تم نسخ النصتم نسخ العنوان
.شرح قول المصنف : وقوله : (( إنما االمؤمنون... - ابن عثيمينالشيخ : وقوله :  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ...
العالم
طريقة البحث
.شرح قول المصنف : وقوله : (( إنما االمؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقوله : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أولاً إنما من أدوات الحصر وما معنى الحصر ؟ إثبات الحُكم في المذكور ونفيه عما عداه فالمعنى ما المؤمنون إلا هؤلاء، وذكر الله عز وجل خمسة أوصاف الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم أي خافت لما فيها من تعظيم الله عز وجل فإذا ذكر الله وجلت قلوبهم وخافت منه تعظيما له سبحانه وتعالى مثال ذلك : رجل أراد هم بمعصية فذُكر بالله وقيل له اتق الله نعم إذا كان مؤمنا ماذا يكون قلبه حينئذٍ ؟ نعم يوجل ويخاف هذا دليل على الإيمان أنه إذا ذُكر الله لك وجل قلبك ووقفت على حده
ثانيا : وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً إذا تليت عليه آياتهم أي تلاها أحد زادتهم إيماناً وهذا فيه دليل على أن الإنسان قد ينتفع بقراءة غيره أكثر من انتفاعه بقراءة نفسه إذا تليت عليهم الآيات ازدادوا إيمانا بالله عز وجل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن مسعود أن يقرأ القرآن عليه فقال : كيف أقرأُه عليك وعليك أنزل عليك يا رسول ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء فلما بلغ : فكيف إذا جِئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً قال : حسبُك يعني قف قال : فنظرت فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام المهم أنه إذا تُليت عليهم الآيات زادتهم إيماناً بالله فينتفعون بها وكذلك أيضاً إذا تلوها هم إذا تلوها يزدادوا إيمانهم بذلك الوصف الثالث وهو الشاهد للباب وعلى ربهم يتوكلون على ربهم قدم المعمول لإفادة الحصر يعني يعتمدون على الله عز وجل لا على غيره وهم مع ذلك يفعلون الأسباب ما يدعونها، الأسباب المأذون فيها يفعلونها لا يدعونها نعم
الذين يقيمون الصلاة يأتون بها مستقيمة كاملة والصلاة اسم جنس تشمل الفرائض والنوافل
ومما رزقناهم ينفقون من للتبعيض أو للجنس نعم أيهما ؟ يحتمل إن قلنا مما يزقناهم ينفقون للتبعيض صار الله يمدح من أنفق بعض مالِه لا من أنفق كل ماله وإذا قُلنا للجنس صارت تشمل صار الثناء يشمل من أنفق البعض ومن أنفق الكل وقوله : مما رزقناهم ينفقون يدخل فيه الزكاة ولا لا ؟ تدخل فيه من باب أولى هي على رأس ما يُنفق هذه الصفات الخمس أقول إذا كانت من للتبعيض فالثناء على من أنفق البعض وأبقى لنفسه البعض وإذا كانت للجنس فالثناء يشمل من أنفق الكل ومن أنفق البعض إي نعم طيب هذه الصفات الخمس جعل الله الإيمان منحصراً فيها فقط وهاهنا سؤالان :
السؤال الأول : هل من لم يكن على هذا الوصف لا يكون مؤمناً ؟ السؤال الأول يتوجه على هذا سؤال الآن الحصر واضح، حصر الإيمان فيمن اتصف بهذه الصفات الخمس فالسؤال الآن هل الإيمان مُنحصر بهذه الخمس وهل من لم يقم بها لا يكون مؤمنا ؟ يعني سؤالان الآن هل تفيد الآية أن من لم يتصف بهذه الصفات لم يكن مؤمناً هذه واحدة ؟
ثانيا : هل انحصر الإيمان بهذه الخمس؟ نعم طيب إن قلنا في جواب السؤال الأول نعم فما أدري من يكون منا مؤمناً أو لا؟ إذا قلنا أن المؤمن هو الذي يتصف هذه الصفات لازم إنما المؤمنون فلا أظن أحداً إلا من شاء الله أن يتصف بهذا في زماننا لكننا نقول إن الإيمان يُطلق ويراد به الإيمان الكامل ويُطلق ويراد به مطلق الإيمان فمثلاً قوله تعالى : فتحرير رقبة مؤمنة هذا المراد مطلق الإيمان لو ما هو بكامل الإيمان، وهذه الآية المراد كامل الإيمان وإن شاء الله نجيب على السؤال الثاني .
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا نحن ما تكلمنا على الآيات كلها؟ إذا تليت عليهم يعني قُرئت عليهم زادتهم إيماناً يعني يزدادوا إيمانهم بالله سبحانه وتعالى ويقينهم به وتصديقهم بالقرآن وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وهل فيه دليل على أنه ينقص؟ من الآية نفسها إذ أن تقابل الزيادة والإيمان من باب تقابل المتضايفين بمعنى أنه ما يتصور زيادة إلا بنقص ولهذا كمن تحرز من السلف من قولهم : " إننا نقول الإيمان يزيد ولا نقول ينقص " هذا فيه نظر هذا التحرز كما يذكر عن مالك رحمه الله فيه نظر وذلك من وجهين :
الوجه الأول : أن الزيادة لا تعقل إلا في مقابلة نص فإثبات الزيادة مستلزم لثبوت النص
ثانيا : إنه قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله : ما رأيت من ناقصات عقل ودين فأثبت النقصان في الدين ولهذا الصواب الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة أنه يُقال أن الإيمان يزيد ووينقص وقوله : وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا هذا أمر مجرب أن الإنسان قد يخشع عند سماع قراءة غيره أكثر مما يخشع إذا قرأ فيزداد إيمانُه بسماع القرآن ولهذا طَلب النبي عليه الصلاة والسلام من ابن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن فقال : كيف أقرأه وعليك أُنزل قال : إني أحب أن أسمعَه من غيري وهذا لا يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما يخشع إذا قرأ لنفسه لا لكن يريد عليه الصلاة والسلام أن يسمعه من غيره لمعرفة إتقان الصحابة رضي الله عنهم للقرآن أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى إذا بلغ قوله تعالى : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً قال : حسبُك قال : فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام وعيناه تذرفان اللهم صلى وسلم عليه وقوله : وعلى ربهم يتوكلون هذا الشاهد يعني لا يعتمدون في جلب المنافع ودفع المضار إلا على من ؟ إلا على الله سبحانه وتعالى ومن جلب المنافع لئلا تظنوا إن المنافع هي المنافع الدنيوية فقط من جلب المنافع إتقان العبادات فيعتمد الإنسان على ربِه في إتقان عبادتِه إذا دخل في الصلاة يعتمد على الله سبحانه وتعالى يتوكل عليه في أن يأتي بهذه الصلاة على وجه كامل فإذا شعرت عند دخولك في الصلاة أنك عابد متوكل فهذا مما يزيدك في حضور قلبك في الصلاة وجرب تجد بخلاف الإنسان الي يدخل في الصلاة على أنه فاعلها بقدرته بل ادخل فيها على أنك فاعلُها بإيش ؟ بالاعتماد على الله حتى تجمع بين العبادة والتوكل وهكذا بقية العبادات كالصيام والزكاة والحج والجهاد وغيرها نعم .

