تفسير قوله تعالى: (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)]
قال تعالى: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَاّمٍ لِلْعَبِيدِ [ق:٢٩] :- يعني لا أحد يستطيع أن يبدل قولي؛ لأن الحكم لله عز وجل وحده، فإذا كان الله تعالى قد وعد أو أوعد فهو صادق في وعده سبحانه وتعالى، وأما الإيعاد فقد يغفر ما شاء من الذنوب إلا الشرك.
وَمَا أَنَا بِظَلَاّمٍ لِلْعَبِيدِ يعني: لستُ أظلم أحداً، وكلمة (ظلَاّم) لا تظن أنها صيغة مبالغة وأن المعنى أني لست كثير الظلم، بل هي من باب النسبة أي: لست بذي ظلم، والدليل على أنه يتعين أن يكون هذا المعنى قوله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:٤٠] .
ويقول عز وجل: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً [طه:١١٢] .
ويقول عز وجل: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:٤٩] .
والآيات كثيرة في أن الله لا يظلم، بل إننا إذا تأملنا وجدنا أن فضل الله وإحسانه أكثر من عدله وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:٤٠] ، جزاء حسنة عشرة أمثالها، لو أردنا نأخذ بالعدل لكانت سيئة بالسيئة والحسنة بالحسنة، لكن فضل الله زائد على عدله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى يجزي بالفضل والإحسان لمن كان محسناً، وبالعدل بدون زيادة لمن كان مسيئاً مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَاّمٍ لِلْعَبِيدِ .
ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذه السورة.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا، وأن يجعل علمنا دالاً لنا على مرضاته، إنه على كل شيء قدير.
قال تعالى: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَاّمٍ لِلْعَبِيدِ [ق:٢٩] :- يعني لا أحد يستطيع أن يبدل قولي؛ لأن الحكم لله عز وجل وحده، فإذا كان الله تعالى قد وعد أو أوعد فهو صادق في وعده سبحانه وتعالى، وأما الإيعاد فقد يغفر ما شاء من الذنوب إلا الشرك.
وَمَا أَنَا بِظَلَاّمٍ لِلْعَبِيدِ يعني: لستُ أظلم أحداً، وكلمة (ظلَاّم) لا تظن أنها صيغة مبالغة وأن المعنى أني لست كثير الظلم، بل هي من باب النسبة أي: لست بذي ظلم، والدليل على أنه يتعين أن يكون هذا المعنى قوله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:٤٠] .
ويقول عز وجل: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً [طه:١١٢] .
ويقول عز وجل: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:٤٩] .
والآيات كثيرة في أن الله لا يظلم، بل إننا إذا تأملنا وجدنا أن فضل الله وإحسانه أكثر من عدله وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:٤٠] ، جزاء حسنة عشرة أمثالها، لو أردنا نأخذ بالعدل لكانت سيئة بالسيئة والحسنة بالحسنة، لكن فضل الله زائد على عدله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى يجزي بالفضل والإحسان لمن كان محسناً، وبالعدل بدون زيادة لمن كان مسيئاً مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَاّمٍ لِلْعَبِيدِ .
ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذه السورة.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا، وأن يجعل علمنا دالاً لنا على مرضاته، إنه على كل شيء قدير.
الفتاوى المشابهة
- تفسير سورة (ق) الآيات (23- 29) وآيات اخرى مخ... - ابن عثيمين
- كيف يجمع بين قوله تعالى : " ما يبدل القول لد... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( فبدل الذين ظلموا قولاً غير ال... - ابن عثيمين
- الجمع بين قوله تعالى: (ما يبدل القول لدي) وب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( فبدل الذين ظلموا قولاً... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( من عمل صالحا... - ابن عثيمين
- حكم الصلاة في الظلام - ابن باز
- حكم الصلاة في الظلام - ابن باز
- فوائد قوله تعالى : (( من عمل صالحا فلنفسه وم... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وما ربك... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ما يبدل القول لدي وما أنا... - ابن عثيمين