تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :(......ولا تعجزن . وإن أصابك... - ابن عثيمينالشيخ : تعجزن ؟ طيب لا ناهية وتعجزن فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم لاتصاله بنون التوكيد ، ومعنى قوله  ولا تعجزن  أي لا تتعاجز أي لا تكسل وليس نهيا ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :(......ولا تعجزن . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله .....)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : تعجزن ؟ طيب لا ناهية وتعجزن فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم لاتصاله بنون التوكيد ، ومعنى قوله ولا تعجزن أي لا تتعاجز أي لا تكسل وليس نهيا عن العجز الذي بغير اختيار الإنسان فإن ذلك لا طاقة له به فلا يتوجه عليه نهي ، يعني لا يقال لا تعجز لا يصيبك لا يصبك عجز لأن العجز عن الشيء غير التعاجز عنه ، فالعجز عن الشيء أمر لا يمكن للإنسان أن يطيقه ، يصاب بمرض فيعجز ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب فقوله لا تعجزن أي لا تفعل فعل العاجز من التكاسل وعدم الحزم والعزيمة ، ولهذا لو قال تعجز بمعنى تتعاجز لكان له وجه
وقوله ولا تعجزن إذا اجتمع الحرص وعدم التكاسل اجتمع في هذا صدق النية بالحرص وكذلك العزيمة بعدم التهاون أو بعدم التكاسل ، لأن من الناس من يحرص على ما ينفعه ثم يشرع فيه ثم يتعاجز ويتكاسل ويدعه ، وهذا خلاف ما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام ، ما دمت عرفت أنه نافع وشرعت فيه فلا تدعه لأنك إذا ودعته خسرت العمل الذي عملت فيه ثم عودت نفسك التكاسل والتدني من حالة النشاط والقوة إلى حالة العجز والكسل ، وكم من إنسان بدأ العمل ولا سيما العمل النافع ونحن نتكلم بالعمل النافع ثم يدخل عليه الشيطان فيثبطه بعض الشيء ، إن تعاجز خسر وإن صمم وعزم ولم يتعاجز كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لا تعجز فإنه يغنم ، لكن لو بدا له في أثناء الوقت أنه ضار لأن الإنسان ما يعلم الغيب قد يظن في هذا الشيء أنه نافع ثم يشرع فيه ويتبين له في أثناء الوقت أنه ضار فهنا ماذا يصنع ؟ يجب عليه الرجوع ، الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، لكن ما دام لك لم يتبين له الأمر وقد دخل على أنه نافع له فليستمر ، لأنه من أضر ما يكون على الإنسان أن يبدأ الأفعال ثم يدعها ، يعود نفسه يعود نفسه على هذا الفعل ويبدأ كلما شرع في عمل ... فيه مدة ثم رجع ثم تنقضي عليه الأيام ما يحصل شيئا ، ... في ترجمة الكسائي رحمه الله إمام أهل الكوفة في النحو أنه بدأ في طلب العلم في طلب النحو وصعب عليه يقول إنه وجدا نملة تحمل لها طعاما تريد أن تصعد فيه مع الجدار كلما صعدت قليلا سقطت كلما صعدت سقطت كلما صعدت سقطت حتى نجت وصعدت وبلغت مرامها ، فقال " هذه نملة كابدت العمل اللي هي مصممة عليه إلى أن نجحت فيه لماذا لا أكابد العمل " فكابد فصار إماما في النحو
وهكذا ينبغي للإنسان إذا كان قد شرع في شيء نافع أن لا يعجز أن يستمر ثم إذا قُدر لك خلاف المقصود فماذا تصنع بعد أن حرصت على النافع واستعنت بالله عز وجل وصممت ومضيت لكن جاء الأمر على خلاف ما أردت ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا هذه المرتبة الثالثة لا قدرة لك فيها
المرتبة الأولى الحرص المرتبة
الثانية المضي في الامر والاستمرار فيه هذه تعود إليك والا لأ ؟
