تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إذا أراد العبد من ربه حاجة ثم اتجه إلى ربه ي... - ابن عثيمينالسائل : إذا أراد العبد من ربه حاجة ثم اتجه إلى ربه يدعوه ، وقال : يا رب ! لك علي عهد إذا حققت طلبي ألا أفعل كذا أو كذا ، ثم حقق الله لعبده الحاجة ، وند...
العالم
طريقة البحث
إذا أراد العبد من ربه حاجة ثم اتجه إلى ربه يدعوه و قال يا رب لك علي عهد إذا حققت طلبي أن لا أفعل كذا أو كذا ثم حقق الله لعبده حاجته و ندم العبد على ما عاهد الله عليه لأن في ذلك العهد مضايقة له فهل يجوز ترك ذلك العهد مع الله ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : إذا أراد العبد من ربه حاجة ثم اتجه إلى ربه يدعوه ، وقال : يا رب ! لك علي عهد إذا حققت طلبي ألا أفعل كذا أو كذا ، ثم حقق الله لعبده الحاجة ، وندم العبد على ما عاهد الله عليه ، لأن في ذلك العهد مضايقة له ، هل يجوز ترك هذا العهد مع الله ؟.

الشيخ : لا بد أن نعلم ما الذي عاهد الله عليه أن يتركه ، إن كان شيئاً مباحاً ، مثل أن يقول : فعلي عهد الله ألا آكل الطعام الفلاني ، فهنا نقول : كله ، وكفر عن نذرك ، لأن هذا نذر مباح .
وأما إذا كان شيئاً محرماً ، قال : علي عهد الله ألا أغتاب الناس ، فإنه يجب عليه ألا يغتاب ، وتكون الغيبة عليه محرمة من وجهين :
الوجه الأول : أنها في الأصل محرمة بل من كبائر الذنوب ، والثاني : أنه عاهد الله على تركها إذا تحققت له الحاجة الفلانية وقد تحققت .
وليعلم أن النذر في أصله مكروه أو حرام ، بمعنى أنك لا تقل : لله على نذر أبداً ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن النذر ، وقال : "إنه لا يأتي بخير" ، فإذا اجتمع نهي ونفي الخير ، فهذا يدل على كراهته كراهة شديدة ، بل بعض العلماء قال : إنه حرام .
وما أكثر الذين ينذرون ويتأسفون فيما بعد ، وما أكثر الذين ينذرون ثم لا يوفون، والناذر إذا نذر طاعة ولم يوف ، وهذا النذر مقيد بشيء حققه الله له فإنه يخشى عليه من النفاق ، قال الله عز وجل : { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ، فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } .
فأنهى إخواني عن النذر كما نهاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك ، وأقول : إنه لا يأتي بخير ، ولا يرد قضاء ، المقضي سيكون والخير سيكون بدون نذر إذا كان الله أراده .
بعض الناس إذا كان عنده مريض وطال المرض أو كان شديداً أو يئس من برئه ، قال : لله علي نذر إن شفى الله مريضي أن أفعل كذا وكذا ، فيشفى المريض ثم لا يوفي ، أو يوفي بمشقة شديدة ما ألزمه الله بها إلا بالنذر ، فليتق الله امرؤ ولا يخاطر ، وليرفق بنفسه ، وليعلم أن ما أراد الله قضاءه فسيكون سواء نذر أم لم ينذر ، وما لم يرد الله لن يكون ولو نذر .

Webiste