السائل : ... .

الشيخ : لا وفي إحسانها أيضاً حتى إحسانها أهم والقبول عند الله عز وجل لكن إحسانها أهم كلما كان أحسن فهي أحب إلى الله .

السائل : شيخ ... .

الشيخ : إي الإمام مالك رحمه الله يقول أنا ما أقول ينقص لأنه ما ورد ويمكن للرواية هذه توافق الجماعة وقوله : الذين يقيمون الصلاة يأتون بها قائمة أي مستقيمة وهذا يستلزم أن يأتوا بشروطها وأركانها وواجباتها ويتموها بمكملاتها ومما رزقناهم ينفقون من يحتمل أن تكون للتبعيض ويحتمل أن تكون لبيان الجنس فعلى الأول يكون الإنسان يُمدح إذا أنفق بعض مالِه لا كله، وعلى الثاني يكون المدح شاملا لمن أنفق البعض أو الكل نعم والصواب في هذه المسألة: أن إنفاق الكل يمدح عليه الإنسان إذا دعت الحاجة إليه وكان عنده من الاعتماد على الله عز وجل وفعل الأسباب ما يمكنه أن يأتي برزق لنفسِه وأهله مثل ما فعل من ؟
الطالب : أبو بكر

الشيخ : أبو بكر رضي الله عنه أما إذا كان ليس هناك حاجة للمنفق عليه يعني ما هناك حاجة تستوعب ماله أو أنني أنا وأهلي في حاجة وسبب رزقي ضعيف فهنا ما ينبغي أن نقصر على أنفسنا ونعطي غيرنا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابدأ بنفسك ثم بمن تعول .

Webiste