فوائد قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ إلى آخره في هذه الآية فوائد كثيرة أولا : أن الوحي آية من آيات الله عز وجل ووجه كونه آية من عدة وجوه :
أولاً : أنه أعجز البشر وغير البشر وهذا دليل على أنه من عند الله .
ثانيا : أن أحكامه عادلة مصلحة للقلوب والأبدان والأفراد والجماعات في كل زمان وفي كل مكان وهذا لا يوجد في كلام البشر ، قوانين البشر مهما عظمت فإنما تكون صالحة في نطاق محدود وتجدها كذلك مع كونها صالحة في نطاق محدود تجد فيها أمور ضارة قد تعادل المصالح اللي فيها بخلاف آيات الله .
ثالثاً : ما يشتمل عليه الوحي أو القرآن بالذات من الأخبار الصادقة التي ليس فيها ما يخالف الواقع بوجه من الوجوه سواء كانت تلك الأخبار ماضية أو حاضرة أو مستقبلة هذا الوجه كونه من آيات الله .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن آيات الله عز وجل بينات ليس فيها خفاء وعلى هذا كما يشكل على بعض أهل العلم من أحكام الله سبحانه وتعالى فليس مصدره أن الوحي خفي ولكن مصدره قصور الناظر في الوحي أو تقصيره ، قصوره بحيث لا يكون عنده علم أو لا يكون عنده فهم أو تقصيره بحيث لا يطلب على ولا يطلب فهم عرفتم وإلا فإن آيات الله بينات لا يمكن أن تحدث حادثة إلى يوم القيامة إلا وفي كتاب الله تعالى بيانها ولكن ليس كل أحد يستطيع أن يتبينها من القرآن تجد الآية الواحدة يتلوها جماعة ويتفكرون فيها يستنبط أحدهما مسائل عديدة والآخر لا يستنبط منها إلا مسألة أو مسألتين وهذا أمر ظاهر وكثيراً ما تشكل علينا المسألة ونراجع كتب العلماء من الفقهاء وغيرهم ثم عند التأمل في الكتاب والسنة نجد أنها قريبة موجودة إما داخلة في عموم لفظ أو إشارة أو إيماء أو ما أشبه ذلك طيب ، بيان الآيات إما أن يكون بذاتها وإما أن يكون عن طريق السنة يعني بيان الآيات في القرآن إما أن يكون بذاتها هي بينة واضحة وإما أن يكون عن طريق السنة تبين المجمل وتفسر المشكل وتقيد المطلق وتخصص العام وتنسخ المحكم ولا لا ؟ هذا محل خلاف بين العلماء والصحيح أنها تنسخ ذلك لأن الكل من عند الله طيب ، إذاً عرفنا معنى بينات سواء كان بذاته أو بالسنة ببيان السنة قال الله تعال : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]الرسول عليه الصلاة والسلام بين القرآن بلفظه ومعناه سواء بينه بقوله أو بفعله .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان عتو المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام حيث كانوا مع هذه الآيات البينات يدعون هذه الدعوة الباطلة وهي أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يريد إلا أن يصدهم عما كان يعبد آباؤهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه لا شبهة لهؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام وإنما اعتداء بالدعاوي الباطلة لأن غاية ما عندهم أن يقولوا : هذا ما كان عليه آباؤنا ، وهذا ليس بحجة فإن الحق ما وافق الشرع سواء كان عليه الآباء أم لم يكن .
ومن فوائد الآية الكريمة :غلظ هؤلاء المكذبين بصوغ الأساليب أو العبارات الدالة على الحط من قدر النبي عليه الصلاة والسلام لقوله : مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء المكذبين كانوا على ضلال هم وآباؤهم حيث كانوا يعبدون مالا ينفعهم ولا يضرهم لأنهم يعبدون الأشجار والأحجار نعم ويدعون أنها تنفع أو تضر إما بذاتها وإما بشفاعتها .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنهم ادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كذب على الله لقوله : وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وهذه الدعوى هم بأنفسهم يكذبونها لأنهم كانوا يسمون الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه الأمين ويرون أنه أعظم الناس أمانة وصدقاً فما الذي قلبه عن ذلك الوصف الذي أنتم تقرون به حتى قلتم إنه مفترٍ على الله عز وجل ؟
ومن فوائد الآية الكريمة : ألا نستغرب من يجادل بالباطل ويدعي الأقاويل الكاذبة يعني فيه أناس الآن إذا رفضوا شيئاً من الأشياء صاروا يقولون ويتقولون على هذا الذي قاله ما لم يقله فيقولون إنه كاذب إنه متناقض إنه فعل كذا ، إنه فعل كذا ، وهو بريء من ذلك فلهؤلاء سلف من أولئك الكفار .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات من أفصح الكلام وأبلغه وأبينه لقوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ فهم لم يصفوه بالسحر إلا لأنه يأخذ بالقلوب ويجر الناس إليه جراً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : إن من البيان لسحراً .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن من نسب الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر لقوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ .
ومن فوائد الآية أيضاً : أن هؤلاء ادعوا أن الوحي سحر بعد أن وصل إليهم وعرفوه لقوله : لما جاءهم وعرفوه أنه حق حتى أن زعمائهم يتسللون لواذاً في الليل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمعوا القرآن لأنه أخذ بمجامع قلوبهم وصاروا يحبون أن يستمعوا إليه لكن الحمية والعياذ بالله والعصبية منعتهم أن يهتدوا بهذا القرآن نعم .
أولاً : أنه أعجز البشر وغير البشر وهذا دليل على أنه من عند الله .
