تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( لكني أنا أصلي وأنام وأصوم وأف... - ابن عثيمينالشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة منها: محاربة الإسلام للرهبانية، من أين يؤخذ؟ من كون النبي عليه الصلاة والسلام أنكر على هؤلاء التبتل والعبادة الشاقة من...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( لكني أنا أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة منها: محاربة الإسلام للرهبانية، من أين يؤخذ؟ من كون النبي عليه الصلاة والسلام أنكر على هؤلاء التبتل والعبادة الشاقة من صيام أو صلاة.
ومنها: أن العبادة قد تكون مكروهة لا لذاتها ولكن لما يعرض لها من وصف، فالصلاة من أحب الأعمال إلى الله ومع ذلك إذا التزم الإنسان بها على هذا الوجه صارت إما محرمة أو مكروهة على الأقل، أو مكروهة على الأقل، ويتفرع على هذه الفائدة: ما يطنطن به أهل البدع الذين إذا أنكرت عليهم بدعة الميلاد ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا كيف تنكر علينا، أنت ترغب عن الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ترغب في الصلاة عليه؟ ويش نقول؟ أرغب في الصلاة عليه لكني أرغب عن البدعة، هل هذه الصلاة التي ابتدعتموها وهذا الثناء على الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الليلة هل هذا مما شرعه الرسول؟ لا، إذن يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة، فالمهم: أن هذا الحديث يتفرع على فائدته أن كل ما كان مخالفاً للرسول عليه الصلاة والسلام فهو بدعة وإن كان أصله إيش؟ مشروعا وعبادة.
من فوائد هذا الحديث: مبادرة النبي عليه الصلاة والسلام لإبطال الباطل، لأنه من حين ما ذكروا له ذلك قام فخطب ونهى عنه، ويترتب على هذا أن نقتدي به وأن نبادر بإنكار الباطل، لأن الباطل إذا سرى وانتشر صار انتشاله إيش؟ صعبا، لكن في أول أمره يسهل.
من فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي إعلان الإنكار إذا دعت الحاجة إلى ذلك بحيث يخاف أن يكون هذا المنكر منتشرًا، وجهه: أن النبي عليه الصلاة والسلام خطب الناس مع أنه بإمكانه أن يكلم هؤلاء وينهاهم عما أرادوا ولكنه خاف أن ينتشر.
من فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي البداءة في الخطبة ولو كانت عارضة بالحمد والثناء، نعم وهذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يبدأ خطبه بالحمد والثناء، واختلف العلماء رحمهم الله في خطبتي العيد هل تبدآن بالحمد والثناء أو تبدآن بالتكبير، على قولين في هذه المسألة، والأرجح أنهما يبدآن بالحمد والثناء، وإن كان التكبير فيه حمد وثناء، لأنك تقول: الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، لكن ليس هذه صفة الخطب التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقوم بها.
ومن فوائد هذا الحديث: بيان ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام من الدين اليسر لقوله: أصلي وأنام، وأصوم وأفطر.
ومن فوائده من فوائد هذا الحديث: أنه لا ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه في العبادة، وذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بين منهاجه وسيرته في عبادته أن يجمع بين راحة البدن وبين عبادة الله عز وجل، حتى إن الإنسان لو كان يصلي في الليل وأتاه النوم فإنه مأمور بالكف عن الصلاة والرقاد، هكذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام إذا كنت تصلي في الليل وشفت أنك تنعس فكف عن الصلاة وارقد، وبين النبي صلى الله عليه وسلم علة ذلك قال: ربما يذهب ليدعو لنفسه فيسبها وهذا صحيح، ربما تقول تريد تقول : رب اغفر لي تقول: رب أهلكني، ما تدري لماذا؟ لأأنك لأنك نائم، فعلى كل حال هذا أنموذج من أنه ينبغي للإنسان ألا يشق على نفسه في العبادة.
طيب ومن فوائد هذا الحديث: مشروعية الصوم على وجه الإطلاق لقوله: أصوم وأفطر وهذا يشمل الصوم المطلق والصوم المعين المقيد كصوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من الشهر، وأيام البيض، وستة أيام من شوال، ويوم عرفة، عاشوراء وما أشبهها.
ومن فوائد هذا الحديث: مشروعية النكاح، لأنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: وأتزوج النساء كذا؟
فإذا قال قائل: هذا فعل فعل ما تقتضيه الفطرة والطبيعة البشرية فهو كالأكل والشرب فلا يكون مشروعًا في حد ذاته؟
فالجواب عن ذلك أن يقال: بينهما فرق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ساق الحديث هنا على أن هذا هديه وسيرته، ولم يقل: وآكل وأشرب، وأيضاً النكاح يترتب عليه مصالح متعددة، مصلحة من؟ الزوجة والأولاد الذين سيقوم بتربيتهم والإنفاق عليهم وغيره ذلك ، فليس كالأكل والشرب.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من رغب عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فليس منه لقوله: من رغب عن سنتي فليس مني وهذا يدل على أن من رغب عن سنة الرسول فقد أتى كبيرة، لأن من علامة الكبيرة على ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أن يتبرأ الإنسان من فاعلها، ولكن يجب أن نعلم أن ترك السنة ينقسم إلى قسمين: ترك رغبة عنها، فهذا هو الذي يعد من الكبائر، وترك تهاون بها، أي: أنه يتهاون في فعلها دون الرغبة عنها هو يرى أنها مشروعة ويحبها لكن يتكاسل، يعني أنه يدعها كسلًا، الثاني لا يكون فعله كبيرة إلا إذا كان ما فعله كبيرة، أما مجرد أن يترك المسنون فهذا ليس بكبيرة.
لكن لو ترك رفع اليدين مثلاً عند تكبيرة الإحرام زهداً في السنة ورغبة عنها ماذا نقول؟ هذا كبيرة، أما لو تركها تهاونا يعني: كسلاً فهذا ليس بكبيرة ولا يأثم بها، ففرق بين الذي يتركها رغبة عنها، لأن الذي يتركها رغبة عنها يكون قد حمل كراهة لها وبعداً عنها، فيكون ما قام بقلبه هو الذي أثر فيه حتى جعل تركه للسنة إيش؟ كبيرة.
وقد يقول قائل: إن قوله: من رغب عن سنتي أي: عن سنتي الواجب فعلها؟
فيقال: حتى وإن حمل الحديث على هذا الوجه فإن ترك الواجب لا يؤدي إلى الكبيرة إلا على حسب حجم الواجب وأهميته، لكن الرغبة عن السنة أعني: تركها زهدًا فيها لا شك أنه كبيرة، يعني: لو قيل: لماذا لم تفعلها؟ قال: والله ما أريد هذه ما هي بشيء، نعم ويقع في نفسه شيء من الزهد فيها، وعدم الرغبة.
من فوائد هذا الحديث: أن من اشتد تمسكه بالسنة فهو من الرسولعليه الصلاة والسلام فهو من الرسول، لكن منه حسا أو معنى؟
الطالب : معنى.

