فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عندنا .............. >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى: فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى [القصص:48] هذه الآية معلوم تفريعها على ما سبق، فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك ففيها تكذيب دعوى هؤلاء في قولهم: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك فإنّه قد جاءهم الحق مع الرسول ومعَ ذلك كذبوا ولّا لا؟ كذبوا وقالوا لولا أوتي مثْل ما أوتي موسى، ففي الآية تكذيب هؤلاء الذين قالوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك.
من فوائدها أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحقُّ، والحق بِمعنى الشيء الثابت، وهو بالنسبة للأخبار الصدق وبالنسبة للأحكام العدل.
مِن فوائدها أنَّ ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل، لقوله تعالى: فماذا بعد الحق إلا الضلال فكلُّ خبر يتضَمَّن تكذيب خبرِ الله ورسوله فهو الكذب، فمثلاً إذا قال قائل: أصل الإنسان قرد ثم تطور فصار إنساناً. ماذا نقول له؟ كذِب، لأنه يُخالِف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نعم، وإذا شرَّع الإنسان قوانين مخالفة للشرع قلنا: هذا باطل وضلال، لأنّ الحق فيما جاء به الشرع فقط نعم.
من فوائد الآية بيانُ عُتُوِّ هؤلاء المُكَذِّبين للرسول عليه الصلاة والسلام عتوُّهم وعنادُهم وهو أنَّهم كذبوا بالحق بعد أن قالوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك.
ومن فوائد الآية أن قريشاً عِنْدهم بعض المعلومات عن الرسل السابقين حيث قالوا: لولا أوتي مثل ما أوتي موسى، وبأيِّ وسيلة حصلوا على هذا العلم؟
الطالب: طريق اليهود.
الشيخ : عن طريق اليهود، لأنهم لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بُعِث أرسلوا إلى اليهود يسألون عن أخبار هذا الرجل فكتبوا لهم بِما يعرفون مِن أخباره وبِما جاء به موسى.
من فوائد الآية إثبات رسالة موسى صلى الله عليه وسلم، لقولهم: مثل ما أوتي موسى.
من فوائدها أن موسى عليه الصلاة والسلام أعطاه الله تعالى آيات يؤمِن على مِثْلها البشر، وهذا ليس خاصا بِه بل هو لِكل رسول بعثه الله لا بد أن يؤتيَه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، لأن البشر لا تُصَدِّق رجلاً قال: أنا رسول الله إليكم آمركم بكذا وأنهاكم عن كذا واتركوا ما كان عليه آباؤكم مِن عبادة الأصنام واتركوا ما كان عليه آباؤكم من تحريم الحلال وما أشبه ذلك. ما يقبلون إِلا بآيات تدُل على صدقه وتُؤَيِّده طيب.
ومنها أيضا مِن فوائد الآية إبطالُ حُجَّة هؤلاء المكذبين أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل .
ومن فوائدها أيضاً أنه ينبغي في مقام المناظرة والمجادلة أن يُفْحَم الخصم بإبطال قولِه بقولِه أو بفعلِه أنه يُبْطَل قولُه بِما جرى مِنه هو، لِماذا؟ لأنّ ما جرى مِنه لا يمكن أن يُنكِره، ولو أنكره ما قُبِل، فكوننا نقيم الحجة على الخصم مِن فعلِه وقولِه هذا أبلغ في إفحامه - .. بالكم- أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل .
ومنها أنّ طبيعة البشر واحدة بناء على أن قولَه: أولم يكفروا أنّ الضمير يعود على جِنس الإنسان لأن الطبيعة البشرية واحدة.
ومنها مِن فوائد الآية أيضاً أنّه ينبغي أيضا عند المُخاصمة أو عند المُناظرة إبطالُ قولِ الخصم بالواقع أنّك تبطل قولَ الخصم بالأمر الواقع فإن الآيات التي جاء بها موسى و.. هؤلاء كُذِّبَت ولا ما كُذِّبَتْ؟ كُذِّبَتْ ما آمن بها البشر، إذاً فالمدار ليس على جنس الآيات ولكن المدار على حال المُخَاطَب، وإلا فالآيات قائمة بَيِّنَة لكن ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
ومِنها أنّ أهل الباطل يُلقِّبون أهل الحقّ بألقاب السوء تنفيراً للناس عن قَبولهم مِن أين تؤخذ؟
الطالب: قالوا سِحْران.
