شرح قول المصنف : ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : المهم على كل حال اللي أرى أن يُقرأ بالصواب ... رواية البخاري ثم إن بعدكم قوما هذا الصواب
يَشهدون ولا يُستشهدون يَشهدون ولا يُستشهدون يَشهدون بمعنى يخبرون عن ما شهدوا به ، عما شاهدوه وما سمعوه أو ما شموه أو ما لمسوه لأن الشهادة إخبار الإنسان بما يعرف كما قال تعالى: إلا من شهد بالحق وهم يلعمون فمعنى يخبرون بلفظ أشهد أو بغيره لأن الصواب أن الشهادة ما يشترط أن يكون بلفظ أشهد، ... " قيل الإمام أحمد إن فلانا يقول : أقول إن العشرة في الجنة ولا أشهد قال: إذا قال فقد شهد" فالشاهد من الشهادة هي إخبار الإنسان بما يعلمه نعم
وقوله: ولا يُستشهدون أي ولا يطلب منهم الشهادة، ولا يطلب منهم الشهادة ، واختلف العلماء في قوله ولا يُسشهدون هل المراد ولا يطلب منهم أداء الشهادة أو ولا يطلب منهم تحمل الشهادة؟ لأن قوله واستشهدوا شهيدين من رجالكم وش المراد بها ؟
الطالب : أي حملوهم
الشيخ : أي حملوهم أي اطلبوا شهيدين يشهدون لهم نعم فعلى هذا فـ لا يُستشهدون أي لا يطلب منهم تحمل الشهادة ما يقال يا فلان اشهد نعم فيكون ذماً لمن شهد دون أن يُطلَب منه أن يشهد أن يتحمل وقيل ولا يُستشهدون أي ولا يُطلب منهم أداء الشهادة يعني يَشهدون قبل أن يُدعوا إلى أداء الشهادة وهو دليل على، وعلى القولين جميعا فيه دليل على تسرعهم بالشهادة وعدم اهتمامهم بها وتأنيهم بها .
وقيل إن المعنى ولا يستشهدون أي لا يحملون الشهادة أي يشهدون بما لا يعلمون وعلى هذا فيكون المراد شهداء الزور الذين يَشهدون بغير شهادة ، وعلى القول الأخير لا إشكال في المسألة وعلى القول بأنهم لا يُستشهدون لا يُطلب منهم التحمل لا إشكال في المسألة إلا في بعض الصور، وعلى القول بأنهم لا يؤدون الشهادة ، بأنهم يؤدون الشهادة قبل أن يُطلب منهم الأداء يُشكل على هذا ... ما ثبت في صحيح زيد بن خالد الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يُسألها وهذا الدليل قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ترغيب في أداء الشهادة قبل أن يسأل ولا تحديث؟
الطالب : ترغيب
الشيخ : ترغيب ، كيف ترغيب؟
الطالب : ...
الشيخ : ... ترغيب كيف كان ترغيباً ؟ لأنه قال: ألا أخبركم بخير الشهداء فمعنى ذلك أنه يحث على أن يؤدِي الإنسان شهادته قبل أن يُسأل فإذا قيل فإذا قلنا هذا صار هناك تعارض في ظاهر الحال بين حديث بن خالد وحديث عمران بن الحصين أنتم فهمتم المعنى لا يستشهدون كم فيها من أوجه ؟ها
الطالب : نعم
الشيخ : ثلاث ، لا يُستشهدون أي يعني أنهم يشهدون بما لا يعلمون أي شهداء الزور لا يُستشهدون لا يطلب منهم أن يتحملوا الشهادة لا يُستَشهدون لا يُطلب منهم أداء الشهادة أي أنهم يشهدون قبل أن ... منهم .على هذا الوجه يحصل التعارض بين هذا الحديث وبين حديث زيد بن خالد ألا أخبركم بخير الشهداء اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال إن حديث زيد بن خالد يُبطل الوجه الثالث في حديث عمران بن حصين وأنه يجب الأخذ به، وأما حديث عمران بن حصين لا يؤخذ بالوجه الثالث منه .
