هل لفظة : ( متعمِّدًا ) في حديث : ( مَن كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه من النار ) ضعيفة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : في سلسلة عن بعض الأحاديث منها حديث : مَن كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه من النار ؟
الشيخ : نعم .
السائل : هل هذه اللفظة : متعمِّدًا هذه واردة ؟ والبعض يقول أن مو واردة ؛ يعني اللفظ على العموم ؟
الشيخ : ... .
السائل : وكذلك مرة يا شيخ - أيضًا - البعض يضعِّف حديث أسماء فيقولون : ضعيف ؟
الشيخ : نعم .
السائل : نعم .
الشيخ : أما حديث : مَن كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا بلفظ بزيادة لفظ : متعمِّد فهي رواية صحيحة ، وقد كنت بيَّنت صحتَها ورَدَدْت على مَن أنكرها بجهله العميق ، وهو المعروف بـ " أبو ريَّة " الذي له كتاب في الطعن في أبي هريرة - رضي الله عنه - ، كان زعم هناك أنه المحدثين بيرووا هذا الحديث بزيادة : متعمِّدًا ، وهذه الزيادة غير صحيحة ، والرجل من أجهل الناس في علم الحديث وطرق الحديث ، فرَدَدْت عليه من ناحيتين ؛ الناحية الأولى أنُّو هذه الزيادة ثابتة في كثير من طرق الحديث ، وهذا الحديث من أشهر الأحاديث المتواترة ، وقد جاءت هذه اللفظة في عديد من الطرق ، وللحافظ الإمام الطبراني رسالة خاصَّة محفوظة عندنا في دمشق في المكتبة الظاهرية مخطوطة عنوانها : " طرق حديث : مَن كذبَ عليَّ متعمِّدًا " ، فهذه الزيادة صحيحة رواية .
ثم الروايات الأخرى التي لم تَرِدْ فيها هذه الزيادة هي من حيث المعنى بمعنى هذه الزيادة ، وهذا كله بيَّنته هناك ، وبيان هذا الآن الحديث : مَن كَذَبَ عليَّ فليتبوَّأ مقعدَه من النار ، بلاش كلمة إيه ؟ متعمِّدًا ، تُرى هل يعني الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حينما قال : مَن كذبَ عليَّ فليتبوَّأ غير المتعمِّد ؟ هل يمكن أن يعني الشارع الحكيم مؤاخذة الناسي أو المخطئ بمثل ما يؤاخذ المتعمِّد ؟ هذا لا وجود له في الإسلام ، وفي القرآن : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، فلو أن رجلًا روى حكمةً فنَسِيَ وأخطأ وقال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ هذا الرجل من حيث الواقع كذبَ على الرسول - عليه السلام - ، لكن من ناحية شرعية يُقال له : فليتبوَّأ مقعده من النار ؟ الجواب : لا ، بل هذا لا تمسُّه النار بنَصَب ولا بعذاب ؛ ليه ؟ مرفوع عنه المؤاخذة كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : رُفع القلم - أو وُضع القلم - عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يبلغ ، وعن ، إيش الثالث ؟
السائل : المجنون .
الشيخ : نعم ؟
الحاضرون : المجنون .
سائل آخر : رُفِع عن أمَّتي الخطأ والنسيان .
الشيخ : لا لا ، هداك غير هذا .
السائل : المجنون .
الشيخ : عن المجنون حتى يُفيق ، نعم ؛ فإذًا نلاحظ أن المؤاخذة إنما تكون بوجود القصد من الإنسان ، فإذا لم يتأكَّد لم يصدر منه شيء بالقصد فلا مؤاخذة عليه ؛ ولذلك كان هذا من يُسرِ الشريعة ، ونزل في ذلك الآية المعروفة حين قال الصحابة : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، فنزلت الموافقة من السماء من ربِّ العالمين - سبحانه وتعالى - يقول نعم على لسان جبريل : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ؛ إذًا معنى حديث : مَن كَذَبَ عليَّ فليتبوَّأ أي : قاصدًا متعمِّدًا ليس مخطئًا ؛ لأن المخطئ مهما فَعَل فليس عليه إثم .
لمَّا أحد الصحابة قتل ذلك الكافر حينما صار تحت ضربة سيف المسلم ، وقال : " لا إلا إلا الله " غلبَ على ظنِّه أنُّو قال هذا خوفًا من القتل ، فما بالَ به وقتله ، الرسول - عليه السلام - ما آخذه المؤاخذة المعروفة بحيث أنه يُكلِّفه أنُّو في ديَّة ، وإنما قال معلِّمًا له : هلَّا شَقَقْتَ عن قلبه ! ، علَّمه - عليه السلام - ، لكن لم يؤاخِذْه المؤاخذة التي تقع من مسلم يقتل مسلمًا عامدًا متعمِّدًا كان يقتله ، فإذًا قول هذا القائل أنُّو هذه الزيادة غير ثابتة ؛ هذا أوَّلًا من جهله بطرق الحديث ، وبل من غفلته عن معنى الحديث بدون هذه الزيادة ، فهذه الزيادة معناها موجود في الحديث سواء ثَبَتَتْ أو لم تثبُتْ ؛ مَن كذبَ عليَّ قاصدًا قطعًا ، أما مَن كذب عليَّ خطأ غير قاصد ؛ فلا مؤاخذة عليه أبدًا .
الشيخ : نعم .
السائل : هل هذه اللفظة : متعمِّدًا هذه واردة ؟ والبعض يقول أن مو واردة ؛ يعني اللفظ على العموم ؟
الشيخ : ... .
السائل : وكذلك مرة يا شيخ - أيضًا - البعض يضعِّف حديث أسماء فيقولون : ضعيف ؟
الشيخ : نعم .