الشيخ : قالوا سِحْران أو ساحران قالوا ساحِران تظاهرا أو سِحْران تظاهرا، فسواءٌ وصفوا ما جاءت به الرسُل بالسحر أو وصفوا الرسُلَ أنفسهم بالسحر فإنّ المقصود بذلِك التنفير تنفير الناس عن قَبول ما جاءت به الرسل طيب.
هل نقول إن هذه القاعدة ثابتةٌ لأتباع الرسل؟
الطالب: ..
الشيخ : بدليل قوله: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ والله تبارك وتعالى قد جعل لِكُل نبيّ عدوا من المجرمين، والعدوُّ من المجرمين عدوٌّ للنبي بشخصه أو عدوٌّ له بوصفه؟
الطالب: بوصفه.
الشيخ : بوصفه بدليل أن محمداً صلى الله عليه وسلم قبل أن تأتيَه الرسالة وهو عند العرب الصادق الأمين، ويرونه أنّه من أفضل بني هاشم وأقومِهم بالعدل فلما جاء بالحق وش صار؟ صار الخائن الكذوب، واضح؟ إذا كان هؤلاء المجرمون يعادون الرسل لِوصفهم فمعنى ذلك أنه هذه المعاداة ستنتقل إلى مَن تابع هؤلاء الرسل، لأنّ المعْ نَى الذي حصلت به العداوة موجود أيضاً في أتباع الرسل، وعلى هذا فيمكن أن نأخذ منه فائدة وهي طمأنة أتباع الرسل وتثبيتهم على أنّهم سينالهم مِن ألقاب السوء ومِن المعاداة مِثل ما نال الرسل، نعم، فعليهم أن يقابِلوا ذلك بالصبر والثبات والقوة نعم، لا أن ينخذلوا بل يكونوا كما كان متبوعوهم فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار نعم طيب.
ومِنها أيضاً مِن فوائد الآية أنّ التعاون حتَّى على الباطل له تأثير ولّا لا؟ التعاون حتى في الباطل له تأثير وتقوية من أين تؤخذ؟ من قوله: تظاهرا فإذا كان التعاون في الباطل له تأثير فما بالك بالتعاون في الحق، وعلى هذا فينبغي لنا -وهي الفائدة التي تترتب على ذلك- ينبغي لنا أن نكون متعاونين فِيما نحن عليه مِن دعوة الحق وألا يخذِل بعضها بعضاً نعم، خلافاً لِما كان عليه حال الناس اليوم فإنهم في هذا الباب ليسوا بمتعاونين، حتى أهلُ الحق وأهلُ الدعوة تجدهم غيرَ متعاونين -عليكم السلام- لأنهم أولاً إن كل واحد ما همه إلا نفسه، وثانياً أنهم رُبَّمَا يختلِفُون في أمر بسيط جُزْئِي من أمور الدين ويتعادَون على ذلك نعم، يمكن يخالفوا في كيفية رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام هذا يقول: ترفع يديك إلى الأذنين وهذا يقول إلى المنكبين، ثم يقول أنت على ضلال و.. يقول أنت على ضلال، ثم ماذا ت.. هذه الكلمة؟ الحقد والبغضاء والعداوة، وأنا قد قصصت عليكم قصةَ طائفتين من أهل إفريقيا كلُّ طائفة تُكَفِّر الأخرى في مسالة بسيطة من مسائل الدين، طائفة تقول: أن السنة أن يضع الإنسان يده اليمنى على اليسرى فوق صدره، وطائفة أخرى تقول إن السنة أن يرسِل الإنسان يديه إلى جنبِه، كلّ واحدة تقول للأخرى: أنت كافرة ملعونة، لأنك تركت السنة عن عمْد وقصْد، والإنسان اللي يكره ما أنزل الله يكون كافراً، وفيه خصومة عظيمة وفي نفس الحج ذيك الأيام في منى يالله إنه اجتمعوا ناس من الإخوان من التوعية اجتمعوا عليهم وهدّئُوهم وبينوا أن هذا ما يجوز، لأن هذا ضرر عليكم أنتم يا أهل الحق، لأنكم إذا كفَّر بعضكم بعضاً ايش .. على أهل الخرافات وأهل البدع نعم، المكفِّر .. كافر، فنقول أنّ التعاون له تأثير بالغ وأظنكم تعرفون في نقض الصحيفة التي كَتَبَتْ قريش فِي مقاطعة بني هاشم كيف نقضوا هذه الصحيفة ما جاء واحد من الناس ينقضها ما يستطيع، لكنّه ذهب إلى فلان وقال يوبِّخه وقال: بني هاشم قوم منكم كيف ترضون أن تقاطعوهم حتى يموتوا مِن الجوع، وذهب إلى آخر وإلى ثالث ورابع حتى أنهم كونوا جماعة فذهبوا إلى هذه الصحيفة من الكعبة ومزَّقوها، فإذاً التعاون أساس النجاح مثل ما قال العامة، ينظر إلى كلمة المجرمين سحران تظاهرا.