ومنهم من قال بل نأخذ بالوجه الثالث ونحمل حديث زيد بن خالد على أن المراد به من يشهد بحق لا يعلمُه المشهود له ، أي ليشهد بحق لا يعلمه المشهود له ، كيف حق وهو ما يعلمه المشهود له؟! نعم يمكن مثلا أنا قد سمعت إقرار زيد لعمرو بدين في ذمته نعم وعمرو لم يدري أني حاضر قد يكون في ظلمة مثلا أو من وراء جدار أو ما أشبه ذلك فحينئذٍ إذا ذهبت وأديت الشهادة عند القاضي أو أعلمت صاحب الحق يكون هذا محموداً أم لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : يكون محمودا وقد يكون عندي شهادة لإنسان ما، لإنسان ما وانتقل الحق للورثة والورثة لا يعلمون أني شاهد به ف... الشهادة لو ما سألوه، هذا أيضا محمود ولا لا ؟
الطالب : محمود
الشيخ : محمود فيحملونها على شهادة لم يعلم بها من ؟
الطالب : المشهود له
الشيخ : المشهود له ومنهم من قال المراد بحديث بن خالد زيد بن خالد، المراد الشهادة في حقوق الله يعني شهادة الحِسبة فيؤدي الشهادة من غير أن يُسأل لأن الغالب أن الشهادة في حقوق الله ليس لها من ها من يطالب فيذهب الشاهد ويشهد فيكون هذا خير الشهداء، ومنهم من لم يأخذ بحديث زيد بن خالد رأساً لأن حديث عمران في الصحيحين وحديث بن خالد في مسلم فحاول الترجيح ولكن قد سبق لنا أن القاعدة أنه إذا أمكن الجمع نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا يجوز الترجيح، والجمع هنا ممكن بأن تحمل بأن يحمل حديث زيد بن خالد على أيش؟
الطالب : ... .
الشيخ : على ما إذا كان المشهود له لم يعلم الشهادة، أو ان ذلك في حقوق الله التي ليس لها مطالب، أو أن المراد بذلك المبادرة يعني أنه كناية عن سرعة أداء الشهادة والمبادرة فيها ، فكأنه شدة إسراعه بذلك كأنه يؤديها قبل أن يُسأل وإن كان ذلك ليس على سبيل الحقيقة وعلى كل حال فإن حديث عمران بن حصين اللي معنا ذم الرسول عليه الصلاة والسلام الذين يشهدون ولا يُستشهدون، وليس المراد أنهم يشهدون قبل أن يُطلب منهم أداء الشهادة لا لأن هذا قد يكون محمودا كما في حديث زيد بن خالد لكن يُراد بذلك شهداء الزور أو الذين يشهدون بدون أن يُطلب منهم التحمل ولكنهم يفعلون ذلك على وجه يحصل به العداوة والبغضاء بين المشهود له والمشهود عليهم، لأنه قد يكون بين صاحب الحق ومن عليه الحق قد يكون بينهما قرابة وصداقة بحيث أن صاحب الحق لا يُحب أن يشعر المطلوب بأنه قد أشهد عليه فيأتي هذا الرجل ويشهد من غير أن يُحمّل من غير أن يُحمّل ، وأيضا ربما يكون الكلام الذي بين المشهود له وعليه على سبيل الهزل ليس على سبيل الجد فيأتي هذا ويشهد من غير أن يُحمل وهم لا يريدون أحداً أن يشهد لأن المسألة على سبيل المزح والهزل وليست على سبيل الجد.
