تفسير الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ألم تر الاستفهام هنا للتعجب، فإن هذه الحال يتعجب منها كل عاقل، وتر يحتمل أن يكون رؤية عين ويحتمل أن يكون رؤية علم والثاني أولى لأنه أشمل ولأنه يتعلق بالحال والحال تعلم وليست ترى بالعين يعني ألم تعلم إلى هؤلاء . الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يعني أوتوا نصيبا من العلم والذي آتاهم النصيب هو الله عزوجل وحذفه للعلم به لأن الله تعالى هو الذي يعطي العلم قال الله تعالى: يعطي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وقال تعالى: وعلمناه من لدنا علما فالذي يؤتي النصيب من العلم هو الله عز وجل . وقوله: نصيبا من الكتاب يفيد التقليل أو التكثير؟ يحتمل أن يكون المراد أوتوا نصيبا كبيرا من الكتاب بحيث يكون حاملا لهم على الاهتداء ولكنهم والعياذ بالله ـ استكبروا، ويحتمل أنه ليس عندهم إلا علم قليل وأنه لو فرض أن عندهم علما كثيرا فإن هذا العلم لم ينفعهم فصاروا كالذي أوتي نصيبا قليلا من العلم . وقوله: يدعون إلى كتاب الله هذا محل التعجب يعني أنهم مع ما عندهم من العلم يدعون إلى كتاب الله، والداعي لهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعى بدعوته إلى يوم القيمة، هؤلاء يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم، إسناد الحكم هنا يحتمل أن يكون إلى الله عزوجل ليحكم الله بينهم بكتابه، ويحتمل أن يكون إلى الكتاب وأسند الحكم إليه لأن الحكم صار به ويضاف الشيء إلى سببه كثيرا، على كل حال سواء قلنا إن الضمير في يحكم يعود إلى الله أو قلنا إنه يعود إلى الكتاب هؤلاء يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ولكنهم لا يقبلون هذا، ولهذا قال: ثم يتولى فريق منهم معرضون يتولى فريق منهم لا كلهم لأن بعضهم قد هدي بعض هؤلاء الذين أوتوا نصيبا من الكتاب قد هداهم الله وهم كثير لكن تولى فريق منهم ومع توليهم فإنهم معرضون ـ والعياذ بالله ـ ليس عندهم إقبال لا في الظاهر ولا في الباطن بل هم متولون معرضون وإنما قال: وهم معرضون وهي جملة حالية من طريق إنما قال ذلك لأن الإنسان قد يتولى لسبب طارئ لكن في قلبه شيء من الإقبال، أما هؤلاء فإنهم متولون وهم قد امتلئوا إعراضا عن كتاب الله ليحكم بينهم، وهنا يقول: يتولى فريق منهم وهم معرضون كيف صحت الحال من النكرة فريق؟ الحال هو ما يبين هيئة الفاعل، أي نعم، فاعل نكرة واو معرفة، لا لا، هو يبين هيئة الفاعل، أي لكن الفاعل لابد أن يكون معرفة أو نكرة فيها سبب، لأنها موصوفة، لأنها موصوفة فريق منهم وإذا وصفت النكرة تخصصت فصارت شبيهة بالمعرفة .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قول الله تعالى : (( ويرى الذين أوتوا ا... - ابن عثيمين
- من هم أهل الكتاب؟ - اللجنة الدائمة
- هل الزواج قسم و نصيب أو هو اختيار.؟ وما صحة قو... - الالباني
- تفسير الآية : (( للرجال نصيبٌ مما ترك الوالد... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وما تفرق الذين أوتوا الكت... - ابن عثيمين
- أهل الكتاب وحكمهم - ابن باز
- تفسير سورة البينة إلى قوله تعالى : " وما تفر... - ابن عثيمين
- .شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( ألم تر إل... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيب... - ابن عثيمين
- مناقشة حول الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا... - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيب... - ابن عثيمين