طيب ثانياً مِن فوائد الآية بيان عُتُوِّ هؤلاء مِن جهة أنهم لم يؤمنوا بالأمرين وقالوا: إنا بكل كافرون.
ومنها أيضاً أن تقديم المعمول في قوله: بِكُلٍّ كافرون ايش يفيد؟ الحصر مع أنهم كفروا به مع بغيره لكن سبق إن قلنا إنّ هذا الحصر المقصودُ به إغاظة الخصم كأنهم يقولون: لو آمنا بكل شيء ما كفرنا إلا بِهما، وإلّا معلوم أنهم يكفرون .. وبغيره، وهذه فائدة قليلٌ مَن ينتبه لها وهو أنّه إذا كان الشيء غيرَ محصور في هذا الشيء ولكنَّه حُصِر فيه فلا بدّ أن هناك غرض، الغرض هنا الإغاظة كأنهم يقولون: نحن وإنْ آمنا بكل شيء فنحن كافرون بِما جئتم به إنا بكل كافرون
من فوائدها أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحقُّ، والحق بِمعنى الشيء الثابت، وهو بالنسبة للأخبار الصدق وبالنسبة للأحكام العدل.
مِن فوائدها أنَّ ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل، لقوله تعالى: فماذا بعد الحق إلا الضلال فكلُّ خبر يتضَمَّن تكذيب خبرِ الله ورسوله فهو الكذب، فمثلاً إذا قال قائل: أصل الإنسان قرد ثم تطور فصار إنساناً. ماذا نقول له؟ كذِب، لأنه يُخالِف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نعم، وإذا شرَّع الإنسان قوانين مخالفة للشرع قلنا: هذا باطل وضلال، لأنّ الحق فيما جاء به الشرع فقط نعم.
من فوائد الآية بيانُ عُتُوِّ هؤلاء المُكَذِّبين للرسول عليه الصلاة والسلام عتوُّهم وعنادُهم وهو أنَّهم كذبوا بالحق بعد أن قالوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ آياتك.
ومن فوائد الآية أن قريشاً عِنْدهم بعض المعلومات عن الرسل السابقين حيث قالوا: لولا أوتي مثل ما أوتي موسى، وبأيِّ وسيلة حصلوا على هذا العلم؟
الطالب: طريق اليهود.
الشيخ : عن طريق اليهود، لأنهم لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بُعِث أرسلوا إلى اليهود يسألون عن أخبار هذا الرجل فكتبوا لهم بِما يعرفون مِن أخباره وبِما جاء به موسى.
من فوائد الآية إثبات رسالة موسى صلى الله عليه وسلم، لقولهم: مثل ما أوتي موسى.
من فوائدها أن موسى عليه الصلاة والسلام أعطاه الله تعالى آيات يؤمِن على مِثْلها البشر، وهذا ليس خاصا بِه بل هو لِكل رسول بعثه الله لا بد أن يؤتيَه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، لأن البشر لا تُصَدِّق رجلاً قال: أنا رسول الله إليكم آمركم بكذا وأنهاكم عن كذا واتركوا ما كان عليه آباؤكم مِن عبادة الأصنام واتركوا ما كان عليه آباؤكم من تحريم الحلال وما أشبه ذلك. ما يقبلون إِلا بآيات تدُل على صدقه وتُؤَيِّده طيب.
