الشيخ : أما موضوع درسنا اليوم فهو الصدقة عن الميت والدعاء له، قال المؤلف في رياض الصالحين: " باب الصدقة عن الميت والدعاء له " ثم ساق قول الله تعال:ى والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم الذين جاؤوا من بعدهم أي من بعد الصنفين السابقين وهم المهاجرون والأنصار الذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم، لأن هذه الأمة ثلاثة أقسام مهاجرون وأنصار ومن جاؤوا من بعدهم، وقد جمع الله ذلك في آيتين من القرآن منها قوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه هؤلاء ثلاثة أصناف، وكذلك في سورة الحشر: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ثم قال: والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم ثم قال: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان فإذا رأيت الرجل يترحم على الصحابة ويستغفر لهم ويحبهم فاعلم أنه منهم يعني يحشر معهم، وإذا رأيت الرجل يسب الصحابة ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم فإنهم بريئون منه وهو بريء منهم، وليس له حظ في هذه الأمة لأن الصحابة هم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بلغوا شريعة الله عن رسول الله، والرسول عليه الصلاة والسلام هو الواسطة بيننا وبين ربنا الذي بلغنا كلام ربنا، فإذا طعن أحد بالواسطة التي بيننا وبين رسول الله فهو طعن في الشريعة كلها، الشريعة كلها لا قيمة لها إذا كان الذين نقلوها إلينا فسقة أو فجرة أو ما أشبه ذلك، لا سيما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فإنه لا يسبهما أحد وفي قلبه مثقال حبة ذرة من إيمان أبدًا، لأن أبا بكر وعمر أفضل أتباع الرسل على الإطلاق، ليس في أتباع نوح ولا إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد أفضل من أبي بكر وعمر، فمن طعن فيهما فإنه ليس في قلبه شيء من الإيمان والعياذ بالله، مسلوخ الإيمان نسأل الله العافية، وكذلك من سب الصحابة وقدح فيهم فإنه قدح في دين الله عز وجل، ولهذا قال: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .