تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنب... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب الا...
العالم
طريقة البحث
باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن والحث عليه سواء كان تهجد بالليل أم لا. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. رواه البخاري. وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، هكذا حتى يأتيه المؤذن للإقامة. رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه ). رواه أبو داود، والترمذي بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن ، والحث عليه ، سواءٌ كان تهجد بالليل أم لا :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن رواه البخاري .
وعنها رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن هكذا، حتى يأتيه المؤذن للإقامة رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه رواه أبو داود، والترمذي بأسانيد صحيحة، قال الترمذي : حديث حسن صحيح "
.

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر ، وسبق أن هاتين الركعتين تتميزان عن بقية الرواتب بمميزات سبق ذكرها ، ومن مميزاتهما أنه إذا صلى هاتين الركعتين اضطجع على شقه الأيمن كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل ، ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها في * الصحيحين * : أنه كان إذا صلى سنة الفجر اضطجع بعدها على الجنب الأيمن .
وفي حديث عائشة الثاني الذي رواه مسلم : أنه كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُسلم يصلي إحدى عشر ركعة ويسلم من كل ركعتين : وفي هذا دليل على وهم من توهم أنه إذا صلى إحدى عشر يصلي أربعًا جميعًا ثم أربعًا جميعا ثم ثلاثا جميعًا بناء على حديثها رضي الله عنها أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعًا ، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا : فظن بعض الناس أنه يصلي أربعًا جميعًا ثم أربعًا جميعًا ثم ثلاثًا وهذا وهم أخذه من ظاهر الحديث ، فيحمل هذا على أنه يصلي أربعاً على ركعتين ركعتين ثم يستريح ، ثم يصلي أربعا على ركعتين ركعتين ثم يستريح ، ثم يصلي ثلاثا ، هكذا يجب أن يحمل ، لأن الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك واحد وهي عائشة ، والفعل واحد فيجب حمل بعضها على بعض لتتفق السنة .
لا يقال : إنه يفعل هذا مرة وهذا مرة ، لأن كلمة كان تدل على دوام الفعل غالبا .
وأما حديث أبي هريرة في أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من صلى ركعتي الفجر أن يضطجع على جنبه الأيمن : فهذا وإن كان الترمذي وأبو داود قد روياه وقال المؤلف : " إنه بأسانيد صحيحة " ، فقد قال حبر الأمة وبحر العلوم العقلية والنقلية شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن هذا حديث منكر ، وأنه لم يصح الأمر بها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " : أي بالضجعة بعد السجدتين ، بعد الركعتين في سنة الفجر ، وما قاله الشيخ هو الصحيح : أن الحديث منكر لا عبرة به ، يعني أن الرسول لم يأمر بأن يضطجع الرجل إذا صلى سنة الفجر على جنبه الأيمن.
وقول المؤلف -رحمه الله- في الترجمة لا فرق بين المتهجد وغيره : إشارة إلى خلاف في ذلك ، وهو أن بعض العلماء قال : يسن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر مطلقا ، وبعضهم قال : لا يسن مطلقا ، وبعضهم قال : بالتفصيل : إن كان له تهجد فإنه يسن أن يضطجع بعدهما من أجل الراحة بعد التعب ، وإن لم يكن له تهجد فلا يضطجع .
ومن أعجب الأقوال وأغربها أن بعض العلماء قال : إن الاضطجاع بعد سنة الفجر شرط لصحة صلاة الفجر ، وأن من لم يضطجع فصلاته باطلة ، وهذه من غرائب العلم غرائب الأقوال ، ما الرابط بين هذا الاضطجاع وبين الصلاة ؟ الاضطجاع منفصل عن الصلاة ولا علاقة له بها ، لكن ذكرناه لأجل أن تعجبوا من آراء بعض أهل العلم -رحمهم الله- أنهم يقولون أقوالاً لا يدل عليها عقل ولا نقل .
والصحيح ما قاله شيخ الإسلام : " أنه إذا كان الإنسان متعبا من تهجده فإنه يستريح ، يضطجع على جنبه الأيمن ، وهذا بشرط ألا يخشى أن يغلبه النوم فتفوته الصلاة ، فإن خشي من ذلك فلا يضطجع إطلاقا " .

Webiste