قال الله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذآ إلا سحر مفترى و ماسمعنا بهذا في ءابآئنا الأولون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال: فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات واضحاتٍ حال" فلما جاءهم أي آلَ فرعون موسى بآياتنا ولم يقل: وهارون، لأنَّ الرسالة في الأصل لِموسى، وقوله: بآياتنا الباء للمصاحبة يعني مصحوباً بالآيات، وقوله: آياتنا جمع آية وهي العلامات وأُضِيفت إلى الله إضافةَ العَطِيَّة إلى مُعْطِيها لأنَّ هذه الآيات ليست آيات على الله لكنها آياتٌ مِنْه على أي شيء؟ على رسالةِ موسى، وموسى ...؟ إثبات أنّ الله وحده ... بآياتنا بينات قال:" واضحات" وقال في إعرابها:" حال" حال مِن أين؟
الطالب: من آيات.
الشيخ : من آيات ولا يصِحُّ أن تكون صفة؟
الطالب: ...
الشيخ : تصِح ولَّا ما تصِح؟ أعطنا الحكم قبل التعليل، ما تصِح، لأن آيات معرفة وبينات نكرة ولا تُنعت المعرفة بِنكرة، بل إذا جاءت النكرةُ بعدَ المعرفة ... أُعرِبَت حالاً وفي قولِه: آيات بينات إقامة لِلحجة لأنَّ الآية هي علامة وكلَّما كانت أظهر كانَت الحجة أقوى، والآيات بينة جاءهم بالآيات البينات فأيُّ جواب كان منهم؟ قالوا ما هذا إلا سحر مفترى مُخْتَلَق" -أعوذ بالله- ما هذا أي الذي جئتَ به يا موسى إلا سحر وهنا نسأل: لِماذا لم تعمل ما ولغةُ الحجاز أنَّها تعمل عمل ليس؟ لأن ابن مالك يقول؟
الطالب: ... [غير واضح والبيت في الألفية: إِعْمَالَ لَيْسَ أُعْمِلَتْ مَا دُوْنَ إِنْ مَعَ بَقَا الْنَّفْي وَتَرْتِيْبٍ زُكِنْ ]
الشيخ : يعني معناه بأنَّه يُشترط بقاء النفي وهنا ما بَقِي النفي انتقض به .. قولهم: ما هذا إلا سحر مفترى وش هو السحر الذي قالوا ...؟ العصا واليد هذا إذا قلنا أنَّه يعود على الآيات الحسية فإن قلنا أنه يعود إلى الآيات المعنوية وهي مثل الإسلام فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: إنَّ مِن البيان لَسِحْراً وقوله: مفترى مختلق" وصف الافتراء للقول واضح لكن وصف الافتراء للعصا واليد لأن السحر لا يقلب الأشياء حقيقة ولكنه يقلبها تخيُّلاً بحسب ما يتخيله المرء فيكون هذا التخييل مطابقاً للواقع ولَّا مُخالفاً للواقع؟ وكل ما يخالف الواقع فهو مُفتَرى وكل ما يخالف الواقع فهو مفترى، فالافتراء هنا إن وُصِف به ما قالاه مِن رسالة فهو مُشكِل واضح؟ إن وصف به ما قالاه مِن الرسالة فهو مُشكل ولَّا واضح؟ واضح، لأن نسبة الافتراء إلى القول أمر معلوم، لكن إذا وُصِف به ما جاء به مِن الآيات الحسية كقلب العصا وخروج اليدِ بيضاء فكيف نقول أنه مفترى ، يعني لأن السحر لا يقلب الأمر عن حقيقته بل غير حقيقته، فيكون ظهوره بغير الحال التي عليها مِن باب الكذِب والفِرْية ولهذا قالوا: إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا كائناً في أيام آبائنا الأولين " ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ما سمعنا بهذا المشار إليه ما جاء به مِن الرسالة لأنَّها هي المسموعة وأما آية اليد والعصا فهي مُشاهدة مرئية وقوله قال المؤلف:" كائنا" أشار به إلى أن مُتَعَلَّق الجار والمجرور بآبائنا الأولين محذوف تقديره كائنا وكائنا هنا على تقدير المؤلف مفعول ثاني ولَّا حال؟ حال مِن اسم الإشارة ،وقوله: في آبائنا الأولين أي في وقتهم ولهذا قال:" في أيام آبائنا الأولين" أي السابقين وكلامه هذا صحيح ولّا ..؟...... بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث من بعده رسولاً إذاً قولهم: ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين خبرٌ كذب فهم كاذبون في هذه الدعوة ثم على فرض أن الدعوة صحيحة وأنهم ما سمعوا هل كون هذا لم يوجد في الأولين يقتضي أن يكون باطل يا خميس!؟
الطالب: لا ما يقتضي.