ومنها أيضا مِن فوائد الآية إبطالُ حُجَّة هؤلاء المكذبين أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل .
ومن فوائدها أيضاً أنه ينبغي في مقام المناظرة والمجادلة أن يُفْحَم الخصم بإبطال قولِه بقولِه أو بفعلِه أنه يُبْطَل قولُه بِما جرى مِنه هو، لِماذا؟ لأنّ ما جرى مِنه لا يمكن أن يُنكِره، ولو أنكره ما قُبِل، فكوننا نقيم الحجة على الخصم مِن فعلِه وقولِه هذا أبلغ في إفحامه - .. بالكم- أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل .
ومنها أنّ طبيعة البشر واحدة بناء على أن قولَه: أولم يكفروا أنّ الضمير يعود على جِنس الإنسان لأن الطبيعة البشرية واحدة.
ومنها مِن فوائد الآية أيضاً أنّه ينبغي أيضا عند المُخاصمة أو عند المُناظرة إبطالُ قولِ الخصم بالواقع أنّك تبطل قولَ الخصم بالأمر الواقع فإن الآيات التي جاء بها موسى و.. هؤلاء كُذِّبَت ولا ما كُذِّبَتْ؟ كُذِّبَتْ ما آمن بها البشر، إذاً فالمدار ليس على جنس الآيات ولكن المدار على حال المُخَاطَب، وإلا فالآيات قائمة بَيِّنَة لكن ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
ومِنها أنّ أهل الباطل يُلقِّبون أهل الحقّ بألقاب السوء تنفيراً للناس عن قَبولهم مِن أين تؤخذ؟
الطالب: قالوا سِحْران.
الشيخ : قالوا سِحْران أو ساحران قالوا ساحِران تظاهرا أو سِحْران تظاهرا، فسواءٌ وصفوا ما جاءت به الرسُل بالسحر أو وصفوا الرسُلَ أنفسهم بالسحر فإنّ المقصود بذلِك التنفير تنفير الناس عن قَبول ما جاءت به الرسل طيب.
هل نقول إن هذه القاعدة ثابتةٌ لأتباع الرسل؟
الطالب: ..
الشيخ : بدليل قوله: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ والله تبارك وتعالى قد جعل لِكُل نبيّ عدوا من المجرمين، والعدوُّ من المجرمين عدوٌّ للنبي بشخصه أو عدوٌّ له بوصفه؟
الطالب: بوصفه.
الشيخ : بوصفه بدليل أن محمداً صلى الله عليه وسلم قبل أن تأتيَه الرسالة وهو عند العرب الصادق الأمين، ويرونه أنّه من أفضل بني هاشم وأقومِهم بالعدل فلما جاء بالحق وش صار؟ صار الخائن الكذوب، واضح؟ إذا كان هؤلاء المجرمون يعادون الرسل لِوصفهم فمعنى ذلك أنه هذه المعاداة ستنتقل إلى مَن تابع هؤلاء الرسل، لأنّ المعْ نَى الذي حصلت به العداوة موجود أيضاً في أتباع الرسل، وعلى هذا فيمكن أن نأخذ منه فائدة وهي طمأنة أتباع الرسل وتثبيتهم على أنّهم سينالهم مِن ألقاب السوء ومِن المعاداة مِثل ما نال الرسل، نعم، فعليهم أن يقابِلوا ذلك بالصبر والثبات والقوة نعم، لا أن ينخذلوا بل يكونوا كما كان متبوعوهم فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار نعم طيب.
