تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب كراهية الأكل متكئا. عن أبي جحيفة وهب بن... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن، الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى " باب كراهية الأكل مت...
العالم
طريقة البحث
باب كراهية الأكل متكئا. عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا آكل متكئا ). رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا مقعيا يأكل تمرا، رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن، الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى " باب كراهية الأكل متكئًا، عن أبي جحيفة وهب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا آكل متكئًا رواه البخاري، وعن أنس رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا مقعيًا يأكل تمرًا، رواه مسلم ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين في كتاب أدب الطعام: " باب النهي عن الأكل متكئًا " الأكل ينقسم بالنسبة للجلوس له إلى قسمين: قسم منهي عنه وليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أن يأكل الإنسان متكئًا إما على اليد اليمنى أو على اليد اليسرى، وذلك لأن الاتكاء يدل على غطرسة وكبرياء، وهذا معنى نفسي ولأنه إذا أكل متكئًا يتضرر حيث يكون مجرى الطعام متمايلًا ليس مستقيمًا فلا يكون على طبيعته فربما حصل في مجاري الطعام أضرار من ذلك، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أبي جحيفة عبد الله بن وهب بن السوائي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا آكل متكئًا يعني ليس من هدي أن آكل متكئًا وذلك للسببين اللذين ذكرناهما، سبب معنوي يقوم بالنفس وهو الكبرياء، وسبب حسي يتعلق بالبدن وهو الضرر الذي ينتج عن الأكل على هذا الوجه، وذكر المؤلف حديث أنس " أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأكل تمرًا مقعيًا " والإقعاء أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه هذا هو الإقعاء، وإنما أكل النبي صلى الله عليه وسلم كذلك لئلا يعني يستقر في الجلسة فيأكل أكلًا كثيرًا، لأن الغالب أن الإنسان إذا كان مقعيًا لا يكون مطمئنًا في الجلوس فلا يأكل كثيرًا، وإذا كان غير مطمئن لا يأكل كثيرًا وإذا كان مطمئنًا فإنه يأكل كثيرًا هذا هو الغالب، وربما يأكل الإنسان كثيرًا وهو غير مطمئن وربما يأكل قليلًا وهو مطمئن، لكن من أسباب تقليل الأكل ألا يستقر الإنسان في جلسته وألا يكون مطمئنًا الطمأنينة الكاملة، والحاصل: أن عندنا جلستين الجلسة الأولى الاتكاء وهذه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل متكئًا، والبقية كله جائز كل أنواع الجلوس جائزة، لكن أحسن ما يكون ألا تجلس جلسة الإنسان المطمئن المستقر لئلا يكون ذلك سببًا لإكثار الطعام، وإكثار الطعام لا ينبغي، الأفضل أن يأكل الإنسان ثلثًا للطعام للأكل، وثلثًا للشراب، وثلثًا للنفس، هذا أصح ما يكون في الغذاء فإن تيسر فهذا هو المطلوب ولا بأس أن يشبع الإنسان أحيانًا، والله الموفق.

Webiste