويزيد في الإعتقاد وفي القول وفي الفعل ، يعني أن محل زيادة الإيمان في الاعتقاد وفي القول وفي الفعل ، أما في الاعتقاد فإن الإنسان تزداد عقيدته في الشيء كلما ازداد الخبر عن هذا الشيء ، أليس كذلك ؟. وتزداد العقيدة بالمشاهدة بدل عن الخبر ، أرأيت لو جاءك رجل وقال : حصل اليوم في السوق كذا وكذا وهو ثقة ، فقد صار عندك شيء من العقيدة ، ثم جاءك آخر وأخبرك بما أخبر به الأول وهو ثقة ، يزداد العلم عندك ، أليس كذلك ؟، ثم جاء الثالث والرابع ازداد ، وكلما تعدد المخبرون ازداد الإنسان يقينا ، ولهذا قال العلماء إن المتواتر يفيد العلم اليقين ، كذلك المشاهدة ليست كالخبر ، فإن الإنسان يجد الفرق بين عقيدته المبينة على خبر الثقات وبين المشاهدة ، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام لما قال : رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي .
إذا الإيمان يزداد في أصله وهو العقيدة ، وهذا أمر لا إشكال فيه ، والناس يختلفون في ذلك على فرق شتى ، والإنسان في نفسه ، يجد من نفسه أحيانا إيمانا كأنما يشاهد الغيبيات رؤيا العين ، وأحيانا يحصل منه غفلة .
يزداد الإيمان بزيادة القول ، وهذا واضح ، فليس أجر من شهد : لا إله إلا الله ألف مرة ، كأجر من شهدها عشر مرات ، ويزداد أيضا بالفعل ، فليس من صام يوما كمن صام عشرة أيام ، فهو يزيد وينقص ، واستدل المؤلف بالآيات التي ذكرها .
ثم نقل كتاب عمر بن عبد العزيز معلقا جازما به ، كتب على عدي بن عدي وهو من أمرائه : " إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان "، ولم يقل لم يكن مؤمنا ، بل قال : "لم يستكمل الإيمان "، لأنه ليس كل فعل يفوت الإنسان يكون به كافرا ، ثم قال رحمه الله : " فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها "، جزاه الله خيرا ، وأثابه على ما نوى ، أنه سيبينها ، لأنه عالم فقيه ، من فقهاء التابعين ، عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، " وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ". ليش ؟.
لأنهم أتعبوه ، ولم يأتوا على ما يريد ، وكان الناس فيما قبل ولايته ، كان بينهم من الفتن والقتال ، ما هو معلوم في التاريخ ، ولكن لما تولى رحمه الله ، وضعت الحرب أوزارها في كثير من القتال الحاصل بيت الخوارج وغير الخوارج ، ولكن الله لم يطل مدته سبحانه وتعالى ، بقي سنتين وأربعة أشهر تقريبا ، ثم مات ، فإن قال قائل : هل قوله : " فما أنا على صحبتكم بحريص "، يدل على تضجره مما حصل ؟ .

السائل : لا .

الشيخ : ليش لا ، يقول : ما أنا بحريص عليكم ، أنا أحب أن أفارقكم ، نقول التضجر نوعان : تضجر من المقضي ، وتضجر من القضاء ، فإذا تضجر الإنسان من المقضي فإنه لا يلام ، يرى أحوال الناس على غير السداد فيتضجر ويتألم .
أما من القضاء فلا يجوز التضجر منه ، لأن قضاء الله تعالى كله حكمة ، وكله يستحق عليه الحمد ، سواء فيما يسوء الإنسان أو فيما لا يسوءه .
وقال معاذ : " اجلس بنا نؤمن ساعة ". ساعة متعلقة بإجلس أو بنؤمن ؟.

السائل : بإجلس .

الشيخ : اجلس ؟.

السائل : نعم .

الشيخ : أو تنازعها العاملان ؟.
تنازعها العاملان أحسن ، ولكن ليس معناه نؤمن ساعة ، ثم لا نؤمن ، المعنى : نقوي إيماننا في هذه الساعة ، لأن الإنسان يغفل فإذا جلس إليه أخوه وتباحثا في آيات الله الكونية والشرعية ، وأورد كل واحد منهما على الآخر الموعظة ازداد إيمانهما ، والبقية ما فيه إشكال .

Webiste