تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث عائشة رضي الله عنه قالت: كان النب... - ابن عثيمينالشيخ : ففي هذا الحديث دليل على فوائد، أولًا: أن من نعمة الله عز وجل أن الله تعالى أطلعنا على ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعمله في السر في ...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث عائشة رضي الله عنه قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجيء المؤذن فيؤذنه. متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على فوائد، أولًا: أن من نعمة الله عز وجل أن الله تعالى أطلعنا على ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعمله في السر في الليل بواسطة زوجاته رضي الله عنهن، وهذا من الحكمة في كثرت تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإنه مات عن تسع نسوة، ومن فوائد ذلك: أن كل امرأة منهن تأتي بسنة لا يطلع عليها إلا هي، ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة وكان يطيل القيام عليه الصلاة والسلام، كان يقوم إذا انتصف الليل وأحيانًا بعد ذلك حسب نشاطه، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من نصف الليل ينام في آخر الليل، كما قالت عائشة رضي الله عنها في حديث آخر، وإلا صلى إذا تأخر صلى إلى الفجر فإذا طلع الفجر صلى الركعتين ثم اضطجع على جنبه الأيمن، وفيه دليل على أنه يسن تخفيف الركعتين ركعتي الفجر كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، وفيه أن الأفضل للإمام ألا يحضر إلى المسجد إلا عند إقامة الصلاة، وأن يجعل صلاة الرواتب في بيته كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل، أما المأموم فإنه يتقدم لكن الإمام لما كان يُنتظَر ولا يَنتظِر صار السنة أن يتأخر في بيته حتى يصلي النوافل المشروعة ثم يحضر، وفيه دليل على استحباب الاضطجاع على الجنب الأيمن بعد سنة الفجر لمن تطوع في بيته كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، واختلف العلماء رحمهم الله في هذه الضجعة فمنهم من قال: إنها سنة بكل حال، ومنهم من قال: إنها ليست بسنة إلا إذا كان الإنسان صاحب صلاة في آخر الليل فإنه يضطجع ليعطي بدنه شيئًا من الراحة، ومنهم من شدد فيها حتى جعلها بعض العلماء من شروط الصلاة صلاة الفجر، وقال: من لم يضطجع بعد السنة فلا صلاة له لكن هذا قول شاذ، وإنما ذكرناه لنبين لكم أن بعض العلماء يأتون بأقوال شاذة بعيدة من الصواب، والصواب أنها سنة لمن كان له تهجد من الليل ويشق عليه يتعب ويضطجع حتى يؤذن بالصلاة، وهذا في حق الإمام ظاهر وأما المأموم فإنه ربما لو اضطجع ربما يقيم الصلاة ويفوته شيء منها وهو لا يشعر، لأن المأموم لا يُنتظَر المأموم يَنتظِر ولا يُنتظَر، لكن الإمام هو الذي ينتظره الناس فإذا اضطجع بعد سنة الفجر في بيته فإن هذا من السنة إذا كان ممن يجتهد في التهجد، أما من لا يقوم إلا متأخرًا أو لا يقوم إلا مع أذان الفجر فهذا لا حاجة إلى أن يضطجع بعد سنة الفجر، والله الموفق.

Webiste