فوائد قوله تعالى : (( ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
من فوائد الآية الكريمة : أن تفرق هؤلاء كان بعد أن قامت عليهم الحجة لقوله : إلا من بعد ما جاءهم العلم .
ومن فوائدها : أن من خالف الدين بعد مجيء العلم فإنه باغ معتد لقوله : بغيا بينهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات كلام الله عز وجل لقوله : ولولا كلمة سبقت من ربك ولا شك أن الله تعالى موصوف بالكلام لأنه كمال، وضد الكلام الخرس، والخرس نقص، فلو نفينا الكلام لزم من ذلك ثبوت الخرس وهذا نقص ينزه الله عنه.
فإن قال قائل : ما هو كلام الله ؟ قلنا : كلام الله هو المسموع بالآذان، يسمعه جبريل ويسمعه غيره مما يكلمه الله، هذا هو الحق، وقد وافقنا عليه الجهمية فقالوا : إن كلام الله هو المسموع بالآذان، لكننا اختلفنا عنهم بأنهم يقولون : هم مخلوق ونحن نقول : إنه ليس بمخلوق، الأشعرية والكلابية وأمثالهم قالوا : كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وليس المسموع، فالمسموع عبارة أو حكاية عن كلام الله، وكلام الله هو ما قام في نفسه، ولذلك يرون أن كلام الله لا يتعلق بمشيئته فلا يقولون : أن الله يتكلم متى شاء لأنه معنى قائم بالنفس كقيام السمع والبصر ولا شك أن هذا قول باطل وأنه أبعد من الصواب من قول الجهمية، لأن الجهمية يصرحون بأن كلام الله هو المسموع وليس المعنى القائم بالنفس لكنهم يقولون : إنه مخلوق، هؤلاء إذا قالوا : أن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وخلق أصواتا تعبر عما في نفسه، هل خالفوا الجهمية ؟ ما خالفوهم، اتفقوا على أن هذا المصحف الذي بين أيدينا مخلوق، لكن الجهمية صاروا أشجع من الأشعرية، الجهمية قالوا : هذا كلام الله وأولئك قالوا: هو عبارة عن كلام الله، على كل حال نحن نقول : إن الله إذا أضاف الكلام إلى نفسه وقال : وكلم الله موسى تكليما وأكد ذلك بقوله : تكليما أثبتت الأدلة أنه يكلم من شاء من خلقه، فما الذي يجعلنا نحرف ؟ وأيهما أحق بالكمال إله يتكلم متى شاء بما شاء وإله لا يتكلم ؟ الأول، بل الثاني لا يستحق أن يكون إلها، ولهذا قال إبراهيم : يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا طيب إذن من قوله : ولولا كلمة سبقت نستفيد إثبات الكلام لله عز وجل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : حكمة الله عز وجل في تأخير العقوبة عن العصاة، ومن الحكم في هذا أن الله عز وجل يمهلهم لعلهم يستعتبون ولذلك قال : ولو يؤاخذ الله بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الدنيا لها حد، لقوله: مسمى أي معين محدود كما قال الله عز وجل : وما نؤخره أي العذاب إلا لأجل معدود .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم في شك منه مريب، يعني اليهود الذين أدركوا هذا القرآن وورثوه من بعد اليهود السابقين وكذلك النصارى في شك منه مريب، ويتفرع على هذه الفائدة أن مثل هؤلاء لا تنفع فيهم المواعظ ولا الآيات ويدل لهذا قول الله تعالى : وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون نعم.
ومن فوائدها : أن من خالف الدين بعد مجيء العلم فإنه باغ معتد لقوله : بغيا بينهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات كلام الله عز وجل لقوله : ولولا كلمة سبقت من ربك ولا شك أن الله تعالى موصوف بالكلام لأنه كمال، وضد الكلام الخرس، والخرس نقص، فلو نفينا الكلام لزم من ذلك ثبوت الخرس وهذا نقص ينزه الله عنه.
فإن قال قائل : ما هو كلام الله ؟ قلنا : كلام الله هو المسموع بالآذان، يسمعه جبريل ويسمعه غيره مما يكلمه الله، هذا هو الحق، وقد وافقنا عليه الجهمية فقالوا : إن كلام الله هو المسموع بالآذان، لكننا اختلفنا عنهم بأنهم يقولون : هم مخلوق ونحن نقول : إنه ليس بمخلوق، الأشعرية والكلابية وأمثالهم قالوا : كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وليس المسموع، فالمسموع عبارة أو حكاية عن كلام الله، وكلام الله هو ما قام في نفسه، ولذلك يرون أن كلام الله لا يتعلق بمشيئته فلا يقولون : أن الله يتكلم متى شاء لأنه معنى قائم بالنفس كقيام السمع والبصر ولا شك أن هذا قول باطل وأنه أبعد من الصواب من قول الجهمية، لأن الجهمية يصرحون بأن كلام الله هو المسموع وليس المعنى القائم بالنفس لكنهم يقولون : إنه مخلوق، هؤلاء إذا قالوا : أن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وخلق أصواتا تعبر عما في نفسه، هل خالفوا الجهمية ؟ ما خالفوهم، اتفقوا على أن هذا المصحف الذي بين أيدينا مخلوق، لكن الجهمية صاروا أشجع من الأشعرية، الجهمية قالوا : هذا كلام الله وأولئك قالوا: هو عبارة عن كلام الله، على كل حال نحن نقول : إن الله إذا أضاف الكلام إلى نفسه وقال : وكلم الله موسى تكليما وأكد ذلك بقوله : تكليما أثبتت الأدلة أنه يكلم من شاء من خلقه، فما الذي يجعلنا نحرف ؟ وأيهما أحق بالكمال إله يتكلم متى شاء بما شاء وإله لا يتكلم ؟ الأول، بل الثاني لا يستحق أن يكون إلها، ولهذا قال إبراهيم : يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا طيب إذن من قوله : ولولا كلمة سبقت نستفيد إثبات الكلام لله عز وجل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : حكمة الله عز وجل في تأخير العقوبة عن العصاة، ومن الحكم في هذا أن الله عز وجل يمهلهم لعلهم يستعتبون ولذلك قال : ولو يؤاخذ الله بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الدنيا لها حد، لقوله: مسمى أي معين محدود كما قال الله عز وجل : وما نؤخره أي العذاب إلا لأجل معدود .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم في شك منه مريب، يعني اليهود الذين أدركوا هذا القرآن وورثوه من بعد اليهود السابقين وكذلك النصارى في شك منه مريب، ويتفرع على هذه الفائدة أن مثل هؤلاء لا تنفع فيهم المواعظ ولا الآيات ويدل لهذا قول الله تعالى : وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون نعم.
الفتاوى المشابهة
- فوائد الآية السابقة - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( وكذلك حقت كلمت ربك على... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( إن الدين عند الله الإسلام و... - ابن عثيمين
- الفوائد المستبطة من الآية الكريمة السابقة . - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ويرى الذين أوتوا ا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( أم لهم شركاء شرعوا لهم... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( ولقد آتينا موسى الكتاب... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ولقد آتينا موسى الكتاب... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( وما تفرقوا )... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ما تفرقوا إلا من بعد م... - ابن عثيمين