الشيخ : ثم استدل بحديث عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال: " يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها " يعني: ماتت بغتة " ولو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها؟ " قال: نعم فدل ذلك على جواز الصدقة عن الميت، فتنوي إذا أردت أن تتصدق أن هذه عن أمك عن أبيك عن أخيك عن أختك عن أي إنسان مسلم ميت تتصدق عنه فإن ذلك ينفعه، وأما الدعاء للميت ففي حديث أبي هريرة: إذا مات الإنسان انقطع عمله لأن دار العمل هي دار الدنيا، فإذا مات انتهى ما في عمل بعد الموت إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية يعني هو نفسه يضع مثلًا وقف عقار أي شيء يقول للفقرء هذه صدقة جارية أو علم ينتفع به يعني: من بعده يعلم الناس العلم فينتفعون بعلمه أو ولد صالح يدعو له أو ولد صالح يدعو له، لأن الولد اللي غير صالح ما يدعو لأبويه ولا يبر والديه، لكن الولد الصالح هو الذي يدعو لوالديه بعد موتهما، ولهذا يتأكد علينا أن نحرص غاية الحرص على صلاح أولادنا، لأن صلاح أولادنا صلاح لهم وخير لنا يدعون لنا بعد الموت، وأفضل هذه الثلاثة العلم العلم الذي ينتفع به، وأضرب لكم مثلًا بل أمثال كثيرة، أبو هريرة رضي الله عنه من أفقر الصحابة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يسقط أحيانًا على الأرض من شدة الجوع، ومع ذلك أكثر المسلمين الآن لا يقرؤون إلا روايته أكثر ما في الكتب رواية أبي هريرة هو الذي نقل لنا هذه الأحاديث، ائتوا بأكبر غني يتصدق في عهد أبي هريرة هل بقيت صدقاته الآن؟ الجواب: لا، الإمام أحمد، شيخ الإسلام ابن تيمية يدرسنا وهو في قبره، لأنه كتبه بين أيدينا، أكبر تاجر، أكبر خليفة في عهد ابن تيمية رحمه الله هل وصل خيرهم إلينا اليوم؟ أبدًا، إذن العلم أنفع الثلاثة أنفع من الصدقة الجارية كم من صدقة جارية تعطلت وتلفت وراحت، وأنفع من الولد الصالح، الولد الصالح يموت يعني عشرين سنة ثلاثين سنة أربعين سنة ثم يموت، لكن العلم النافع الذي ينتفع به المسلمون هذا يبقى، يبقى إلى ما شاء الله، الآن مثلًا الإمام أحمد كم له ميت؟ شيخ الإسلام ابن تيمية كم له ميت؟ وما زال الناس ينتفعون بعلمه، فاحرص يا أخي على العلم، العلم لا يعدله شيء كما قال الإمام أحمد لمن صحت نيته، فاحرص على العلم الشرعي وعلى مسندات العلم الشرعي ومساعداته كالنحو وما أشبه ذلك مما هو مساعد على العلم الشرعي حتى ينفعك الله وينفع بك، والله الموفق.