التعليق على تفسير الجلالين : (( أم )) بل (( لهم )) لكفار مكة (( شركاؤا )) هم شياطينهم (( شرعوا )) أي الشركاء (( لهم )) للكفار (( من الدين )) الفاسد (( ما لم يأذن به الله )) كالشرك وإنكار البعث (( ولولا كلمة الفصل )) أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة (( لقضي بينهم )) وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا (( وإن الظالمين )) الكافرين (( لهم عذاب أليم )) مؤلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أم لهم شركاء قال المفسر : " أم بمعنى بل " أشار بهذا إلى أن أم هنا منقطعة، وأم المنقطعة هي التي تأتي بمعنى بل وهمزة الاستفهام، أي: بل ألهم شركاء.
أم لهم شركاء شرعوا لهم قال المؤلف : " لهم لكفار مكة " والصواب أنها أعم من ذلك، يعني أن جميع المشركين لهم شركاء جعلوهم مع الله عز وجل يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله، قال: " هم شياطينهم شرعوا أي الشركاء لهم أي للكفار " وهنا قال: للكفار وفيما سبق قال: كفار مكة، فتكون أل في كلامه للعهد الذكري. " من الدين الفاسد ما لم يأذن به الله كالشرك وإنكار البعث " وهذا الاستفهام هنا بمعنى الإنكار عليهم أن يتخذوا هؤلاء شركاء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقوله : ما لم يأذن به المراد بالإذن هنا الإذن الشرعي، لأن الإذن يكون قدريا ويكون شرعيا، فما يتعلق بالأمر والنهي شرعي، وما يتعلق بالخلق والتكوين قدري فقوله تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يراد به الإذن الشرعي أو القدري ؟ يحتمل هذا وهذا، إلا بإذنه أي بأن يأذن قدرا بأن يشفع أو يأذن شرعا، وقوله تعالى: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله الإذن القدري لأن الله تعالى لا يأذن شرعا بأن يضر السحرة أحدا، وهنا: شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله أي ما لم يأذن به شرعا، أما قدرا فقد أذن به لأنه وقع، وكل شيء وقع فإنه مأذون فيه قدرا، لأنه لا يمكن أن يقع في ملك الله عز وجل ما لم يأذن به قدرا، ومن ذلك أي من شرعهم ما لم يأذن به الله تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين يحرمون ما أحل ويحلون ما حرم جعلهم أربابا كما في قوله تعالى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال عدي بن حاتم للرسول صلى الله عليه وسلم : إنا لسنا نعبدهم قال: أليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ؟ قال : بلى ، قال: فتلك عبادتهم يعني طاعتهم.
" ولولا كلمة الفصل أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة لقضي بينهم وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا وإن الظالمين الكافرين لهم عذاب أليم مؤلم "، لولا كلمة الفصل لقضي بينهم لولا هذه يقول النحويون: إنها حرف امتناع لوجود، ما الذي امتنع في هذه الآية ؟ القضاء بينهم، والموجود ؟ كلمة الفصل، واعلم أن لولا: حرف امتناع لوجود، ولما: حرف وجود لوجود، ولو: حرف امتناع لامتناع، فاقتسمت هذه الأدوات الثلاث، اقتسمت المعاني الثلاثة: لو حرف امتناع لامتناع، تقول : لو زرتني لأكرمتك، هنا امتنع الإكرام لامتناع الزيارة، وتقول : لما رأيتك أكرمتك هنا وجد الإكرام لوجود الرؤية، وتقول: لولا زيد لفعلت كذا وكذا هذا حرف امتناع لوجود، لولا كلمة الفصل وهي كلمة الله عز وجل السابقة التي قضى عز وجل بها أن لكل شيء أجلا مقدرا، هذه الكلمة التي جعلها الله عز وجل لكل شيء أجلا مقدرا، لولا هذه لقضى الله بينهم وبين المؤمنين بتعجيل العذاب لهم.
أم لهم شركاء شرعوا لهم قال المؤلف : " لهم لكفار مكة " والصواب أنها أعم من ذلك، يعني أن جميع المشركين لهم شركاء جعلوهم مع الله عز وجل يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله، قال: " هم شياطينهم شرعوا أي الشركاء لهم أي للكفار " وهنا قال: للكفار وفيما سبق قال: كفار مكة، فتكون أل في كلامه للعهد الذكري. " من الدين الفاسد ما لم يأذن به الله كالشرك وإنكار البعث " وهذا الاستفهام هنا بمعنى الإنكار عليهم أن يتخذوا هؤلاء شركاء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقوله : ما لم يأذن به المراد بالإذن هنا الإذن الشرعي، لأن الإذن يكون قدريا ويكون شرعيا، فما يتعلق بالأمر والنهي شرعي، وما يتعلق بالخلق والتكوين قدري فقوله تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يراد به الإذن الشرعي أو القدري ؟ يحتمل هذا وهذا، إلا بإذنه أي بأن يأذن قدرا بأن يشفع أو يأذن شرعا، وقوله تعالى: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله الإذن القدري لأن الله تعالى لا يأذن شرعا بأن يضر السحرة أحدا، وهنا: شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله أي ما لم يأذن به شرعا، أما قدرا فقد أذن به لأنه وقع، وكل شيء وقع فإنه مأذون فيه قدرا، لأنه لا يمكن أن يقع في ملك الله عز وجل ما لم يأذن به قدرا، ومن ذلك أي من شرعهم ما لم يأذن به الله تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين يحرمون ما أحل ويحلون ما حرم جعلهم أربابا كما في قوله تعالى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال عدي بن حاتم للرسول صلى الله عليه وسلم : إنا لسنا نعبدهم قال: أليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ؟ قال : بلى ، قال: فتلك عبادتهم يعني طاعتهم.
" ولولا كلمة الفصل أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة لقضي بينهم وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا وإن الظالمين الكافرين لهم عذاب أليم مؤلم "، لولا كلمة الفصل لقضي بينهم لولا هذه يقول النحويون: إنها حرف امتناع لوجود، ما الذي امتنع في هذه الآية ؟ القضاء بينهم، والموجود ؟ كلمة الفصل، واعلم أن لولا: حرف امتناع لوجود، ولما: حرف وجود لوجود، ولو: حرف امتناع لامتناع، فاقتسمت هذه الأدوات الثلاث، اقتسمت المعاني الثلاثة: لو حرف امتناع لامتناع، تقول : لو زرتني لأكرمتك، هنا امتنع الإكرام لامتناع الزيارة، وتقول : لما رأيتك أكرمتك هنا وجد الإكرام لوجود الرؤية، وتقول: لولا زيد لفعلت كذا وكذا هذا حرف امتناع لوجود، لولا كلمة الفصل وهي كلمة الله عز وجل السابقة التي قضى عز وجل بها أن لكل شيء أجلا مقدرا، هذه الكلمة التي جعلها الله عز وجل لكل شيء أجلا مقدرا، لولا هذه لقضى الله بينهم وبين المؤمنين بتعجيل العذاب لهم.
الفتاوى المشابهة
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- ما معنى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَ... - ابن باز
- هل هناك حديث يعتد به في تفسير قوله - تعالى - :... - الالباني
- ما معنى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَ... - ابن باز
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ألا لله الدي... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( وما تفرقوا )... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- قوله :( هم منهم ) هل فيه أن أطفال الكفار هم... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( وما اختلفتم... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( أم لهم شركاء شرعوا لهم... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( أم )) بل ((... - ابن عثيمين