فوائد قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومن فوائد الآية الكريمة قوله : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قل الله : وجوب مناظرة المشركين ومحاجتهم ويؤخذ وجهه من قوله : قل لأن الأصل في الأمر اللزوم .
ومن فوائدها أيضاً : أنه ينبغي المستدل في الأوضح والأبين فإن الرزق من الله عز وجل أمر معلوم لا يجوز لأحد أن يقول إنه منزل المطر أو أنه منبت النبات ، ففي باب المناظرة ينبغي للإنسان أن يستدل لما هو أبين وأوضح وهذه طريقة القرآن كما مر علينا في قواعد التفسير طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواب إجابة السائل عما فيما هو واضح لقوله : قل الله ومثاله في الأمور العادية أنا أسألكم مثلاً من الذي جاء بكذا وكذا ؟ فتوقف عنه تلعثم إما جهلاً أو مكابرة فأقول : أليس فلان هو الذي جاء به ؟ فأقررك وهذا أعني إجابة السائل إنما هي في الأمور الواضحة أما في الأمور الغير الواضحة فقد يعارض ولا يكون جوابه مقنعاً لكن في الأمور الواضحة للسائل أن يجيب نفسه إيش ؟ إذا تلعثم الخصم ولم يجب أما إذا أجاب فالأمر واقع ، وهذا الاستفهام الموجود في الآية الكريمة هذه هل أجاب عنه المشركون عنه بالحق في موضع آخر ؟ نعم في سورة يونس قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز محاجة الخصم بما يعرف في باب المناظرة بالسبر والتقسيم ، السبر يعني تتبع الشيء والتقسيم يعني الترديد بين هذا أو هذا فمثله هنا وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ تتبعنا الحال وجدنا أن حال كل من لا تخرج عن حالين إما هدى وإما الضلال ، وهي إما لنا وإما لكن وليس هناك شيء ثالث ، هذا يعرف نعم بالسبر والتقسيم ونظيره قوله تعالى : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا [مريم:77]هذه دعواه لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا قال الله تعالى : أَطَّلَعَ الْغَيْبَ يعني هل يعلم الغيب ؟ أنه سيؤتى مالاً وولداً أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا [مريم:78]يعني أم أن الله أعلمه بذلك وعهد به إليه ، فيه قسم ثالث ، القسم الثالث الكذب ولهذا قال : كلا أي أنه لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهداً ، قل لي يا أخ ما الذي قلت ؟ وما المثال الذي مثلت به بين هذا أو هذا حتى يتبين أنه لابد أن يكون أحد أمرين ؟
الطالب : ......
الشيخ : هات لي آية مثال ، نحن ، هو أنت الآن أمامنا طريقنا هدى وضلال إما نحن على الهدى وأنتم على الضلال أو نحن على الضلال وأنتم على الهدى ، كذلك الآية التي في سورة مريم واضحة أيضاً جداً أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا وجه ذلك أن الله قال : هل هذا اطلع الغيب وعلم أنه سيؤتى مالاً وولداً أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا أي أن الله أخبره وعهد به له بأنه سيؤتيه مالاً وولداً ، لأن دعواه هذه إما أن تكون كذباً أو عنده علم من الغيب أو عهد من الله ، نعم انتبه وإيش قال الله تعالى في هذا ؟ كلا يعني لا هذا ولا هذا ، إذا انتفى هذا وهذا وإيش يبقى الأمر ؟ يبقى الكذب ، أنها دعوى كاذبة لا حقيقة لها ولهذا قال : سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا [مريم79:80]عرفتم يا جماعة ، طيب .
ومنه أيضاً قوله : وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً إيش الجواب ؟ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ إن كان عندكم عهد من الله فإن الله لا يخلف عهده قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ والجواب أنهم قالوا على الله مالا يعلمون طيب هنا أي قلت في الآية دليل على أو يستفاد من الآية الاستدلال بما يعرف عند علماء المناظرة أو علماء المناظرة والجدل بماذا ؟ بالسبر والتقسيم من قوله : وإنا أو إياكم لعلى هدى .
ومن فوائدها : التلطف مع الخصم والتنزل معه للوصول إلى الإقرار بالحق نعم من قوله : وإنا أو إياكم لعلى هدى لأن هذا تنزل في غاية التنزل مع الخصم والتلطف معه ليقر بالحق ، وانظر إلى نحو من ذلك في قوله تعالى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:59]معلوم أن الله خير أليس كذلك ؟ لكن من باب التنزل معه قيل له آلله خير أم أصنامكم وآلهتكم .