المرتبة الثالثة إذا حصل خلاف المقصود هذا ليس إليك ولهذا قال وإن أصابك شيء يعني مما لا تحبه ولا تريده ومما يعوقك عن الوصول إلى مرامك فيما شرعت فيه من النافع إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، مثلا إنسان يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن فبدأ من أوله بدأ من أوله ثم حصل له مانع يمنعه من إتمامه فقال لو أني بدأت من آخر القرآن لكان أولى ولاستمررت فيه ، نقول هذا غير صحيح ، وكذلك يشرع الإنسان في شيء أو يشتري شيئا أو ما أشبه ذلك ثم يصاب بخلاف قصده فيقول لو أني لم أفعل كذا لكان كذا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لو أني فعلت كذا لكان كذا ، لأن ضد ذلك ضد الفعل الذي شرع فيه أن يتخيل أن فعلا آخر خير منه ، الثاني أن يتخيل أنه لو لم يفعل لكان خيرا له ، فعندنا مسألتان : الأولى أن يتخيل أنه لو فعل كذا لكان أنجح وأنفع الثانية أن يقول لو لم أفعل كذا لكان كذا ، ويمكن أن يكون هذا الأخير أكثر لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر الأول لو أني فعلت لأن هذا الرجل مصمم وفاعل وعامل ليس من الناس الكسالى الذين يدعون الأعمال بل هو من أهل العمل إلا أنه عمل ولم يحصل مقصوده ، فالحاصل أن من خالفه القدر ولم يأت على مطلوبه فإما أن يقول لو لم أفعل ما حصل هذه واحدة أو يقول لو فعلت كذا لكان كذا ، والرسول عليه الصلاة والسلام قال في الثاني دون الأول لماذا ؟ لأن هذا الإنسان عامل وفاعل فهو يقول لو أني فعلت الفعل الفلاني دون هذا الفعل لحصّلت مطلوبي ، بخلاف الإنسان الذي لم يفعل وكان موقفه سلبيا من الأعمال فهذا يقول لو لم أفعل ، يقول لو أني فعلت كذا ، كذا يعني يعبر الإنسان بهذا اللفظ أو هي كناية عن شيء مخصوص ؟ هذه كناية لأن الذي يقول سيقول لو أني فعلت كذا وكذا ويعينه لكن هذه كناية عن مبهم مثل قولنا قال فلان لو قال فلان وما أشبه ذلك كناية عن مبهم ، هاه ؟
الطالب : ...

الشيخ : أيه ، هي كناية من حيث المعنى أما إعرابها فإنها مفعول لفعلت مفعول جميع تعرب ، وقوله لكان كذا وكذا هذه فاعل كان وهي أيضا كناية عن شيء يقدره الإنسان ويعينه
النبي عليه الصلاة والسلام ولكن قل قَدر الله هذا من جملة الأساليب التي مرت علينا أن الشارع إذا نهى عن شيء فتح بابا آخر ، وهذا كثير في القرآن وفي السنة ، لما قال لا تقل قال إذن وش أقول ؟ ولكن قل قدر الله وما شاء فعل قدر خبر مبتدأ محذوف أي هذا قدر الله هذا قدر الله، يعني هذا الذي وقع قدر الله وليس إليّ أما ما إليّ فإني قد بذلت ما أراه نافعا كما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هذا أمر فوق طاقتي فوق علمي وحسباني ، وقوله قدر الله قدر هنا بمعنى مقدور لأن قدر الله يطلق على التقدير الذي هو فعل الله ويطلق على المقدور الذي هو المقدر الشيء المقدر ، وهنا الإطلاق هنا على فعل الله أو على مفعوله ؟ على مفعوله لأنه يتحدث عن شيء أصابه عن شيء أصابه ووقع عليه فهو مفعول الله ، ومن المعلوم أن الفعل والمفعول متلازمان كلما حدث الفعل حدث المفعول وكلما وجد المفعول فقد وجد الفعل ، إذن قدر الله أي مقدوره ولا مقدور إلا بتقدير لأن المفعول نتيجة الفعل
وقوله قدر الله هذا فيه التسليم التام لقضاء الله عز وجل وأن الإنسان إذا بذل المجهود وفعل ما أمر به على وجه الشرع ولم يحصل مقصوده فإنه لا يلام على شيء ويُفوض الأمر إلى من ؟ إلى الله .

Webiste