ومِنها أيضاً مِن فوائد الآية أنّ التعاون حتَّى على الباطل له تأثير ولّا لا؟ التعاون حتى في الباطل له تأثير وتقوية من أين تؤخذ؟ من قوله: تظاهرا فإذا كان التعاون في الباطل له تأثير فما بالك بالتعاون في الحق، وعلى هذا فينبغي لنا -وهي الفائدة التي تترتب على ذلك- ينبغي لنا أن نكون متعاونين فِيما نحن عليه مِن دعوة الحق وألا يخذِل بعضها بعضاً نعم، خلافاً لِما كان عليه حال الناس اليوم فإنهم في هذا الباب ليسوا بمتعاونين، حتى أهلُ الحق وأهلُ الدعوة تجدهم غيرَ متعاونين -عليكم السلام- لأنهم أولاً إن كل واحد ما همه إلا نفسه، وثانياً أنهم رُبَّمَا يختلِفُون في أمر بسيط جُزْئِي من أمور الدين ويتعادَون على ذلك نعم، يمكن يخالفوا في كيفية رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام هذا يقول: ترفع يديك إلى الأذنين وهذا يقول إلى المنكبين، ثم يقول أنت على ضلال و.. يقول أنت على ضلال، ثم ماذا ت.. هذه الكلمة؟ الحقد والبغضاء والعداوة، وأنا قد قصصت عليكم قصةَ طائفتين من أهل إفريقيا كلُّ طائفة تُكَفِّر الأخرى في مسالة بسيطة من مسائل الدين، طائفة تقول: أن السنة أن يضع الإنسان يده اليمنى على اليسرى فوق صدره، وطائفة أخرى تقول إن السنة أن يرسِل الإنسان يديه إلى جنبِه، كلّ واحدة تقول للأخرى: أنت كافرة ملعونة، لأنك تركت السنة عن عمْد وقصْد، والإنسان اللي يكره ما أنزل الله يكون كافراً، وفيه خصومة عظيمة وفي نفس الحج ذيك الأيام في منى يالله إنه اجتمعوا ناس من الإخوان من التوعية اجتمعوا عليهم وهدّئُوهم وبينوا أن هذا ما يجوز، لأن هذا ضرر عليكم أنتم يا أهل الحق، لأنكم إذا كفَّر بعضكم بعضاً ايش .. على أهل الخرافات وأهل البدع نعم، المكفِّر .. كافر، فنقول أنّ التعاون له تأثير بالغ وأظنكم تعرفون في نقض الصحيفة التي كَتَبَتْ قريش فِي مقاطعة بني هاشم كيف نقضوا هذه الصحيفة ما جاء واحد من الناس ينقضها ما يستطيع، لكنّه ذهب إلى فلان وقال يوبِّخه وقال: بني هاشم قوم منكم كيف ترضون أن تقاطعوهم حتى يموتوا مِن الجوع، وذهب إلى آخر وإلى ثالث ورابع حتى أنهم كونوا جماعة فذهبوا إلى هذه الصحيفة من الكعبة ومزَّقوها، فإذاً التعاون أساس النجاح مثل ما قال العامة، ينظر إلى كلمة المجرمين سحران تظاهرا.
طيب ثانياً مِن فوائد الآية بيان عُتُوِّ هؤلاء مِن جهة أنهم لم يؤمنوا بالأمرين وقالوا: إنا بكل كافرون.
ومنها أيضاً أن تقديم المعمول في قوله: بِكُلٍّ كافرون ايش يفيد؟ الحصر مع أنهم كفروا به مع بغيره لكن سبق إن قلنا إنّ هذا الحصر المقصودُ به إغاظة الخصم كأنهم يقولون: لو آمنا بكل شيء ما كفرنا إلا بِهما، وإلّا معلوم أنهم يكفرون .. وبغيره، وهذه فائدة قليلٌ مَن ينتبه لها وهو أنّه إذا كان الشيء غيرَ محصور في هذا الشيء ولكنَّه حُصِر فيه فلا بدّ أن هناك غرض، الغرض هنا الإغاظة كأنهم يقولون: نحن وإنْ آمنا بكل شيء فنحن كافرون بِما جئتم به إنا بكل كافرون
الفتاوى المشابهة
- فوائد الآية السابقة - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إنا أنزلنا إليك ال... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليهم آي... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتنا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << والذين كفروا بئايات ال... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << ........... فما كان جو... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( بل جاء بالحق وصدق... - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عندنا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم موسى بآياتن... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عند... - ابن عثيمين