والخلاصة: أننا نحمل حديث عمران بن الحصين على قوله يشهدون الزور واضح أو يشهدون من غير أن يحمّلوا الشهادة على وجه يُضِر بالمشهود له ، وأما إذا كان في ذلك مصلحة فإنه لا يلام
... أوصافهم يخونون ولا يؤتمنون قد تقول كان الذي يتبادر إلى الذهن أن يقول يُؤتمنون ها فيخونون يُؤتمنون فيخونون ولكن ما في الحديث ... عند التأمل المعنى أنهم أهل خِيانة وليسوا أهلاً للأمانة، وليس المعنى أنه تقع منهم الخيانة مرة من المرات حتى يقال لماذا لم يقل يؤتمنون فيخونون كأن هؤلاء والعياذ بالله الخيانة كأنها طبيعة لهم فلخيانتهم ها
الطالب : لا يؤتمنون
الشيخ : لا يُؤتمنون، فما هي الخيانة؟ الخيانة هي الغدر والخداع في موضع الائتمان هذه الخيانة وهي من الصفات المذمومة في كل حال وأما المكر والخديعة فهي مذمومة في حال دون حال، قد يكون المكر محموداً وقد يكون الخداع محمودا بخلاف الخيانة ولهذا يوصف الله عز وجل بالمكر والخداع في الحال التي يكون فيها مدحاً نعم كما في قوله : ويمكرون ويمكر الله يخادعون الله وهو خادعهم لكن لا يوصف بالخيانة أبدا ها مثل قول العامة الآن: خان الله من خان، خان الله من خان ، هذا حرام الله عز وجل يقول: وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ولم يقل فخانهم قال: فأمكن منهم فالخيانة صفة ذميمة وهي : خداع الغير في موضع ها في موضع الائتمان
طيب ولا يؤتمنون يعني ليسوا أهلا للأمانة فلا يؤتمنون على الدماء ولا على الأموال ولا على الأعراض كذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : ما يأتمنهم الإنسان على شيء أبداً لأنهم أهل خيانة هذا في القرن
الطالب : الأول
الشيخ : الرابع في القرن الرابع يظهر فما بالك الآن في القرن ها
الطالب : ...
الشيخ : الخامس عشر لا شك الأمور تفاقمت تفاقمت، وقد ذكر في حديث ... حديث آخر يفشو الكذب يعني يظهر وليس ببعيد لأن اللي يشهد بدون علم كاذب
قال: وينذرون ولا يوفون النذر قد يكون للآدمي وقد يكون لله عز وجل، فالنذر للآدمي بمعنى العهد الذي ... الإنسان بينه وبين غيره لأن أصل النذر معناه إلزام الإنسان نفسه بالشيء هذا النذر إلزام الإنسان نفسَه بالشيء هذا يُسمى نذرا ثم إن كان عبادة فهو خاص بالله ، وإن كان غير عبادة فإنه قد يكون مع الغير ويُسمى عهدا ، فهم ينذرون لله ولا يوفون له ويعاهدون المخلوق ولا يوفون له وهذا من صفات النفاق
النذر وسيأتينا إن شاء الله تعالى في الفقه أنه أقسام فمنه نذر الطاعة وعقدُه ها
الطالب : واجب
الشيخ : واجبة نذر الطاعة وعقدُه مكروه ولا واجب ؟
الطالب : مكروه
الشيخ : مكروه لكن وفاؤُه واجب، وفاؤُه واجب ومنه نذر مباح مثل أن يقول لله علي نذر أن ألبس هذا الثوب، أو أن أدخل هذا المكان هذا ما هو نذر طاعة، نقول إن دخلت وإلا فكفر كفارة يمين وسيأتي إن شاء الله التفصيل فيه
قال : ولا يوفون ويظهر فيهم السمن يظهر يعني يفشو ويكثر السِّمن ... أعضادكم ها السِّمن يعني كثرة الشحم واللحم نعم ولكن مُشكل هذا الحديث جِدا لأن ظهور السمن ليس باختيار الإنسان أو لا ؟ كم من إنسان وُدُّه أن يخفف من اللحم اللي عليه ولكنه ما ... أو لا ؟ وكم من إنسان هزيل وده أن يسمن ولا ... فكيف يجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصفة التي ليست باختيار الإنسان لا إيجادها ولا إعدامُها كيف يجعلها صفة ذم؟ قال أهل العلم المعنى أن هؤلاء يعتنون بالمطاعِم والمشارب التي يكون بها السِّمن فهم يعتنون بأسباب السّمن يكون ما همهم إلا إصلاح أبدانهم ليس لهم هم إلا أن يُصلحوا أبدانهم نعم يلا ركب الميزان عندك نعم ركب الميزان عندك في القهوة كل يوم أوزن به إذا نقصت ... الكيلو فكر بنفسك وش البلا ، نعم وإن زدت أيضا عن الوزن المعتاد نعم تفكر بنفسك ليش هذا النمو يمكن بعض الغدد بدت تفرز إفرازات بدت تنمو بعدين يكبر الجسم ... هذه موجودة الآن موجودة في ناس يفعلون هذا عندهم موازين كل يوم يزنون بها نعم ويشوفون وش الزيادة ، وش النقص؟ نعم يكملون الناقص ويحاولون إنهم يحذفون الزيادة هذه عناية كاملة بالجسم لكن القلوب ها مارضة، لأن النفس إذا اشتغلت بشيء انشغلت عن غيره قلبه ما يهمه يسمن يهزل ما يهمه المهم هذا الجسم هل يسمن ولا ما يسمن؟ ولهذا قال يظهر فيهم السمن لتعاطي إيش؟
لتعاطي أسبابه فكأنهم لا يهتمون إلا بما يكون سبباً لتنمية أبدانهم وزيادتها أما غير ذلك فلا يهتمون به ، وأما السمن الذي لا اختيار للإنسان فيه فإنه لا يذم عليه أو لا ؟ كما لا يُذم الإنسان على كونه طويلا أو قصيرا أو أسود أو أبيض نعم أو أعرج أو سليما ما يذم لكن يذم على شيء يكون هو السبب فيه لا يهتم إلا به هذا في القرن
الطالب : الرابع
الشيخ : الرابع وفي قرننا ها أشد واشد في قرننا أشد وأشد، حتى إني يعني وجدت في كتاب يقول يعني ينبغي للإنسان أن يكون جيدا في ... وكذا وكذا وكذا إلى أن قال يلبس الثوب النظيف ويحلق لحيته.
الطالب : ...
الشيخ : نعم يحلق لحيته وهذا موجود الآن موجود في أيدي الناس كتاب موجود في أيدي الناس
الطالب : ...
الشيخ : ها، ما عليك منهم المهم على شف كيف التربية والعياذ بالله إلى هذا الحد يجعلون معصية الشارع يجعلونها من المظاهر الحسنة نعم .
يَشهدون ولا يُستشهدون يَشهدون ولا يُستشهدون يَشهدون بمعنى يخبرون عن ما شهدوا به ، عما شاهدوه وما سمعوه أو ما شموه أو ما لمسوه لأن الشهادة إخبار الإنسان بما يعرف كما قال تعالى: إلا من شهد بالحق وهم يلعمون فمعنى يخبرون بلفظ أشهد أو بغيره لأن الصواب أن الشهادة ما يشترط أن يكون بلفظ أشهد، ... " قيل الإمام أحمد إن فلانا يقول : أقول إن العشرة في الجنة ولا أشهد قال: إذا قال فقد شهد" فالشاهد من الشهادة هي إخبار الإنسان بما يعلمه نعم
وقوله: ولا يُستشهدون أي ولا يطلب منهم الشهادة، ولا يطلب منهم الشهادة ، واختلف العلماء في قوله ولا يُسشهدون هل المراد ولا يطلب منهم أداء الشهادة أو ولا يطلب منهم تحمل الشهادة؟ لأن قوله واستشهدوا شهيدين من رجالكم وش المراد بها ؟
الطالب : أي حملوهم
الشيخ : أي حملوهم أي اطلبوا شهيدين يشهدون لهم نعم فعلى هذا فـ لا يُستشهدون أي لا يطلب منهم تحمل الشهادة ما يقال يا فلان اشهد نعم فيكون ذماً لمن شهد دون أن يُطلَب منه أن يشهد أن يتحمل وقيل ولا يُستشهدون أي ولا يُطلب منهم أداء الشهادة يعني يَشهدون قبل أن يُدعوا إلى أداء الشهادة وهو دليل على، وعلى القولين جميعا فيه دليل على تسرعهم بالشهادة وعدم اهتمامهم بها وتأنيهم بها .
وقيل إن المعنى ولا يستشهدون أي لا يحملون الشهادة أي يشهدون بما لا يعلمون وعلى هذا فيكون المراد شهداء الزور الذين يَشهدون بغير شهادة ، وعلى القول الأخير لا إشكال في المسألة وعلى القول بأنهم لا يُستشهدون لا يُطلب منهم التحمل لا إشكال في المسألة إلا في بعض الصور، وعلى القول بأنهم لا يؤدون الشهادة ، بأنهم يؤدون الشهادة قبل أن يُطلب منهم الأداء يُشكل على هذا ... ما ثبت في صحيح زيد بن خالد الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يُسألها وهذا الدليل قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ترغيب في أداء الشهادة قبل أن يسأل ولا تحديث؟
الطالب : ترغيب
الشيخ : ترغيب ، كيف ترغيب؟
الطالب : ...
