تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( كتاب فصلت ءا... - ابن عثيمين فُصِّلَتْ آياتُه  بُيِّنَت الأحكام والقصص والمواعظ " نعم، التفْصيل ضد الإجمال يعني أنَّ آيات القرآن مفصَّلة لكنها تأتي أحيانًا مجملة وتأتي أحيانًا مفصل...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( كتاب فصلت ءاياته )) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ (( قرءانا عربيا )) حال من كتاب بصفته (( لقوم )) متعلق بفصلت (( يعلمون )) يفهمون ذلك ، وهم العرب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فُصِّلَتْ آياتُه بُيِّنَت الأحكام والقصص والمواعظ " نعم، التفْصيل ضد الإجمال يعني أنَّ آيات القرآن مفصَّلة لكنها تأتي أحيانًا مجملة وتأتي أحيانًا مفصلة وإذا فُصِّلَ المجمل صار الجميعُ مفصَّلًا، وقوله: آياته جمع آية والآية في القرآن هي كل ما فُصِلَ بينها وبين ما سبقَها ولحِقَها بفاصل ولهذا تسمعون كلام العلماء يقول فواصل الآيات يعني الأماكن التي يُفصَل فيها الآية عما قبلَها وعما بعدها، وهي -أعني الآيات الكريمة- منها ما هو طويل ومنها ما هو قصير ومنها ما هو متوسط، فأطولُ آية في كتاب الله آية الدين يا أيها الذين آمنوا إذا تداينْتُم بدين ، وأقصَر آية طه لكن هذه مِن الحروف التي ليس لها معنى كما قرَّرْنا، طيب نشوف ثم نظر ومدهامتان أيهما أكثَر حروفًا؟ ثم نظر ستة أحرف الميم المشددة على اثنين، مدهامتان؟
الطلبة: ثمانية يا شيخ تسعة

الشيخ : إذًا أيُّهما أكثر؟ الستة أو الثمانية؟ طيب إذًا ثم نظر أقصر آية في كتاب الله، والباقي متوسط منه ما يميل إلى الطول ومنه ما يميل إلى القصر، والسُّنة في الآيات أن تقرأها حسب ما فُصِّلت، هذه السنة فتقرأ الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين كم من الآيات؟ سبع آيات تقرأها كذا مُفَصَّلَة، وإن أدرجْتَ فلا بأس، لأنَّه لم يرد النهي على ذلك إلا أنَّه لا ينبغي للإنسان أن يَهُذَّ القرآن هَذًّا تخفَى معه الحروف بل قد يحرُم عليه إذا لَزِم أن تخفَى بعضُ الحروف، أما الهذّ الذي يستكمل فيه الإنسان الحروف فلا بأس، لكن الأفضل الوقوف على كل آية وهنا نسأل الأخ هل تقف على قوله تعالى: فويل للمصلين ؟ مي هي بآية؟
الطالب: ليس بالوصل

الشيخ : ليش؟ ما هو قلنا الأفضل أن تقف على كل آية؟
الطالب: ..... الوصل فويل المصلين الذين هم عن صلاتهم

