تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << قال سنشد عضدك بأخيك و نج... - ابن عثيمينقال الله تعالى:  سنشد عضدك  نُقَوِّيكَ" الشدّ بمعنى التقوية، والعَضُد هو العظم الكامل في عظْم الذراع والمنكب هذا العضد، وشدّ العضد كناية عن التقوية لأن ...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << قال سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنآ أنتما و من اتبعكما الغالبون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى: سنشد عضدك نُقَوِّيكَ" الشدّ بمعنى التقوية، والعَضُد هو العظم الكامل في عظْم الذراع والمنكب هذا العضد، وشدّ العضد كناية عن التقوية لأن اليد هي آلة العمل فإذا شُدَّ عضدها وقُوِّي صارت قويَّة والمعنى أننا سنُقويك ونُؤَيِّدك بأخيك سنشد عضدك بأخيك هارون أجاب الله طلبه ولّا لا؟ أجاب الله طلبه وقال: سنشد والسين وش معناها؟
الطالب:...

الشيخ : إي تفيد التنفيس لكن وش يقول النحويُّون في إعرابها؟ لِلتنفيذ اللي التنفيس سوف للتنفيذ وتفيد تقوية التأكيد والتقريب تأكيد الشيء وتقريبه أنه سيكون عن قُرْب قال: سنشد عضدك بأخيك ولا شك أنه إذا قال الله له ذلك معناه أنه يتقوى الآن لأنَّ الله وعده لا أن يرسلَ هارون معه فقط بل سيكون معيناً له على هذا الأمر ونجعل لكما سلطاناً غلبة"
هذه بشرى ثانية لهما جميعاً نجعل نقيض لكما سلطاناً والمراد بالسلطان هنا يقول المؤلف: "غلبة" والسلطان في القرآن يأتي بمعنى الغلبة والقدرة ويأتي بمعنى الدليل لأنَّ الدليل يَتقوى به الإنسان ويكون له به قوة قال الله تعالى: إن عندكم مِن سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون اش معنى إن عندكم مِن سلطان بهذا؟ يعني ما عندكم دليلٌ بهذا، وقولُه تعالى: فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان أي بقوة وغلبة، وقوله: إنما سلطانه على الذين يتولونه أي سيطرته وغلبته هنا يقول: نجعل لكما سلطانا يقول: "غلبة" فهم مِن القسم الثاني.
فلا يصلون إليكما بسوء" المعنى لا ينتهون إليكما بالسوء فما خِفْتَ مِنه فإنه سوف ينتفي بما جعل الله لك مِن تأييد بِأخيك وهذه بشرى لهما وتفيد التقوية وهي نظير قوله تعالى: لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ، قال المؤلف:" اذهبا بآياتنا " كأنَّ المؤلف يرى أن قوله: بآياتنا منفصل عن قوله: ونجعل لكما سلطاناً ولهذا قدَّر لها فعلاً تتعلق به ويكون على هذا التقدير الوقوف على قوله: فلا يصلون إليكما ونبدأ فنقول: بآياتنا أنتما ومن اتبعكما طيب، المؤلف قدَّر اذهبا بآياتنا ثم قال أيضاً ... أنتما ومن اتبعكما الغالبون فصار أقرأ الآية على حسب تقدير المؤلف ونجعلُ لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون يعني قدَّر اذهبا بآياتنا ولا يصلح أن نقول: أنتما ومن اتبعكما الغالبون تابعة لها، لأن مَن اتبعهما لم يذهب بالآيات فاهمين يا جماعة؟ طيب هذا وجه، وجه آخر يقولون: إن قوله: بآياتنا متعلق بـنجعل ونجعل لكما سلطاناً بآياتنا أي بسبب آياتنا نجعل لكما السلطان فلا يستطيعون الوصول إليكما ولا إبطالَ دعوتِكما وعلى هذا يحتاج إلى تقدير في الآية ولّا لا؟ ما يحتاج إلى تقدير، وهل نقف على قوله: فلا يصلون إليكما ولّا نصل؟ نصِل فيكون القراءة فلا يصلون إليكما بآياتنا أي بسبب ما معكما من الآيات، وهذا المعنى هو الصحيح، أولاً لأنه لا يحتاج إلى تقدير لأنَّ التقدير يا جماعة لا بد أن يسبِقَه مرتَبَتَان: المرتبة الأولى إثبات أن في الكلام حذفاً والمرتبة الثانية: إثبات أنّ تقدير المحذوف هو ذاك ولّا لا؟ الآن ..الآيات ... هذه أو غيرها لا بُد أن يتقدَّم دعواه مرتبتان المرتبة الأولى إثبات أن في الكلام حذفاً يحتاج إلى تفسير والثاني: إثبات أن المقدر هو هذا. يعني تعيين المقدر لأنَّه على فرض أنَّ الآية تحتاج إلى تقدير فإنه قد يُنازَع ويقال له: ما هذا التقدير؟ لا نُسَلِّم أن تقدير المحذوف هو هذا ... كلُّ مَن ادعى حذفاً في آية فإنه يحتاج إلى شيئين أو مرتبتين المرتبة الأولى إثبات أن في الكلام حذفاً وبأي طريق نعرف هذا؟ إذا كان الكلام لا يستقيم بدون تقدير علِمْنا أن هناك حذفاً هذه واحدة، المرتبة الثانية إثبات أن المحذوف هو هذا الشيء الذي قدَّرْتَه إذ مِن الجائز أن يكون المُقَدَّر غيره ولَّا لا؟ وهذا طبعاً تقدير يُعيِّنه السياق لأنَّ السياق هو الذي يُعيِّن نوع المحذوف، طيب إذا كان الكلام لا يحتاج إلى هذا التقدير فالأفضل عدمُ التقدير، هذه الآية معناها واضح جداً على القول {يرحمك الله} على القول بعدم التقدير وأنَّ المعنى: نجعل لكما سلطانا بسبب آياتِنا التي معكما فلا يصلون إليكما. وهذا المعنى أيضاً أوضح مما قدَّره المؤلف وغيره، لأنه في الحقيقة هو يقول: بآياتنا هنا جمع {يرحمك الله} وفي الأول يقول: فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه فلم يرسلهما الله عز وجل حين أرسلهما إلا على آيتين ولّا آية واحدة؟ آيتين الصواب إذاً أنّ الآية موصولٌ بعضها ببعض وأنَّنَا نقرأ: فلا يصلون إليكما بآياتنا نعم ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا ويكون متعلقا بقوله: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا فلا يصلون إليكما. وزعم بعض المُعربِين أن قوله: بآياتنا متعلق بـالغالبون وهذا في المعنى قريبٌ مما ذكرنا يعني: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، والغالب في الآيات هو الذي جُعِل له بها سلطان ويقول على هذا: فلا يصلون إليكما أنتما ومَن اتبعكما الغالبون بآياتنا. وهذا لا شك أنه أحسن مِن تقدير المؤلف، لأنه ما يحتاج إلى حذف ولأنه يُوجِب أن يكون كلام بعضُه مُتصلاً ببعض، لكن فيه محذوف من حيث القواعد النحوية وهي أن الغالبون اسم فاعل وال المتصلة باسم الفاعل وش هي عند النحويين؟ اسم موصول "وصفةٌ صريحة صلة ال" اسم موصول والمعروف أنَّ اسم الموصول لا يعمل ما بعده فيما قبله لا تعمل صلتُه فحينئذ نحتاج إلى جواب عن هذه القاعدة، الجواب قالوا: إنَّ ال هنا ليست بموصولة وأنها كألف داخلة على الاسم الجامد داخلة على الرجل والأسد وما أشبهها، إذاً في هذا التقدير فيه مخالفة لِلمعروف مِن القواعد النحوية، نرجع الآن إلى أنَّ الصواب أن نجعل قوله: بآياتنا متعلقة بـنجعل لكما سلطانا ونسْلَم مِن كُلِّ ذلك مِن المخالفات ومِن التقديرات التي نعتمد عليها ومِن تعيين المقدر.
وقوله: فلا يصلون إليكما بآياتنا فيه دليل على أنّ الله تعالى أعطى موسى وهارون آيات وقد ذَكَر في سورة أخرى أنع أعطاه تسعَ آيات ولّا لا؟ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ [الإسراء:101] وقوله: أنتما ومَن اتبعكما مِن أين؟ مِن بني إسرائيل ومِن آل فرعون لأنَّ مِن آل فرعون مَن اتبعهما كما قال الله تعالى: وقال رجل مؤمن من آل فرعون وقوله: مَن اتبعكما فيه دليل على أن الإنسان يُنْصَر ويَغلِب باتِّباع الرسل وأنَّه لا طريقَ إلى النصر والغلبة إلا الدخول في طريق الرسل واتِّباعِهم وعليه فيكون ... قاعدة: "
كل مَن كان للرسول أتبع كان إلى النصر أقرب وكلُّ مَن كان مِن اتباع الرسول أبعد كان عن النصر أبعد " لأنَّه مِن المعلوم في القواعد المقررة أنَّ الحكم إذا عُلِّقَ بوصف كان ثبوتُه قوةً وضعفاً ووجوداً وعدماً بحسب ذلك الوصف، إذا عُلِّق الحكم على وصف كان ثبوت الحكم كان ذلك الحكم ثُبوتاً ووجوداً وعدماً وقوةً وضعفاً {كَمِّل} بحسب ذلك الوصف مثلاً إن الله مع الصابرين مَعِيَّتُه للصابرين قُوَّتُها وضعفا بحسب ما معهم مِن الصبر إن الله مع الذين اتقوا وجود المعية للمتقين قوة وضعفا بِحسَب تقواهم وهكذا، وقوله: أنتما ومن اتبعكما الغالبون ؟ الغالبون لِمن؟ يقول المؤلف: الغالبون لهم" وحقيقة المعنى الغالبون لهم لأنَّ المقام .. لكنَّا إذا أردنا أن نأخذ هذا على سبيل العموم نقول: أنتما ومن اتبعكما الغالبون لِلمخالفين. فأتباع الرسل غالبون لِمن خالفوا الرسل دائماً وأبداً ولّا لا؟ دائماً وأبداً بل إنَّ هذه الأمور .. لحنفية على غيرِهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر الله أكبر! ما أعظم هذه الفائدة لو أننا كُنَّا على المستوى الذي ينبغي لو كُنَّا مُتَّبعين لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على وجه الحقيقة لكان عدوُّنا مرعوباً مِنَّا مسيرةَ شهر، لكنَّنا مع الأسف الشديد لم نكن متبعين للرسول عليه الصلاة والسلام .. حقيقة ولذلك صار بأسُنا بيننا لا مَن يدعي الإسلام مِنَّا ولا مَن أراد أنْ ينزوي تحت قاعدة ِالجاهلية وهي القوميةُ العربية فإنها ما انتصرت القومية مُنْذ نشأت إلى اليوم ولن تنتصر أبداً بل لا تزدادُ إلَّا فشلاً وتفَرُّقاً وتصدعاً، نعم، وقتالاً فيما بينها، وكذلك أيضاً في الحقيقة ما اجتمعْنا على قوميَّةٍ إسلامية ما اجتمعنا عليها فيبقى المسلمين لا على هذا ولا على هذا، ولهذا ما كان لنا النصر الذي وعد الله به نبيه صلى الله عليه وسلم

Webiste