ومن فوائدها أيضاً : أنه ينبغي المستدل في الأوضح والأبين فإن الرزق من الله عز وجل أمر معلوم لا يجوز لأحد أن يقول إنه منزل المطر أو أنه منبت النبات ، ففي باب المناظرة ينبغي للإنسان أن يستدل لما هو أبين وأوضح وهذه طريقة القرآن كما مر علينا في قواعد التفسير طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواب إجابة السائل عما فيما هو واضح لقوله : قل الله ومثاله في الأمور العادية أنا أسألكم مثلاً من الذي جاء بكذا وكذا ؟ فتوقف عنه تلعثم إما جهلاً أو مكابرة فأقول : أليس فلان هو الذي جاء به ؟ فأقررك وهذا أعني إجابة السائل إنما هي في الأمور الواضحة أما في الأمور الغير الواضحة فقد يعارض ولا يكون جوابه مقنعاً لكن في الأمور الواضحة للسائل أن يجيب نفسه إيش ؟ إذا تلعثم الخصم ولم يجب أما إذا أجاب فالأمر واقع ، وهذا الاستفهام الموجود في الآية الكريمة هذه هل أجاب عنه المشركون عنه بالحق في موضع آخر ؟ نعم في سورة يونس قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز محاجة الخصم بما يعرف في باب المناظرة بالسبر والتقسيم ، السبر يعني تتبع الشيء والتقسيم يعني الترديد بين هذا أو هذا فمثله هنا وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ تتبعنا الحال وجدنا أن حال كل من لا تخرج عن حالين إما هدى وإما الضلال ، وهي إما لنا وإما لكن وليس هناك شيء ثالث ، هذا يعرف نعم بالسبر والتقسيم ونظيره قوله تعالى : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا [مريم:77]هذه دعواه لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا قال الله تعالى : أَطَّلَعَ الْغَيْبَ يعني هل يعلم الغيب ؟ أنه سيؤتى مالاً وولداً أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا [مريم:78]يعني أم أن الله أعلمه بذلك وعهد به إليه ، فيه قسم ثالث ، القسم الثالث الكذب ولهذا قال : كلا أي أنه لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهداً ، قل لي يا أخ ما الذي قلت ؟ وما المثال الذي مثلت به بين هذا أو هذا حتى يتبين أنه لابد أن يكون أحد أمرين ؟
الطالب : ......
الشيخ : هات لي آية مثال ، نحن ، هو أنت الآن أمامنا طريقنا هدى وضلال إما نحن على الهدى وأنتم على الضلال أو نحن على الضلال وأنتم على الهدى ، كذلك الآية التي في سورة مريم واضحة أيضاً جداً أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا وجه ذلك أن الله قال : هل هذا اطلع الغيب وعلم أنه سيؤتى مالاً وولداً أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا أي أن الله أخبره وعهد به له بأنه سيؤتيه مالاً وولداً ، لأن دعواه هذه إما أن تكون كذباً أو عنده علم من الغيب أو عهد من الله ، نعم انتبه وإيش قال الله تعالى في هذا ؟ كلا يعني لا هذا ولا هذا ، إذا انتفى هذا وهذا وإيش يبقى الأمر ؟ يبقى الكذب ، أنها دعوى كاذبة لا حقيقة لها ولهذا قال : سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا [مريم79:80]عرفتم يا جماعة ، طيب .
ومنه أيضاً قوله : وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً إيش الجواب ؟ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ إن كان عندكم عهد من الله فإن الله لا يخلف عهده قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ والجواب أنهم قالوا على الله مالا يعلمون طيب هنا أي قلت في الآية دليل على أو يستفاد من الآية الاستدلال بما يعرف عند علماء المناظرة أو علماء المناظرة والجدل بماذا ؟ بالسبر والتقسيم من قوله : وإنا أو إياكم لعلى هدى .
ومن فوائدها : التلطف مع الخصم والتنزل معه للوصول إلى الإقرار بالحق نعم من قوله : وإنا أو إياكم لعلى هدى لأن هذا تنزل في غاية التنزل مع الخصم والتلطف معه ليقر بالحق ، وانظر إلى نحو من ذلك في قوله تعالى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:59]معلوم أن الله خير أليس كذلك ؟ لكن من باب التنزل معه قيل له آلله خير أم أصنامكم وآلهتكم .
الفتاوى المشابهة
- فوائد قول الله تعالى : (( ... إن الله لا يهد... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( عالم الغيب لا يعزب... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( قل إن ربي يبسط الر... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( له مقاليد السماوات وال... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات و... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( من قبل هدًى للناس وأنزل الف... - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << قل فأتوا بكتاب من عند... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من ال... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من ال... - ابن عثيمين