تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << وقالوا إن نتبع الهدى معك... - ابن عثيمين وقالوا  أي قومُه" قوم من؟ قوم الرسول صلى الله عليه وسلم  وقالوا  يعني قريش  إن نتبع الهدى معك نُتَخَطَّف من أرضنا  أعوذ بالله، سواء قالوا ذلك عن عقيدة ...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنآ أولم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه ثمرات كل شيئ رزقا من لدنا و لكن أكثرهم لا يعلمون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقالوا أي قومُه" قوم من؟ قوم الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا يعني قريش إن نتبع الهدى معك نُتَخَطَّف من أرضنا أعوذ بالله، سواء قالوا ذلك عن عقيدة أو عن غير عقيدة، هذا القول كذب قالوا إن نتبع الهدى معك المعية هنا للمصاحبة والتبعية يعني إن نَتَّبِع الهدى ونكون معك فيما تدعو إليه، والمراد بالهدى ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي قوله: إن نتبع الهدى معك إقرار بأن ما مع الرسول هدى، وهذا غريب منهم أنهم يقولون: إن نتبع الهدى معك. فيعترفون بأنه هدى ثم بعد ذلك يكفرون وش يحصل؟ إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا يعني قال المؤلف:" أي نُنْتَزَعُ مِنها بسرعة" الخطف نزع الشيء بسرعة يعني يتخطفنا الناس يتخطفونا ويكونون علينا لأننا خالفنا ما كانوا عليه مِن الشرك والأوثان فهم يَقضُون علينا بسرعة، وهذا كقوله تعالى: إنما ذالكم الشيطان يخوف أوليائه فالشيطان يخوِّف المؤمنين الكفار يقول: ترى إن آمنتهم حصل كذا وكذا، إن تمسكتم بدينكم حصل كذا وكذا، إن كان أنكم ألزمتم الناس باتِّباع الإسلام ظاهرا وباطنا ثار الناس عليكم، الناس ... هم يريدون الفسوق فأنتم إذا أنكم ألزمتموهم بالدين فإنهم يثورون عليكم. هذا لا ريب أنّ الشيطان يلقيه في قلوب الناس إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه ولكن ايش الواجب علينا نحو هذا المقام؟ فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين الواجب ألا نخاف ما دمنا نرى أننا نسير على حقّ فإننا لن نخاف أحداً بل إننا نعلم علم اليقين أننا لو صرنا على الحق لخافنا الناس ولم نخَف منهم ولّا لا؟ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ [الأنعام:82] الأمن من أين؟
الطالب: من الله.

الشيخ : الأمن مِن الله لكن الأمن من أين؟ الأمن من الخوف لو أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، لهم الأمن من الخوف لا مِن الله ولا من غيره يعني ما يخافون عقاب الله، لأنهم آمنوا إيمانا صريحاً .. وكذلك أيضا يُؤَمِّنُهم الله مما يخافون، وهو أحد التفسيرين في قوله تعالى: المؤمن المهيمن أنّ المؤمن الذي يُؤَمِّن عبادَه الطائعين له مما يخافون، عرفتم؟ بس هذا يبي إيمان في الواقع يبي إيمان حقيقين فإذا وُجِد الإيمان الحقيقي ثم نُفِّذَت الشريعة فأنا ضامن أن يحصُل الأمن التام أكثر مما يحصُل بالدبابات والرشاشات وغيره، هذه الأحوال التي نحن نسمعها الآن ولاسِيَّما في هذا العام مِن الاغتيالات والانفجارات وغيرِها، هذه هل إن الدول اللي حصل فيها هذا الأمر ما عندها سلاح تردع الناس؟ عندها سلاح قوي أقوى من سلاح هؤلاء المُخَرِّبين ولكن ما عندهم إيمان يحصل به الأمن، فمهما قوي سلاح الناس فإنه لن يحصل به الأمان، الأمان حقيقة بالإيمان، الإيمان والأَمان مقترنان نعم، هنا يقول هؤلاء الكفار: إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا هذا قول صحيح ولّا غير صحيح؟ هذا غير صحيح، وسواء قالوه لدفع ما يدعوهم إليه الرسول عليه الصلاة والسلام من غير عقيدة أو قالوه عن عقيدة فالأمر غير واقع الدليل أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء نُمَكِّن لهم حرمنا آمنا يعني معناه نَجعل لهم مكاناً نعم مثل مكناهم في الأرض أي جعلنا لهم مكاناً يتمكنون فيه، وهنا نمكن لهم حرما آمنا يعني نجعل لهم مكاناً هو ذلك الحرم الآمن وقوله: حرما حرماً على وزن بَطَل فهو صفة مشبَّهة أي مِن الحرمة صيغة مشبهة من الحرمة، يعني مكاناً حرماً أي ذا حرمة، ولا ريب أن مكة المكرمة لها حُرْمة عظيمة في نفوس الناس حتى في الجاهلية، وقوله: آمِناً هنا كلمة آمِن اسم فاعل وهل الحرم هو الآمن أو مَن فيه هو الآمن؟
الطالب: يعني نفس هذا الحرم...

الشيخ : المؤلف يقول:"
يأمنون فيه من الإغارة والقتل الواقعَيْن من بعض العرب على بعض" فجعل آمن أي آمنا أهله، يعني فسر آمن بقوله: يأمنون فيكون المعنى آمناً أهله، وعندي أن الوصف هنا للحرم، لأن المؤلف .. الآن وصف سببي وأنا أرى أنه وصف حقيقي، عندهم النعت يسمونه نعت سببي ونعت حقيقي، فالنعت الحقيقي ما كان صفةً للمنعوت، والسببي ما كان صفةً لغيره مما يتصِل به، نعم، فإذا قلت: عندي رجل صائم. النعت هذا حقيقي صائم يعود على رجل، عندي رجل صائمٌ أبوه هذا النعت سببي، لأن الوصف قائم هو يعود على المنعوت ولّا على ما له به صلة؟ ما له به صلة، نعم، المؤلف يبيه من باب النعت السببي يعني الآمن أهله، وعندي أنه نعت حقيقي وأن الحرم هو الآمِن، وإذا أمِن المكان بلا ريب مَن فيه سوف يأمَن، فهذا المكان آمن، وكما قال محمد: هو آمن ما أحد يعتدي عليه حتَّى مَن أراده بسوء أتلفه الله ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم طيب هذا الحرم الآمن نفس العرب معَ كفرهم مهما فعل قريش ما يمكن يغزون هذا البيت أبداً، ثم إن أهل هذا البيت هم سادة العرب حتى في الجاهلية فكيف يقولون: نتخطف من أرضنا هذا غير ممكن، لأن الحرم آمِن فهم آمنون فيه ما يُمكن أن يُتخَطفوا فيه، ثم مع ذلك هذا البلد مع كونه آمن هو أيضا عيْش رغد ما يلحق أهله ضيق ولهذا قال: يجبى إليه ثمرات كل شيء يجبى يقول المؤلف: "بالفوقانية والتحتانية" ... يُجبى وتُجبى قراءتان سبعيتان ومعنى يُجبى أي يُجمع مِن الجباية وهي الجمع، وقوله: إليه يعني .. يُجبى بمعنى يؤتى أيضاً يُجمع الثمرات من كل أرض وتأتي إليه تأتي إلى هذا البلد، وهذا هو الواقع قال إبراهيم: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ [إبراهيم:37] فكانت الثمرات تأتي إلى هذا البلد في كل أوان من المكان القريب كالطائف وغيرِه ومِن المكان البعيد نعم.
الطالب:....