الشيخ : معنى نعم منه معنى يعني أنه تابع له تمام الاتباع، فكلما تمسكت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كنت أولى الناس به، ويشهد لهذا قوله تعالى: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين .
ومن فوائد هذا الحديث: أن السنة تطلق على الطريقة، فتشمل الواجب والمستحب، طيب ما تقولون فيمن ترك الزواج رغبة عن السنة؟ يكون آثما؟ يكون آثماً نعم وفاعلا لكبيرة، أما من تركه وحشةً منه وهيبة فإن هذا لا يكون قد أتى كبيرة، طيب ومن تركه خوفا من الفقر ؟
الطالب : لا بأس .

الشيخ : لا بأس من تركه خوفاً من الفقر، يقول أنا عندي الآن خمسين ألف أخاف أتزوج آخذ أربعين ألف للمهر وعشرة آلاف للذهب وأبقى فقيراً نقول هذا سوء ظن بالله، لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، فأنت إذا تزوجت فتح الله لك باب رزق يكون رزقاً لزوجتك وليس الزواج سبباً للفقر.

السائل : ...

الشيخ : نعم .

السائل : ...

الشيخ : أظنه لا يصل إلى حد الكبيرة إلا إذا قام في القلب سوء ظن بالله أو عدم ثقة بوعده هذا ربما يكون كبيرة من حيث العقيدة

السائل : ... أخذنا من كان له رزقه قليلاً وقال ما أستطيع ... هذا ...

الشيخ : كيف ؟

السائل : ...

Webiste