الشيخ : ... ترغيب كيف كان ترغيباً ؟ لأنه قال: ألا أخبركم بخير الشهداء فمعنى ذلك أنه يحث على أن يؤدِي الإنسان شهادته قبل أن يُسأل فإذا قيل فإذا قلنا هذا صار هناك تعارض في ظاهر الحال بين حديث بن خالد وحديث عمران بن الحصين أنتم فهمتم المعنى لا يستشهدون كم فيها من أوجه ؟ها
الطالب : نعم
الشيخ : ثلاث ، لا يُستشهدون أي يعني أنهم يشهدون بما لا يعلمون أي شهداء الزور لا يُستشهدون لا يطلب منهم أن يتحملوا الشهادة لا يُستَشهدون لا يُطلب منهم أداء الشهادة أي أنهم يشهدون قبل أن ... منهم .على هذا الوجه يحصل التعارض بين هذا الحديث وبين حديث زيد بن خالد ألا أخبركم بخير الشهداء اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال إن حديث زيد بن خالد يُبطل الوجه الثالث في حديث عمران بن حصين وأنه يجب الأخذ به، وأما حديث عمران بن حصين لا يؤخذ بالوجه الثالث منه .
ومنهم من قال بل نأخذ بالوجه الثالث ونحمل حديث زيد بن خالد على أن المراد به من يشهد بحق لا يعلمُه المشهود له ، أي ليشهد بحق لا يعلمه المشهود له ، كيف حق وهو ما يعلمه المشهود له؟! نعم يمكن مثلا أنا قد سمعت إقرار زيد لعمرو بدين في ذمته نعم وعمرو لم يدري أني حاضر قد يكون في ظلمة مثلا أو من وراء جدار أو ما أشبه ذلك فحينئذٍ إذا ذهبت وأديت الشهادة عند القاضي أو أعلمت صاحب الحق يكون هذا محموداً أم لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : يكون محمودا وقد يكون عندي شهادة لإنسان ما، لإنسان ما وانتقل الحق للورثة والورثة لا يعلمون أني شاهد به ف... الشهادة لو ما سألوه، هذا أيضا محمود ولا لا ؟
الطالب : محمود
الشيخ : محمود فيحملونها على شهادة لم يعلم بها من ؟
الطالب : المشهود له
الشيخ : المشهود له ومنهم من قال المراد بحديث بن خالد زيد بن خالد، المراد الشهادة في حقوق الله يعني شهادة الحِسبة فيؤدي الشهادة من غير أن يُسأل لأن الغالب أن الشهادة في حقوق الله ليس لها من ها من يطالب فيذهب الشاهد ويشهد فيكون هذا خير الشهداء، ومنهم من لم يأخذ بحديث زيد بن خالد رأساً لأن حديث عمران في الصحيحين وحديث بن خالد في مسلم فحاول الترجيح ولكن قد سبق لنا أن القاعدة أنه إذا أمكن الجمع نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا يجوز الترجيح، والجمع هنا ممكن بأن تحمل بأن يحمل حديث زيد بن خالد على أيش؟
الطالب : ... .