ثانيا : أن أحكامه عادلة مصلحة للقلوب والأبدان والأفراد والجماعات في كل زمان وفي كل مكان وهذا لا يوجد في كلام البشر ، قوانين البشر مهما عظمت فإنما تكون صالحة في نطاق محدود وتجدها كذلك مع كونها صالحة في نطاق محدود تجد فيها أمور ضارة قد تعادل المصالح اللي فيها بخلاف آيات الله .
ثالثاً : ما يشتمل عليه الوحي أو القرآن بالذات من الأخبار الصادقة التي ليس فيها ما يخالف الواقع بوجه من الوجوه سواء كانت تلك الأخبار ماضية أو حاضرة أو مستقبلة هذا الوجه كونه من آيات الله .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن آيات الله عز وجل بينات ليس فيها خفاء وعلى هذا كما يشكل على بعض أهل العلم من أحكام الله سبحانه وتعالى فليس مصدره أن الوحي خفي ولكن مصدره قصور الناظر في الوحي أو تقصيره ، قصوره بحيث لا يكون عنده علم أو لا يكون عنده فهم أو تقصيره بحيث لا يطلب على ولا يطلب فهم عرفتم وإلا فإن آيات الله بينات لا يمكن أن تحدث حادثة إلى يوم القيامة إلا وفي كتاب الله تعالى بيانها ولكن ليس كل أحد يستطيع أن يتبينها من القرآن تجد الآية الواحدة يتلوها جماعة ويتفكرون فيها يستنبط أحدهما مسائل عديدة والآخر لا يستنبط منها إلا مسألة أو مسألتين وهذا أمر ظاهر وكثيراً ما تشكل علينا المسألة ونراجع كتب العلماء من الفقهاء وغيرهم ثم عند التأمل في الكتاب والسنة نجد أنها قريبة موجودة إما داخلة في عموم لفظ أو إشارة أو إيماء أو ما أشبه ذلك طيب ، بيان الآيات إما أن يكون بذاتها وإما أن يكون عن طريق السنة يعني بيان الآيات في القرآن إما أن يكون بذاتها هي بينة واضحة وإما أن يكون عن طريق السنة تبين المجمل وتفسر المشكل وتقيد المطلق وتخصص العام وتنسخ المحكم ولا لا ؟ هذا محل خلاف بين العلماء والصحيح أنها تنسخ ذلك لأن الكل من عند الله طيب ، إذاً عرفنا معنى بينات سواء كان بذاته أو بالسنة ببيان السنة قال الله تعال : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]الرسول عليه الصلاة والسلام بين القرآن بلفظه ومعناه سواء بينه بقوله أو بفعله .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان عتو المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام حيث كانوا مع هذه الآيات البينات يدعون هذه الدعوة الباطلة وهي أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يريد إلا أن يصدهم عما كان يعبد آباؤهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه لا شبهة لهؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام وإنما اعتداء بالدعاوي الباطلة لأن غاية ما عندهم أن يقولوا : هذا ما كان عليه آباؤنا ، وهذا ليس بحجة فإن الحق ما وافق الشرع سواء كان عليه الآباء أم لم يكن .
ومن فوائد الآية الكريمة :غلظ هؤلاء المكذبين بصوغ الأساليب أو العبارات الدالة على الحط من قدر النبي عليه الصلاة والسلام لقوله : مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء المكذبين كانوا على ضلال هم وآباؤهم حيث كانوا يعبدون مالا ينفعهم ولا يضرهم لأنهم يعبدون الأشجار والأحجار نعم ويدعون أنها تنفع أو تضر إما بذاتها وإما بشفاعتها .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنهم ادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كذب على الله لقوله : وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وهذه الدعوى هم بأنفسهم يكذبونها لأنهم كانوا يسمون الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه الأمين ويرون أنه أعظم الناس أمانة وصدقاً فما الذي قلبه عن ذلك الوصف الذي أنتم تقرون به حتى قلتم إنه مفترٍ على الله عز وجل ؟
ومن فوائد الآية الكريمة : ألا نستغرب من يجادل بالباطل ويدعي الأقاويل الكاذبة يعني فيه أناس الآن إذا رفضوا شيئاً من الأشياء صاروا يقولون ويتقولون على هذا الذي قاله ما لم يقله فيقولون إنه كاذب إنه متناقض إنه فعل كذا ، إنه فعل كذا ، وهو بريء من ذلك فلهؤلاء سلف من أولئك الكفار .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات من أفصح الكلام وأبلغه وأبينه لقوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ فهم لم يصفوه بالسحر إلا لأنه يأخذ بالقلوب ويجر الناس إليه جراً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : إن من البيان لسحراً .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن من نسب الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر لقوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ .
ومن فوائد الآية أيضاً : أن هؤلاء ادعوا أن الوحي سحر بعد أن وصل إليهم وعرفوه لقوله : لما جاءهم وعرفوه أنه حق حتى أن زعمائهم يتسللون لواذاً في الليل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمعوا القرآن لأنه أخذ بمجامع قلوبهم وصاروا يحبون أن يستمعوا إليه لكن الحمية والعياذ بالله والعصبية منعتهم أن يهتدوا بهذا القرآن نعم .
الفتاوى المشابهة
- فوائد الآية السابقة - ابن عثيمين
- الفوائد المستبطة من الآية الكريمة السابقة . - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عند... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( إن الذين يكفرون بآيات الله... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( واذكرن ما يتلى في... - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتنا... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وقالوا ما هذا إلا... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليهم آي... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليهم آي... - ابن عثيمين