السائل : نعم .
الشيخ : أما حديث : مَن كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا بلفظ بزيادة لفظ : متعمِّد فهي رواية صحيحة ، وقد كنت بيَّنت صحتَها ورَدَدْت على مَن أنكرها بجهله العميق ، وهو المعروف بـ " أبو ريَّة " الذي له كتاب في الطعن في أبي هريرة - رضي الله عنه - ، كان زعم هناك أنه المحدثين بيرووا هذا الحديث بزيادة : متعمِّدًا ، وهذه الزيادة غير صحيحة ، والرجل من أجهل الناس في علم الحديث وطرق الحديث ، فرَدَدْت عليه من ناحيتين ؛ الناحية الأولى أنُّو هذه الزيادة ثابتة في كثير من طرق الحديث ، وهذا الحديث من أشهر الأحاديث المتواترة ، وقد جاءت هذه اللفظة في عديد من الطرق ، وللحافظ الإمام الطبراني رسالة خاصَّة محفوظة عندنا في دمشق في المكتبة الظاهرية مخطوطة عنوانها : " طرق حديث : مَن كذبَ عليَّ متعمِّدًا " ، فهذه الزيادة صحيحة رواية .
ثم الروايات الأخرى التي لم تَرِدْ فيها هذه الزيادة هي من حيث المعنى بمعنى هذه الزيادة ، وهذا كله بيَّنته هناك ، وبيان هذا الآن الحديث : مَن كَذَبَ عليَّ فليتبوَّأ مقعدَه من النار ، بلاش كلمة إيه ؟ متعمِّدًا ، تُرى هل يعني الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حينما قال : مَن كذبَ عليَّ فليتبوَّأ غير المتعمِّد ؟ هل يمكن أن يعني الشارع الحكيم مؤاخذة الناسي أو المخطئ بمثل ما يؤاخذ المتعمِّد ؟ هذا لا وجود له في الإسلام ، وفي القرآن : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، فلو أن رجلًا روى حكمةً فنَسِيَ وأخطأ وقال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ هذا الرجل من حيث الواقع كذبَ على الرسول - عليه السلام - ، لكن من ناحية شرعية يُقال له : فليتبوَّأ مقعده من النار ؟ الجواب : لا ، بل هذا لا تمسُّه النار بنَصَب ولا بعذاب ؛ ليه ؟ مرفوع عنه المؤاخذة كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : رُفع القلم - أو وُضع القلم - عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يبلغ ، وعن ، إيش الثالث ؟
السائل : المجنون .
الشيخ : نعم ؟
الحاضرون : المجنون .
سائل آخر : رُفِع عن أمَّتي الخطأ والنسيان .
الشيخ : لا لا ، هداك غير هذا .
السائل : المجنون .
الشيخ : عن المجنون حتى يُفيق ، نعم ؛ فإذًا نلاحظ أن المؤاخذة إنما تكون بوجود القصد من الإنسان ، فإذا لم يتأكَّد لم يصدر منه شيء بالقصد فلا مؤاخذة عليه ؛ ولذلك كان هذا من يُسرِ الشريعة ، ونزل في ذلك الآية المعروفة حين قال الصحابة : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، فنزلت الموافقة من السماء من ربِّ العالمين - سبحانه وتعالى - يقول نعم على لسان جبريل : رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ؛ إذًا معنى حديث : مَن كَذَبَ عليَّ فليتبوَّأ أي : قاصدًا متعمِّدًا ليس مخطئًا ؛ لأن المخطئ مهما فَعَل فليس عليه إثم .
لمَّا أحد الصحابة قتل ذلك الكافر حينما صار تحت ضربة سيف المسلم ، وقال : " لا إلا إلا الله " غلبَ على ظنِّه أنُّو قال هذا خوفًا من القتل ، فما بالَ به وقتله ، الرسول - عليه السلام - ما آخذه المؤاخذة المعروفة بحيث أنه يُكلِّفه أنُّو في ديَّة ، وإنما قال معلِّمًا له : هلَّا شَقَقْتَ عن قلبه ! ، علَّمه - عليه السلام - ، لكن لم يؤاخِذْه المؤاخذة التي تقع من مسلم يقتل مسلمًا عامدًا متعمِّدًا كان يقتله ، فإذًا قول هذا القائل أنُّو هذه الزيادة غير ثابتة ؛ هذا أوَّلًا من جهله بطرق الحديث ، وبل من غفلته عن معنى الحديث بدون هذه الزيادة ، فهذه الزيادة معناها موجود في الحديث سواء ثَبَتَتْ أو لم تثبُتْ ؛ مَن كذبَ عليَّ قاصدًا قطعًا ، أما مَن كذب عليَّ خطأ غير قاصد ؛ فلا مؤاخذة عليه أبدًا .
الفتاوى المشابهة
- اليمين المتعمد عن الخطأ - اللجنة الدائمة
- ما صحة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سرّ... - الالباني
- ما صحة حديث:" من قال في القرآن بغير علم فليت... - ابن عثيمين
- ما رأيكم في تصحيح شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه... - الالباني
- شرح حديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي... - ابن عثيمين
- حكم الكذب غير المتعمد - ابن باز
- ما رأيك في تصحيح شيخ الإسلام لقصة حديث من كذب... - الالباني
- رد الشيخ على أبي غية في إنكاره زيادة"متعمدا" - الالباني
- هل لفظة"متعمدا"من حديث"من كذب علي متعمدا فليتب... - الالباني
- لفظة : ( متعمِّدا ) من حديث : " من كذب عليَّ م... - الالباني
- هل لفظة : ( متعمِّدًا ) في حديث : ( مَن كَذَبَ... - الالباني