تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصلوات الخمس والجمعة إل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ) رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" يعني: أن الصلوات الخمس ما بين صلاة الفجر مثلًا إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى المغرب، ومن المغرب إلى العشاء، ومن العشاء إلى الفجر، هذه تكفر ما بينها من الخطايا، إذا عمل الإنسان سيئة وأتقن هذه الصلوات الخمس فإنها تمحو الخطايا، لكن قال: "إذا اجتنبت الكبائر" يعني: إذا اجتنبت كبائر الذنوب، وكبائر الذنوب: كل ذنب رتب الشارع عليه عقوبة خاصة، فكل ذنب مثلًا لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله فهو من كبائر الذنوب، كل شيء فيه حد في الدنيا كالزنا، أو وعيد في الآخرة كأكل الربا، أو فيه نفي إيمان مثل: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" أو فيه براءة منه مثل: "من غش فليس منا" أو ما أشبه ذلك فهو من كبائر الذنوب، واختلف العلماء رحمهم الله في قوله: "إذا اجتنبت الكبائر" هل معنى الحديث أن الصغائر تكفر إذا اجتنبت الكبائر وأنها لا تكفر إلا بشرطين الصلوات الخمس واجتناب الكبائر، أو أن معنى الحديث أنها كفارة لما بينهن إلا الكبائر فلا تكفرها، وعلى هذا فيكون تكفير السيئات الصغائر له شرط واحد: وهو إقامة هذه الصلوات الخمس، أو الجمعة إلى الجمعة، أو رمضان إلى رمضان، وهذا هو المتبادر والله أعلم أن المعنى أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها إلا الكبائر فلا تكفرها، وكذلك الجمعة إلى الجمعة، وكذلك رمضان إلى رمضان، وذلك لأن الكبائر لا بد لها من توبة خاصة، فإذا لم يتب توبة خاصة فإن الأعمال الصالحة لا تكفرها، بل لا بد من توبة خاصة، أما حديث أبي هريرة الثاني فهو أن النبي عليه الصلاة والسلام عرض على أصحابه عرضًا يَعلم النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يقولون في جوابه، ولكن هذا من حسن تعليمه عليه الصلاة والسلام أنه أحيانًا يعرض المسائل عرضًا حتى ينتبه الإنسان لذلك، ويعرف ماذا سيلقى إليه، قال: "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟" يعرض عليهم هل يخبرهم ومن المعلوم أنهم سيقولون نعم يا رسول الله خبرنا، لكنه عليه الصلاة والسلام اتخذ هذه الصيغة وهذا الأسلوب من أجل أن ينتبهوا إلى ما يلقى إليهم، قالوا: بلى يا رسول الله يعني أخبرنا فإننا نود أن تخبربنا بما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة" هذه ثلاثة أشياء، أولًا: إسباغ الوضوء على المكاره يعني: إتمام الوضوء في أيام الشتاء، لأن أيام الشتاء يكون الماء فيه باردًا، يكون الماء فيها باردًا، وإتمام الوضوء يعني إسباغه يكون فيه مشقة على النفس، فإذا أسبغ الإنسان وضوءه مع هذه المشقة دل هذا على كمال إيمانه، فرفع الله به درجاته، وحط عنه بذلك خطيئته هذه واحدة، الثاني: كثرة الخطا إلى المساجد، يعني: أن الإنسان يقصد المساجد حيث شرع له إتيانهن وذلك في الصلوات الخمس ولو بعد المسجد، ولو بعد المسجد فإنه كلما بعد المسجد المسجد عن البيت ازدادت حسنات الإنسان، فإن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج منه إلا المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة واحدة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ولو بعد المسجد، والثالث: انتظار الصلاة بعد الصلاة، يعني: أن الإنسان من شدة شوقه إلى الصلوات كلما فرغ من صلاة وإذا قلبه متعلق بالصلاة الأخرى ينتظرها، فإن هذا يدل على إيمانه ومحبته وشوقه لهذه الصلوات العظيمة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جعل قرة عيني في الصلاة" فإذا كان ينتظر الصلاة بعد الصلاة فإن هذا مما يرفع به الدرجات ويكفر به الخطايا، هذان الحديثان ذكرهما المؤلف في باب كثرة طرق الخير، لأن هذه ولله الحمد طرق متعددة من الخير الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة رمضان إلى رمضان كثرة الخطا إلى المسجد إسباغ الوضوء على المكاره انتظار الصلاة بعد الصلاة، والله الموفق.

Webiste