تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من... - ابن عثيمينمن فوائد هذه الآية الكريمة: تحريم نكاح من نكحه الآباء الأدنون والأبعدون ، لقوله:  ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء  . ومن فوائدها: أنه لو وقع هذا العق...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشةً ومقتًا وساء سبيلاً )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
من فوائد هذه الآية الكريمة: تحريم نكاح من نكحه الآباء الأدنون والأبعدون ، لقوله: ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء . ومن فوائدها: أنه لو وقع هذا العقد لكان فاسدا ، لقوله: إلا ما قد سلف ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد والذي ينكح ما نكح آبائه من النساء عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله . ومن فوائدها: حل من زنا بها أبوه ، من أين يؤخذ ؟ من قوله: ما نكح آبائكم والزنا ليس نكاحا خلافا للمشهور عند الحنابلة من أن موطوءة الأب ولو بزنا حرام على الابن ، فإن هذا لا دليل عليه بل الدليل على خلافه في قوله تعالى: وأحل لكم ما وراء ذلكم ولا يصح قياسه على النكاح لأن النكاح عقد شرعي معتبر والزنا سفاح بغيض إلى الله غير مشروع عند الله فلا يصح قياسه عليه ، وأغلب من ذلك أن بعضهم قال حتى في اللواط ـ والعياذ بالله ـ يعني مثلا لو كان الابن تلوط بشخص فإنه حكم ما لو زنا بأمه أو بأخته ـ أخت هذا الشخص ـ وسنذكرها في النهاية للتصوير . ومن فوائدها: تحريم نكاح زوجات الآباء وإن لم يحصل وطء ولا خلوة ، وجه ذلك صدق النكاح بمجرد العقد ، فإن من عقد على امرأة صدق عليه أنه تزوجها . ومن فوائدها: أن الخطيئة المفعولة قبل العلم لا يلحقه الفاعل إثمها ، لقوله: إلا ما قد سلف وهذه قاعدة شرعية أن الشرائع لا تلزم قبل العلم ، كما قررها شيخ الإسلام رحمه الله ، الشرائع لا تلزم قبل العلم لا إيجابا ولا تحريما ، وعلى هذا فلو أن الإنسان أسلم في بادية بعيدة ولم يعلم بوجوب صوم رمضان فإننا لا نلزمه بقضاء ما ترك من الصوم ، لأنه لم يبلغه وجوبه فلم تقم عليه الحجة به ، وكذلك الصلاة لو كان لا يصلي أو يصلي وعليه جنابة أو بغير وضوء أو بغير طمأنينة فإنه لا يلزم بقضاء ما فاته ، ودليل ذلك يعني له أدلة كثيرة ، منها حديث مسيء صلاته حيث لم يلزمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقضاء ما سبق مع أنه قال: إنك لم تصل وإنما أمره بإعادة الصلاة الحاضرة لأنه مطالب بها في الوقت . ومن فوائدها: أن رحمة الله سبقت غضبه ، حيث عفا عما سلف من الذنوب ، لقوله: إلا ما قد سلف وهذه قاعدة معلومة من قوله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة ومن قوله تعالى في الكتاب الذي كتبه عنده تحت العرش أو فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي . وينبني على هذه القاعدة أن العفو أقرب إلى السلامة من العقوبة ، ولهذا جاء عن بعض الصحابة وأظنه علي بن أبي طالب أنه قال " لأن أخطئ في العفو أحب إلي أن أخطئ في العقوبة " . وينبني عليها قاعدة مهمة وهي: لو تنازع العلماء في مسألة من المسائل بين محرم ومحلل وتكافئت أدلة الطرفين فإننا نأخذ بالأيسر ، الأسهل بناء على هذه القاعدة أن رحمته سبقت غضبه ، وأن الله يريد بعباده اليسر ولا يريد به العسر ، هذا اثنين ، وبأن الأصل براءة الذمة ، هذه ثلاثة . ومن فوائدها: أن نكاح المحارم أشد من الزنا ، لقوله: إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا وفي النكاح قال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ولم يقل: ومقتا ، ولهذا ذهب كثير من العلماء أن من زنا بامرأة من محارمه أو تزوجها فإنه يرجم ولو كان غير محصن ، لأن نكاح ذوات المحارم أعظم من الزنا وأشد . ومن فوائدها: قبح هذا المسلك ، لقوله: وساء سبيلا . ومن فوائدها: بيان نعمة الله عزوجل علينا في هذه الشريعة ، حيث جنبنا سلوك السبل السيئة المذمومة ، لقوله: وساء سبيلا . ويؤخذ من ضدها: أن سلوك الإسلام أو منهج الإسلامي هو خير السبل وأفضلها وأحسنها . المسألة التي ذكرت لكم مسألة اللواط أن بعض العلماء قال: اللواط يجري مجرى النكاح فلو تلوط بغلام حرمت عليه أمه ، أم الغلام ، وحرم عليه بنت الغلام ، وهذا لاشك أنه خطأ ، خطأ عظيم ، فالحاصل أن في هذه المسألة أنه لا يحرم على الإنسان من زنا بها أبوه ولا من زنا بها ابنه ، لأن ذلك ليس بنكاح شرعي فلا عبرة به .

Webiste