تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : قال ابن عباس في الآية : ( ا... - ابن عثيمينالشيخ : " قال ابن عباس في الآية " أي في تفسيرها " الأنداد هو الشرك " وهذا تفسير بالمراد لا بالمعنى، لأن التفسير تفسيران: تفسير بالمراد، وتفسير بالمعنى ا...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : قال ابن عباس في الآية : ( الأنداد : هو الشرك ، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل . وهو أن تقول : والله وحياتك يا فلان ،
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " قال ابن عباس في الآية " أي في تفسيرها " الأنداد هو الشرك " وهذا تفسير بالمراد لا بالمعنى، لأن التفسير تفسيران: تفسير بالمراد، وتفسير بالمعنى الذي يسمى تفسير الكلمات، الأنداد هو الشرك، ابن عباس رضي الله عنهما يدري أن الأنداد جمع ند، وأن الند في اللغة الشبيه والمثيل، لكنه فسره بالمراد، فعندنا الآن وجهان للتفسير، أحدهما: التفسير اللفظي الذي هو تفسير الكلمات، وهذه يقال فيها معنى كذا كذا، والثاني التفسير بالمراد فيقال المراد بكذا كذا، والأخير هو المراد ...
يقول رضي الله عنه: " هو الشرك " هذه الأنداد، فإذن الند الشريك المشارك لله تعالى فيما يختص به وفيما يجب له.
" أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ظلمة الليل " أخفى من دبيب، المراد بالدبيب هنا ليس فعل النمل، المراد بالدبيب أثر النمل، أثر دبيبها، لأن الدبيب إذا أردنا أن نضرب به الوصف في الخفاء ما نجيب له ...، دبيب النمل على ... أبين من دبيبها على التراب.
الطالب : إلا

الشيخ : إلا ، إذا أردنا بأن الدبيب صوت قرع أقدامها، فإذن المراد أيش؟
الطالب : الأثر.

الشيخ : الأثر، أثر، أخفى من دبيب النمل يعني مثلا الآن أنت تشوف ... تقول هذا دبيب نمل يعني أثر دبيبه على الصخرة السوداء من اللي يشوفها؟
الطالب : ...

الشيخ : في ظلمة الليل، ولهذا يقولون ما هو أخفى من هذا؟ أولا: دبيب نمل، أثر الصغار ولا الكبار؟ أيه خف البعير؟ ولا شيء، ثانيا: على صخرة ليس على تراب، فهو أخفى، والثالث الصخرة سوداء، لو هو على بيضاء قد من كثرة ترداده تلوث البياض، والرابع: في ظلمة الليل، هذا من أبلغ ما يكون من الخفاء. إذا كان أن الشرك في قلوب بني آدم أخفى من هذا، نسأل الله أن يعين على التخلص منه، ولهذا قال بعض السلف: " أنا ما عالجت نفسي معالجتها على الإخلاص "، ويروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه لما قال مثل هذا قالوا يا رسول الله كيف نتخلص؟ قال قولوا "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم" لأنه الحقيقة هذا مسألة الشرك خفي خفي جدا للغاية، ونحن دائما نسأل الله يصلح لنا ولكم القلوب، دائما نقول أن الإنسان يجب عليه أن يعتني بإصلاح قلبه، ربما يكون فيه شبه من الشرك من المشركين بالشرك، شبه من اليهود بالحسد، شبه من المنافقين بالغل والحقد وهكذا، فعليه أن يطهر قلبه دائما يكون مثل صاحب الشجرة المنجل دائما في يده يقطع هذه الأغصان الرديئة حتى يبقى قلبه خالصا والله المستعان.
إذن لاحظوا هذا الوصف من ابن عباس رضي الله عنهما تجدون أنه أيش؟ أخفى شيء، ما بعده أخفى منه، يقول " وهو أن تقول والله وحياتك يا فلان وحياتي "، والله وحياتك يا فلان، هذه جمعت بين نوعين من الشرك، الأول: حلف بغير الله وحياتك، والثاني: إشراك مع الله بقوله والله وحياتك، فجعل القسم بحياة المخاطب كالقسم بالله، كقوله: ما شاء الله وشئت، ففيها نوعان من الشرك، هما؟ الحلف بغير الله، وهذا وحده شرك، لو قال وحياتك فهو شرك، الثاني: ضمها إلى الله بماذا بالواو المقتضية للتسوية، ففيها هذه الجملة نوعان من الشرك، مثل أن تقول خافوا الله وحياتك يا فلان وحياتك يا سيدي، ما فعلت كذا وكذا، هذا شرك، هل هو أكبر ولا أصغر ؟ حسب ما يكون بقلب المقسم ..
ولهذا يقع السؤال: هل يجوز أن يحلف هذا الرجل بالولي اللي هو يعظم، لأني لو أحلّفه وأنا أطالبه بالله يحلف؟ يحلف ... عنده لي مليون ريال وكتمهن جحدهن ما عندي شهود أو عندي وثيقة وضاعت، حضرنا عند القاضي، فقال القاضي للمدعي: عندك بينة؟ قال ما عندي بينة، وش يتوجه؟ اليمين على المدعى عليه، قال له: تحلف بالله ما عندك له شيء؟ قال نعم، كم تريد من يمين، أحلف بالله وأعطيك والله العلي العظيم ... الواحد القهار ما عندي له شيء، قال له: تحلف بالولي الفلاني اللي يعظم؟ قال: لا، إذا صارت ببطني يقول لا، هل نحلفه هنا استخراجا للحق منه، أو لا نحلفه، لأننا لو حلفناه لأقررنا الشرك؟
الطالب : لا نحلفه.

الشيخ : أي، ما نحلفه، لأننا لو حلفناه بغير الله أقررنا الشرك وتوصلنا إلى شيء مباح بطريق محرم، فنحلفه بالله، وإذا حلف بالله كاذبا فسيجد جزاءه.
الطالب : ... تحلف بالولي وإذا شفناه كر على اليمين عرفنا أنه فاعل، وإذا جاء يحلف ما نخليه يحلف؟

الشيخ : لا ما نقول هكذا، لأننا إذا قلنا احلف حتى نمتحنه فإذا توقف عن الحلف حكمنا عليه، فمعناه أننا وجهنا عليه طلبنا منه شركا، فأصل هذا الطلب محرم وإلا نعم قد يقول قائل نوجه اليمين عليه ونشوف، إذا أراد يحلف عرفنا أنه صادق وقلنا خلاص احلف بالله، وإذا عيا عرفنا أنه كاذب فحكمنا عليه، ولكن الظاهر أنه لا يجوز حتى في هذه الحال، لأن مجرد توجيه الحلف بغير الله أو طلب الحلف بغير الله لهذا الشخص هذا إقرار للشرك، وإذا ضاع حقك تلقاه يوم القيامة.
الطالب : إذا بين بعد أن قال له احلف بغير الله ... قال الحلف بغير الله كذا وكذا؟

الشيخ : لا لا أبدا، مجرد إقراره ما يجوز.
طيب، وحياتي، وحياتي أيش ... يعني الآن تقول وحياتي القسم بغير الله حكمه؟ إن اعتقد أن المقسم به بمنزلة الله في العظمة ... وإلا فهو شرك أصغر.

Webiste