الشيخ : لأن الحق إذا جاء وجَب قبولُه سواءٌ كان موجوداً في الأولين أمْ غير موجود فهذه الحجة إذاً مُرَكَّبة من كذب وباطل أمَّا الكذب فإنَّ قولهم: ما سمعنا بهذا في أبائنا الأولين كذب، لأنّ مؤمنَهم أقام عليهم الحجة بوجود نظير لِما جاء به موسى في قوله: ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات وأما كونها حجة باطلة على تقدير أنها صحيحةٌ قولاً، فلأن عدم وجود ذلك في الأولين لا يقتضى بطلان وجوده في الآخِرين فإن الله تعالى فعال لما يريد ما دامت الآيات بينات ما في حجة بأنه لم يوجد في الأولين كذا، وقوله: في آبائنا الأولين آبائنا كيف يقول الأولين وهم آباء، لأن الأب يُطلق على الأب المباشر وعلى الجَدّ وإن علا قال الله تعالى: ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم وقال يوسف: واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب يعقوب أبوه المباشر وإسحاق جده وإبراهيم جدُّ أبيه سماهم آباء وهذا وإن كان فيه التغليب لكن ملة أبيكم إبراهيم ما فيه تغليب يعني ما في أب مباشر، ولهذا كان القول الراجح في الآية الأخرى .... أن الجد .....
الطالب: من آيات.
الشيخ : من آيات ولا يصِحُّ أن تكون صفة؟
الطالب: ...
الشيخ : تصِح ولَّا ما تصِح؟ أعطنا الحكم قبل التعليل، ما تصِح، لأن آيات معرفة وبينات نكرة ولا تُنعت المعرفة بِنكرة، بل إذا جاءت النكرةُ بعدَ المعرفة ... أُعرِبَت حالاً وفي قولِه: آيات بينات إقامة لِلحجة لأنَّ الآية هي علامة وكلَّما كانت أظهر كانَت الحجة أقوى، والآيات بينة جاءهم بالآيات البينات فأيُّ جواب كان منهم؟ قالوا ما هذا إلا سحر مفترى مُخْتَلَق" -أعوذ بالله- ما هذا أي الذي جئتَ به يا موسى إلا سحر وهنا نسأل: لِماذا لم تعمل ما ولغةُ الحجاز أنَّها تعمل عمل ليس؟ لأن ابن مالك يقول؟
الطالب: ... [غير واضح والبيت في الألفية: إِعْمَالَ لَيْسَ أُعْمِلَتْ مَا دُوْنَ إِنْ مَعَ بَقَا الْنَّفْي وَتَرْتِيْبٍ زُكِنْ ]
الشيخ : يعني معناه بأنَّه يُشترط بقاء النفي وهنا ما بَقِي النفي انتقض به .. قولهم: ما هذا إلا سحر مفترى وش هو السحر الذي قالوا ...؟ العصا واليد هذا إذا قلنا أنَّه يعود على الآيات الحسية فإن قلنا أنه يعود إلى الآيات المعنوية وهي مثل الإسلام فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: إنَّ مِن البيان لَسِحْراً وقوله: مفترى مختلق" وصف الافتراء للقول واضح لكن وصف الافتراء للعصا واليد لأن السحر لا يقلب الأشياء حقيقة ولكنه يقلبها تخيُّلاً بحسب ما يتخيله المرء فيكون هذا التخييل مطابقاً للواقع ولَّا مُخالفاً للواقع؟ وكل ما يخالف الواقع فهو مُفتَرى وكل ما يخالف الواقع فهو مفترى، فالافتراء هنا إن وُصِف به ما قالاه مِن رسالة فهو مُشكِل واضح؟ إن وصف به ما قالاه مِن الرسالة فهو مُشكل ولَّا واضح؟ واضح، لأن نسبة الافتراء إلى القول أمر معلوم، لكن إذا وُصِف به ما جاء به مِن الآيات الحسية كقلب العصا وخروج اليدِ بيضاء فكيف نقول أنه مفترى ، يعني لأن السحر لا يقلب الأمر عن حقيقته بل غير حقيقته، فيكون ظهوره بغير الحال التي عليها مِن باب الكذِب والفِرْية ولهذا قالوا: إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا كائناً في أيام آبائنا الأولين " ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ما سمعنا بهذا المشار إليه ما جاء به مِن الرسالة لأنَّها هي المسموعة وأما آية اليد والعصا فهي مُشاهدة مرئية وقوله قال المؤلف:" كائنا" أشار به إلى أن مُتَعَلَّق الجار والمجرور بآبائنا الأولين محذوف تقديره كائنا وكائنا هنا على تقدير المؤلف مفعول ثاني ولَّا حال؟ حال مِن اسم الإشارة ،وقوله: في آبائنا الأولين أي في وقتهم ولهذا قال:" في أيام آبائنا الأولين" أي السابقين وكلامه هذا صحيح ولّا ..؟...... بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث من بعده رسولاً إذاً قولهم: ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين خبرٌ كذب فهم كاذبون في هذه الدعوة ثم على فرض أن الدعوة صحيحة وأنهم ما سمعوا هل كون هذا لم يوجد في الأولين يقتضي أن يكون باطل يا خميس!؟
الطالب: لا ما يقتضي.
الشيخ : لأن الحق إذا جاء وجَب قبولُه سواءٌ كان موجوداً في الأولين أمْ غير موجود فهذه الحجة إذاً مُرَكَّبة من كذب وباطل أمَّا الكذب فإنَّ قولهم: ما سمعنا بهذا في أبائنا الأولين كذب، لأنّ مؤمنَهم أقام عليهم الحجة بوجود نظير لِما جاء به موسى في قوله: ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات وأما كونها حجة باطلة على تقدير أنها صحيحةٌ قولاً، فلأن عدم وجود ذلك في الأولين لا يقتضى بطلان وجوده في الآخِرين فإن الله تعالى فعال لما يريد ما دامت الآيات بينات ما في حجة بأنه لم يوجد في الأولين كذا، وقوله: في آبائنا الأولين آبائنا كيف يقول الأولين وهم آباء، لأن الأب يُطلق على الأب المباشر وعلى الجَدّ وإن علا قال الله تعالى: ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم وقال يوسف: واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب يعقوب أبوه المباشر وإسحاق جده وإبراهيم جدُّ أبيه سماهم آباء وهذا وإن كان فيه التغليب لكن ملة أبيكم إبراهيم ما فيه تغليب يعني ما في أب مباشر، ولهذا كان القول الراجح في الآية الأخرى .... أن الجد .....
الفتاوى المشابهة
- السحر - الفوزان
- قال الله تعالى : << فلما جآءتهم ءاياتنا مبصر... - ابن عثيمين
- قال تعالى "وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : باب ما جاء في السحر - ابن عثيمين
- قلت أن السحر يحدث تأثيرا كما في قصة موسى ولكن... - الالباني
- تفسير قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليهم آي... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عند... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وقالوا ما هذا إلا... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليهم آي... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتن... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتنا... - ابن عثيمين