الشيخ : على ما إذا كان المشهود له لم يعلم الشهادة، أو ان ذلك في حقوق الله التي ليس لها مطالب، أو أن المراد بذلك المبادرة يعني أنه كناية عن سرعة أداء الشهادة والمبادرة فيها ، فكأنه شدة إسراعه بذلك كأنه يؤديها قبل أن يُسأل وإن كان ذلك ليس على سبيل الحقيقة وعلى كل حال فإن حديث عمران بن حصين اللي معنا ذم الرسول عليه الصلاة والسلام الذين يشهدون ولا يُستشهدون، وليس المراد أنهم يشهدون قبل أن يُطلب منهم أداء الشهادة لا لأن هذا قد يكون محمودا كما في حديث زيد بن خالد لكن يُراد بذلك شهداء الزور أو الذين يشهدون بدون أن يُطلب منهم التحمل ولكنهم يفعلون ذلك على وجه يحصل به العداوة والبغضاء بين المشهود له والمشهود عليهم، لأنه قد يكون بين صاحب الحق ومن عليه الحق قد يكون بينهما قرابة وصداقة بحيث أن صاحب الحق لا يُحب أن يشعر المطلوب بأنه قد أشهد عليه فيأتي هذا الرجل ويشهد من غير أن يُحمّل من غير أن يُحمّل ، وأيضا ربما يكون الكلام الذي بين المشهود له وعليه على سبيل الهزل ليس على سبيل الجد فيأتي هذا ويشهد من غير أن يُحمل وهم لا يريدون أحداً أن يشهد لأن المسألة على سبيل المزح والهزل وليست على سبيل الجد.
والخلاصة: أننا نحمل حديث عمران بن الحصين على قوله يشهدون الزور واضح أو يشهدون من غير أن يحمّلوا الشهادة على وجه يُضِر بالمشهود له ، وأما إذا كان في ذلك مصلحة فإنه لا يلام
... أوصافهم يخونون ولا يؤتمنون قد تقول كان الذي يتبادر إلى الذهن أن يقول يُؤتمنون ها فيخونون يُؤتمنون فيخونون ولكن ما في الحديث ... عند التأمل المعنى أنهم أهل خِيانة وليسوا أهلاً للأمانة، وليس المعنى أنه تقع منهم الخيانة مرة من المرات حتى يقال لماذا لم يقل يؤتمنون فيخونون كأن هؤلاء والعياذ بالله الخيانة كأنها طبيعة لهم فلخيانتهم ها
الطالب : لا يؤتمنون
الشيخ : لا يُؤتمنون، فما هي الخيانة؟ الخيانة هي الغدر والخداع في موضع الائتمان هذه الخيانة وهي من الصفات المذمومة في كل حال وأما المكر والخديعة فهي مذمومة في حال دون حال، قد يكون المكر محموداً وقد يكون الخداع محمودا بخلاف الخيانة ولهذا يوصف الله عز وجل بالمكر والخداع في الحال التي يكون فيها مدحاً نعم كما في قوله : ويمكرون ويمكر الله يخادعون الله وهو خادعهم لكن لا يوصف بالخيانة أبدا ها مثل قول العامة الآن: خان الله من خان، خان الله من خان ، هذا حرام الله عز وجل يقول: وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ولم يقل فخانهم قال: فأمكن منهم فالخيانة صفة ذميمة وهي : خداع الغير في موضع ها في موضع الائتمان
طيب ولا يؤتمنون يعني ليسوا أهلا للأمانة فلا يؤتمنون على الدماء ولا على الأموال ولا على الأعراض كذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : ما يأتمنهم الإنسان على شيء أبداً لأنهم أهل خيانة هذا في القرن
الطالب : الأول
الشيخ : الرابع في القرن الرابع يظهر فما بالك الآن في القرن ها
الطالب : ...