الشيخ : ...البيت ما ينافيه سنذكره إن شاء الله بعد، وقوله: مِن كل أرض يعني مِن كل صوب أو أي صوب والصوب والأوب بمعنى الناحية أي من كل ناحية رزقاً لهم من لدنا رزقا هذه معناه ايش معنى الرزق؟ العطاء وهو منصوب على أنه مفعول من أجله أو مصدر أو مفعول مطلق لقوله يُجبى يُجبى عطاء، وقوله: من لدنا أي مِن عندِنا وليس لهم به حول ولا قدرة بل الأمر من الله عز وجل هو الذي جعل هذه الثمرات تُجبى إليه، ولكن أكثرهم لا يعلمون أن ما تقوله حق"
قوله: ولكن أكثرهم لا يعلمون المعلوم هنا محذوف في الآية ما قال: لا يعلمون كذا وكذا، ولكن المؤلف خصَّه بقوله: "لا يعلمون أن ما تقوله حق" وعندي أن الأمر أعم وأشمل، لأن حذف المفعول يدُل على العموم، فعليه نقول: لا يعلمون أن ما تقوله حق ولا يعلمون العاقبة أيضاً فإن العاقبة أنَّه إذا كان هذا الحرم آمِنا في حال الكفر وتُجبى إليه الثمرات في حال الكفر فما بالك في حال الإيمان كيف وقد قال إبراهيم: وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ، فإذا كان أهل هذا البلد مؤمنين فإن أمنَه يكون أشدّ من جِهة أن نفس المكان آمِن ومن جهة أن المؤمن الذي في هذا المكان آمنٌ أيضاً، فإذا كان هذا الأمن مع كون هؤلاء مِن المشركين فإنهم إذا كانوا مؤمنين يكون أكثر، ولهذا لما حصل مِن المسلمين ما حصل من انتهاك هذا البلد العظيم فإنه سُلِّط عليهم من سُلِّط من الظلمة مثل قضية البرامكة، ومثل ما سيكون في آخر الزمان حيث يُسَلَّط على البيت رجل من الحبشة فيأتي إليه وينقضُه حجراً حجراً، ولهذا نحن في الحقيقة نخاف خوفاً عظيماً مما نراه في مكة مِن الفسوق والمعاصي نخاف أن يكون هذا بدايةً لانتهاك الحرم انتهاكا بالغا حتى يُسَلَّط عليه هذا الخبيث، ولكننا لا نعلم ماذا يكون في المستقبل، إنما المعاصي في الحرم لها أثرٌ عظيم إما على نفس الحرم أو على مَن حوله، طيب يقول: ولكن أكثرهم لا يعلمون إذاً نقول: لا يعلمون ليس خاصاً بأنّ ما جاء به هو الحق بل هو عام حتى في النهاية وفي الغاية مما لو آمنوا.
وكم أهلكنا من قرية بطِرَت معيشتها هذه فائدة ذكر إهلاك القرى السابقة لأجل أن يُقال لقريش: الكفر لا يمنَع الخوف ولا يمنَع العقوبة بل إنّه سبب العقوبة، فأنتم تقولون: إننا إذا آمنا تخطفنا الناس. هذا ليس بالحقيقة بل العكس هو الحقيقة، ولهذا قال: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فكأن الله يُدِلِّل لتكذيب هؤلاء بأن الكفر لا يُنْجي لِمَا أهلك به الأمم السابقة التي بطِرَت معيشتَها طيب كلام هؤلاء الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم ... نُتخطف من الأرض أبطلَه الله تعالى بالسلب والإيجاب، أما الإيجاب فقال: إننا مكنا لهم حرما آمنا ما يمكن أن يكون هذا البلد خائفاً، فإذا كان آمنا في حال الكفر ففي حال الإيمان مِن باب أوْلَى، أما السلب فقوله: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فالكفر لا يُؤَمِّن صاحبَه بل هو السبب في ايش؟ في إهلاكه، فأنتم بقاؤُكم على الكفر ليس الذي ينجيكم من أن يَتخطفكم الناس بل هو سببُ هلاكِكم، وهذا هو الواقع خرَج صناديد قريش وزعماؤُهم إلى بدر ليهلِكُوا ولّا لا؟ الحرم آمِن ما.. لكنَّهم هم الذي خرجوا لِهلاكهم فقُتِلوا في بدر، فالحاصل أن الله يقول: نحن نُكذِّب ما قلتم لِأمرين أحدهما أمر إيجابي وهو أنّ هذا الحرم آمن والناس هم الذين يُتَخَطَّفون من حولِه أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ، وثانياً أن الكفر ليس سبباً للبقاء ولّا لا؟ ايش الدليل وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فأنتم آمِنُوا لتكونوا في أمن وفي مكان آمِن نعم، وقوله: أو لم نمكن الهمزة هنا وش معناها؟ معناها التقرير يعني: قد مكَنَّا، كما في قوله تعالى: ألم نشرح لك صدرك أي: قد شرحنا لك، وقوله: أولم أظن قد مر علينا كثيرا من مثل هذا التعبير، وقلنا: إنّ لعلماء النحو في ذلك مذهبين: المذهب الأول: أن الهمزة داخلة على شيء مُقدر والواو أو الفاء حرف عطف على ذلك المقدر، والمذهب الثاني أنّ الهمزة بعدَ الواو محلُّها، لكن قُدِّمت لأنها للاستفهام وأصلُها وألم وألم يروا،
الطالب: المقدر..

الشيخ : المقدر بحسب ما يناسب المقام وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أتُخُطِّفوا يعني: هل هم تخطفوا ولم نمكن لهم حرما آمناً؟
الطالب:....

الشيخ :...

Webiste