تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( واللاتي يأتين الفاحشة من نس... - ابن عثيمينأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، قال الله تبارك وتعالى:  واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ...  . من فوائد هذه الآي...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسآئكم فاستشهدوا عليهن أربعةً منكم ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، قال الله تبارك وتعالى: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ... . من فوائد هذه الآية الكريمة: عظم الزنا وأنه من الفواحش ، لأنه بالاتفاق أنه يراد بذلك الزنا ، والقول بأنه السحاق قول ضعيف لا يمول عليه . ومن فوائدها: أنه لابد في الزنا من شهادة أربعة رجال عدول ، لقوله: فاستشهدوا عليهن أربعة وقوله: منكم الخطاب للمؤمنين والصحابة كلهم عدول ، أو نقول إنه منكم الخطاب للصحابة كلهم ويحمل هذا الإطلاق على العدالة كما قال تعالى: واشهدوا ذوي عدل منكم . ومن فوائدها: الإشارة إلى أن الرجل أقوى في الشهادة من المرأة وأثبت ، وذلك لأن الله تعالى لم يعتبر في الزنا إلا شهادة الرجال . ومن فوائدها: أن الحد يدرأ بالشبهة ، وذلك لأن اشتراط أربعة رجال من أجل إثبات الشهادة ، وشهادة النساء الأربع فيها شبهة لأنهن لم يثبتن كما قال تعالى: أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولاشك أن الحدود تدرأ بالشبهات ، ولكن يبقى عندنا مناط الحكم بمعنى ما هي الشبهة التي يدرا بها الحد ، فمن العلماء من توسع فيها حتى قال إنه لو استأجر امرأة للزنا فزنا بها فلا حد عليه ، لأن استئجاره إياها شبهة كما لو استأجر بيتا يسكن به ، ومن العلماء من توسط ، ومنهم من شدد ، و الغالب أن الأقوال إذا اختلفت على ثلاثة أن الوسط هو الصحيح ، هذا هو الغالب . ومن فوائدها: أنه لابد من تصريح الشهداء بالشهادة في باب الزنا ، لقوله: فإن شهدوا ولهذا بجب أن يقول الشهود: رأينا ذكره في فرجها قد أدخله فيه ، كما يدخل الم ... في مكحلة ، فلا يكفي أن يقول الشهود: رأينا رجلا على امرأة وهما عراة ورأينا ذكره بين فخذيها ، ما يكفي هذا ، لابد من التصريح بالجماع كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لماعز: ... ، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في زمنه " إنه لم يثبت حد الزنا بالشهادة إلى يومنا هذا " لم يثبت بالشهادة لماذا ؟ لأنها صعبة . فإن قال قائل: هل يمكن أن نثبته بالتقاط الصورة ؟ قلنا كنا نقول بذلك ، لكن لما تبين لنا دبلجة المصورين قلنا لا نثبت ، أتعرفون الدبلجة ؟ يعني يجمعون صورة ويجعلون رجلا على امرأة قد جامعها وليس الأمر كذلك ، ومشكلة الدبلجة هذه نسأل الله أن يكفينا شرها ، بدءوا يدبلجون الكلام الآن كما قيل لي ، يأخذون مثلا من كلامي حرف ، حرفا في كلمة من الكلمات وحرفا من كلمة أخرى ويركبون بعض على بعض وينشرون خطبة بصوتي على ما يريدون هم ، أعرفتم ؟ يجمعون الحروف ثم يصيغونها كلمات على ما يريدون والصوت صوتي ، وأنا برأت كلامي ، فمشكلة حقيقة ، أي إنسان يريد أن يتقول على شخص الآن يمكنه ، لكن نرجوا الله أن لا يجيب فيروسات لهذه الآلات كما يهددون الآن بفيروس الكمبيوتر حتى نسلم من شرها ويسلم الناس من شرها . ومن فوائدها: أن حبس المرأة في بيتها من أسباب درء الفتنة ، لقوله: فأمسكوهن لأن هذا نوع من العقوبة من وجه وكف لأسباب الفتنة من وجه آخر . ومن فوائدها: الإشارة إلى أن البيت خير للمرأة ، لقوله: فأمسكوهن في البيوت وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: بيوتهن خير لهم . ومن فوائدها: أنه لا يجوز حبس المرأة في بيتها بحيث تمنع من الخروج إلا إذا كانت هناك فتنة والشر وإلا فالأصل أنها لا تمنع من الخروج من البيت ، ويؤيد هذا أن الله تعالى أوجب بقاء المرأة المتوفى عنها زوجها في بيتها ، فدل هذا على أن غيرها لا يلزمها البقاء في البيت ، وهو كذلك ، فالبيت ينبغي أن نرغب النساء في البقاء فيه ولكن لا يلزمهن بذلك . ومن فوائدها: مشروعية العقوبة بالحبس المؤبد ، توافقون على هذا ؟ أو أن من العقوبة الحبس المؤبد أصلا ؟ الثاني هو الأقرب أن للعقوبة بالحبس المؤبد أصلا في الشرع ، أما أن يجعل ذلك مشروعا وهو قد نسخ ففي النفس منه شيء . ومن فوائدها: إثبات الجعل لله عزوجل ، لقوله: أو يجعل الله لهن سبيلا والجعل نوعان: جعل شرعي ، وجعل كوني قدري ، فمن أمثلة الجعل الشرعي قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس وقوله: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ما جعل أي جعلا شرعيا ، أما قدريا فإنه قد جعل ذلك ، البحيرة والسائبة والوصيلة والحام موجودة ، ومثال الجعل الكوني أو وأمثلة الجعل الكوني كثيرة في القرآن مثل: وجعلنا نوركم ثباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا والأمثلة كثيرة . ومن فوائدها: إثبات الأفعال الاختيارية لله عزوجل يعني إثبات صفة الفعل المتجدد لله ، واعلم أن الفعل المضاف إلى الله نوعان: جنس ، ونوع ، جنس ، ونوع ، وفرد ، ثلاث أنواع: جنس ، ونوع ، وفرد ، أما الجنس فهو صفة أبدية أزلية أي أن الله لم يزل ولا يزال فعالا ، فهو فعال في الأزل كما هو فعال في الأبد ، ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء القول بتسلسل الحوادث في الماضي كما هي في مستقبل ، لكننا لا نعلم ما تسلسلت الماضي إلا ما أخبرنا به فقط وإلا فنحن نؤمن بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا سبحانه وتعالى ، الثاني: النوع ، النوع مثل الاستوى على العرش وهذا حادث فإن الله لم يستوي على العرش قبل خلق العرش ، أما الآحاد فكثير ، كالنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة ، والمجيء للفصل بين العباد ، والنزول إلى السماء الدنيا عشية عرفة ، والغضب عند وجود السبب ، والرضى عند وجود سببه ، والضحك عند وجود سببه ، والعجيب عند وجود سببه ، أشياء كثيرة ، وقد أثبت أهل السنة والجماعة ذلك وأنكر هذا الأشاعرة والمعتزلة ومن سلك سبيلهم وقالوا لا يمكن أن يوصف الله بصفة حدوثية أبدا ، ولهذا يرون القرآن الذي بين أيدينا يرونه قديما ، وعللوا هذا الحكم الفاسد فقالوا إن قيام الحوادث بالله عزوجل يقتضي أن يكون حادثا لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث ، ولاشك أن هذه علة عليلة بل ميتة ، من قال لهم هذا ؟ بل كون الحوادث بالله عزوجل وأنه يفعل ما يريد دليل على كماله وكمال حياته ، ولو تصور الإنسان ربا لا يفعل وربا يفعل لكان مقتضى الفطرة أن الثاني أكمل بلاشك ، فالصواب بلاشك أن أفعال الله سبحانه وتعالى كما تكون جنسا تكون نوعا وتكون فردا آحادا .

Webiste