تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كتاب السلام : باب فضل السلام والأمر بإفشائه... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى:، " كتاب السلام باب فض...
العالم
طريقة البحث
كتاب السلام : باب فضل السلام والأمر بإفشائه : قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )). وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) . وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى:، " كتاب السلام باب فضل السلام والأمر بإفشائه، قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } وقال تعالى: { فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة } وقال تعالى: { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } وقال تعالى: { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام قوم منكرون } ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " كتاب السلام " السلام يريد به التحية التي شرعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته، والسلام بمعنى الدعاء بالسلامة من كل آفة، فإذا قلت لشخص: السلام عليك، فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله من كل آفة، يسلمه من المرض، يسلمه من الجنون، يسلمه من شر الناس، يسلمه من المعاصي وأمراض القلوب، يسلمه من النار، فهو لفظ عام معناه الدعاء للمسلّم عليه من السلامة من كل آفة، وكان الصحابة رضي الله عنهم من محبتهم لله عز وجل كانوا يقولون في صلاتهم: " السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على فلان وفلان " فنهاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يقولوا السلام على الله من عباده وقال: "إن الله هو السلام" يعني السالم من كل عيب ونقص جل وعلا فلا حاجة أن تثنوا عليه بالدعاء بأن يسلم نفسه، ثم قال لهم: "قولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماوات والأرض" ولا أدري هل نحن نستحضر هذا إذا قلنا في الصلاة السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لا أدري هل نحن نستحضر أننا نسلم على أنفسنا؟ السلام علينا وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، يعني نسلم على الأنبياء، نسلم على الصحابة، نسلم على التابعين لهم بإحسان، نسلم على أصحاب الأنبياء كالحوارين أصحاب عيسى والذين اختارهم موسى عليه الصلاة والسلام سبعين رجلًا وغير ذلك، هل نحن نستحضر أننا نسلم على جبريل وعلى ميكائيل وعلى إسرافيل وعلى مالك خازن النار وعلى خازن الجنة وعلى جميع الملائكة؟ لا أدري هل نحن نستحضر هذا أو لا؟ إن كنا لا نستحضر فيجب أن نستحضر ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض" والسلام مشروع بين المسلمين مأمور بإفشائه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" يعني أظهروه أعلنوه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن إفشاء السلام بين الناس من أسباب المحبة، ولذلك إذا لاقاك رجل ولم يسلم عليك كرهته، وإذا سلم عليك أحببته وإن لم يكن بينك وبينه معرفة، ولهذا كان من حسن الإسلام أن تفشي السلام على من عرفت أو أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيات من كتاب الله منها أن السلام من سنن الرسل والملائكة أيضًا فهؤلاء الملائكة الذين جاؤوا لإبراهيم عليه السلام { دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامًا قوم منكرون } ذكر علماء النحو أن إجابة إبراهيم أكمل من سلام الملائكة لأن الملائكة قالوا: { سلامًا } بالنصب، وسلامًا مصدر لفعل محذوف تقديره: نسلم سلامًا، فالجملة فعلية وهي لا تدل على الدوام والثبوت، أما رد إبراهيم فقال: { سلام } أي: عليكم سلامٌ فهي جملة اسمية تدل على الثبوت فرده أكمل، ولهذا يعتبر رد إبراهيم عليه الصلاة والسلام من الرد الأكمل الذي قال الله عز وجل: { فحيوا بأحسن منها أو ردوها } فتبين بهذا أن السلام من سنن الرسل السابقين وأنه أيضًا من عمل الملائكة المقربين، ثم ذكر المؤلف أيضًا آيات تدل على ذلك { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } إذا أردت تدخل بيتًا لا تدخل إذا لم يكن بيتك حتى تستأنس وتسلم، ما معنى الإنس يعني حتى لا يكون في قلبك وحشة لأن الإنسان إذا دخل بيت غيره بدون استئذان استوحش، وإذا كان باستئذان فهو مستأنس هذا وفيه قراءة { حتى تستأذنوا } لكن السبعية { حتى تستأنسوا } لأن قوله: { حتى تستأنسوا } يشمل ما إذا استأنس الإنسان بإذن من صاحب البيت أو استأنس الإنسان بإذن سابق، مثلًا قال له ائتني الساعة الرابعة والنصف وتجد الباب مفتوحًا فإذا جئت الساعة الرابعة والنصف ووجدت الباب مفتوحًا فلا حاجة استأذن لأني الآن مستأنس ولا مستوحش مستأنس قد أذن لي بإذن مسبق فقراءة { حتى تستأنسوا } هي الصحيحة يعني هي التي أشمل من القراءة حتى تستأذنوا وهي أيضًا هي السبعية، وقوله: { وتسلموا على أهلها } أيضًا سلم على أهل البيت، السلام عليكم أأدخل؟ وإذا دخلت بيتك فلا حاجة للاستئذان لأنه بيتك، لكن سلم على أهلك إذا دخلت سلم على أهلك وابدأ بالسواك قبل السلام على أهلك، إذا دخلت بيتك ابدأ بالسواك فإذا وصلت أهلك قل: السلام عليكم، هذا هو السنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الآيات.

السائل : يا شيخ بارك الله فيك بالنسبة للعادة التي اعتادوها الناس بقولهم: أهلًا ومرحبًا في رد السلام ...

Webiste