الشيخ : الخامس عشر لا شك الأمور تفاقمت تفاقمت، وقد ذكر في حديث ... حديث آخر يفشو الكذب يعني يظهر وليس ببعيد لأن اللي يشهد بدون علم كاذب
قال: وينذرون ولا يوفون النذر قد يكون للآدمي وقد يكون لله عز وجل، فالنذر للآدمي بمعنى العهد الذي ... الإنسان بينه وبين غيره لأن أصل النذر معناه إلزام الإنسان نفسه بالشيء هذا النذر إلزام الإنسان نفسَه بالشيء هذا يُسمى نذرا ثم إن كان عبادة فهو خاص بالله ، وإن كان غير عبادة فإنه قد يكون مع الغير ويُسمى عهدا ، فهم ينذرون لله ولا يوفون له ويعاهدون المخلوق ولا يوفون له وهذا من صفات النفاق
النذر وسيأتينا إن شاء الله تعالى في الفقه أنه أقسام فمنه نذر الطاعة وعقدُه ها
الطالب : واجب
الشيخ : واجبة نذر الطاعة وعقدُه مكروه ولا واجب ؟
الطالب : مكروه
الشيخ : مكروه لكن وفاؤُه واجب، وفاؤُه واجب ومنه نذر مباح مثل أن يقول لله علي نذر أن ألبس هذا الثوب، أو أن أدخل هذا المكان هذا ما هو نذر طاعة، نقول إن دخلت وإلا فكفر كفارة يمين وسيأتي إن شاء الله التفصيل فيه
قال : ولا يوفون ويظهر فيهم السمن يظهر يعني يفشو ويكثر السِّمن ... أعضادكم ها السِّمن يعني كثرة الشحم واللحم نعم ولكن مُشكل هذا الحديث جِدا لأن ظهور السمن ليس باختيار الإنسان أو لا ؟ كم من إنسان وُدُّه أن يخفف من اللحم اللي عليه ولكنه ما ... أو لا ؟ وكم من إنسان هزيل وده أن يسمن ولا ... فكيف يجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصفة التي ليست باختيار الإنسان لا إيجادها ولا إعدامُها كيف يجعلها صفة ذم؟ قال أهل العلم المعنى أن هؤلاء يعتنون بالمطاعِم والمشارب التي يكون بها السِّمن فهم يعتنون بأسباب السّمن يكون ما همهم إلا إصلاح أبدانهم ليس لهم هم إلا أن يُصلحوا أبدانهم نعم يلا ركب الميزان عندك نعم ركب الميزان عندك في القهوة كل يوم أوزن به إذا نقصت ... الكيلو فكر بنفسك وش البلا ، نعم وإن زدت أيضا عن الوزن المعتاد نعم تفكر بنفسك ليش هذا النمو يمكن بعض الغدد بدت تفرز إفرازات بدت تنمو بعدين يكبر الجسم ... هذه موجودة الآن موجودة في ناس يفعلون هذا عندهم موازين كل يوم يزنون بها نعم ويشوفون وش الزيادة ، وش النقص؟ نعم يكملون الناقص ويحاولون إنهم يحذفون الزيادة هذه عناية كاملة بالجسم لكن القلوب ها مارضة، لأن النفس إذا اشتغلت بشيء انشغلت عن غيره قلبه ما يهمه يسمن يهزل ما يهمه المهم هذا الجسم هل يسمن ولا ما يسمن؟ ولهذا قال يظهر فيهم السمن لتعاطي إيش؟
لتعاطي أسبابه فكأنهم لا يهتمون إلا بما يكون سبباً لتنمية أبدانهم وزيادتها أما غير ذلك فلا يهتمون به ، وأما السمن الذي لا اختيار للإنسان فيه فإنه لا يذم عليه أو لا ؟ كما لا يُذم الإنسان على كونه طويلا أو قصيرا أو أسود أو أبيض نعم أو أعرج أو سليما ما يذم لكن يذم على شيء يكون هو السبب فيه لا يهتم إلا به هذا في القرن
الطالب : الرابع
الشيخ : الرابع وفي قرننا ها أشد واشد في قرننا أشد وأشد، حتى إني يعني وجدت في كتاب يقول يعني ينبغي للإنسان أن يكون جيدا في ... وكذا وكذا وكذا إلى أن قال يلبس الثوب النظيف ويحلق لحيته.
الطالب : ...
الشيخ : نعم يحلق لحيته وهذا موجود الآن موجود في أيدي الناس كتاب موجود في أيدي الناس
الطالب : ...
الشيخ : ها، ما عليك منهم المهم على شف كيف التربية والعياذ بالله إلى هذا الحد يجعلون معصية الشارع يجعلونها من المظاهر الحسنة نعم .
الفتاوى المشابهة
- .شرح قول المصنف : وفيه عن ابن مسعود : أن الن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : عن ابن عباس - رضي الله عنهم... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وفي الصحيح عن عائشة - رضي ا... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن الشهادة بال... - ابن عثيمين
- قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس من... - ابن عثيمين
- الشهادة بالحق لا تكون إلا عن علم - ابن عثيمين
- كيف نجمع بين الحديث لأن من الصالحين من فيه س... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال... - ابن عثيمين
- معنى "يَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشَهدون" في الحديث - ابن باز
- شرح قول المصنف : ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ول... - ابن عثيمين