الشيخ : لكن لو وقفت؟
الطالب: يختلف المعنى ... الوعيد.. المصلين جميعًا

الشيخ : طيب ماذا تقولون أنتم؟ هل يقف أو لا يقف؟ يقِف يا إخوان يقف، لأنها آية لأنَّ الله عز وجل هو الذي أنزله وجعل هذه آية منفصِلة عن الأخرى، وربما يكون في الوقوف على الآية دقُّ إسْفِينٍ على القلب حتى يندهش: كيف ويل للمصلين؟ فيترقَّب المعنى الذي يُوَضِّح ذلك فتقول: فويل للمصلين سيندهش السامع كيف ويل للمصلين فيترقَّب بشغَف المعنى المبَيِّن لهذا فتأتي الذين هم عن صلاتهم ساهون كأنَّها مطر على أرضٍ قاحلة أليس كذلك؟ طيب إذًا نقِف على هذا ولا مانع، أمَّا لا تقربوا الصلاة فهذه لا نقف، السبب: لأنها ليست رأس آية بل نقول: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، طيب إذًا فُصِّلَت آياته يشمل التفصيل اللفظي والمعنوي: التفصيل اللفظي: أن الله جعل كل آية مستقلة عن الأخرى مفصول بعضها عن بعض، والمعنوي: التبيين والإيضاح لما كان مجملًا ولهذا أشار المؤلف رحمه الله إلى التفصيل المعنوي فقط فقال: "
بُيِنَت بالأحكام والقصص والمواعظ " ولكن ينبغي أن يقال إنها فصلت من وجهين: لفظي ومعنوي فاللفظي أن كلّ آية فُصِّلت عن الأخرى، والمعنوي أنها بُيِّنَت وبُيِّنَ ما أُجمِل منها سواءٌ من الأحكام أو غيرها، وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين هذا مُجمَل فَصَّلَهُ بقولِه: يوم لا تملك نفس لنفسٍ شيئًا والأمر يومئذ لله ، القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة مُجمل فَصَّلَه بقوله: يوم يكون الناس كالفراش المبثوث فالتفصيل هنا أي التفصيل المعنوي يعني بيانُ القرآن أنه بُيِّنَ ووُضِّح حتى لو جاء مجملًا فلا بُدَّ أن يُبَيَّن.
"
قرآنًا عربيًّا حالٌ مِن كتاب بصفتِه " مُفَسِّر الجلالين رحمه الله يعني جيِّد جدا قال إنَّ قرآنا حال فكأنَّ إنسانًا أورد عليه: كيف تقول إنه قرآن والحال وصف وقرآن ليس وصفًا؟ فقال: بصِفته أين صفَتُه؟ عربيًّا قرآنًا عربيًّا يعني لو كانت الآية الكريمة قرآنًا فقط ما صحَّ أن تكون حالًا، لأنَّ الحال لابد أن تكون مشتَقَّة: اسم فاعل أو اسم مفعول أو ما أشبه ذلك، وقرآن مشتَقّ ولًّا غير مُشتَقّ؟ غير مُشتَقّ فلهذا قال: " إنها حال مِن كتاب بصفته " أنتم معنا يا جماعة؟ إذًا " بصفته " عائد على قرآن كأنَّه قال: صحَّ أن يكون حالًا، لأنَّه موصوف، طيب فإذا قال قائل: كيف تجعلونه حالًا مِن كتاب وكتاب نكرة وصاحبُ الحال لا بد أن يكون معرِفة؟ قلنا: إنَّ هذه النكرة خُصِّصَتْ في قوله: كتاب فصلت آياته خُصِّصَت بالصفة، والنكرة إذا خُصِّصَت صارت قريبَةً مِن المعرفة فلذلك جازَ وُقُوع الحال منها، فلدينا الآن إشكالان: الإشكال الأول: كيف جاءت الحال مِن كتاب وهو نكرة؟ وجوابه: أنَّ كتاب الذي هو النكرة وُصِف بقوله: فُصِّلَتْ آياته وإذا وُصِفَتْ النكرة جازت الحال منها، طيب الإشكال الثاني: الحال قرآنًا عربِيًّا إذا أعرَبْنَا قرآنًا حالًا فكيف صَحَّ أن يكون حالًا وليس بمشتق؟ موصوف بمشتق فلذلك جازَت الحال منه، طيب قرآنًا عربِيًّا ومعنى كونه عربِيًّا أوَّلًا: قُرْآن كلمة قُرْآن على وزن فُعْلان كشُكْرَان وغُفْرَان وما أشبه ذلك فهل هو بمعنى قارئ أو بمعنى مقرُوء؟ قيل إنَّه بمعنى مقرُوء، ومقروء هل هو من الجمْع أو مِن التلاوة؟ قيل أنَّه مِن قَرَى يقرِي بمعنى جمَع ومنه اسم القرْيَة لأنَّها جامِعَةٌ للناس، وقيل مِن قرأ بمعنى تَلا، والصواب أنَّه جائز أن يكون مِن هذا ومن هذا، لأنه ما دام اللفظ صالحًا للمعنيين ولا منافاة بينهما فإنه يُحمل عليهما جميعًا، هذا إذا قلنا إنَّ قرآنا بمعنى مقروء، ويجوز أن تكون بمعنى اسم الفاعِل قارئ قُرآن بمعنى قارئ أي: جامع للأحكام والتوحيد وغير ذلك، طيب أمَّا عربِيًّا فهو نسبة للعرب، لأنَّه جاء بلغتهم، والله أعلم.

Webiste