كيف نوفق بين قوله تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) وقوله : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) وهل ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما القراءة "وعلى الذين لا يطيقونه فدية " ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : كيف نوفّق بين قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ والأية الأخرى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ يقول: وهل الرواية التي عن ابن عباس رضي الله عنه في قراءة: وعلى الذين لا يُطيقونه فدية طعام مسكين واردة؟
الشيخ : نعم، نوفق بين الأيتين اللتين أشار إليهما السائل، وهي قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وبين قوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ بأن الأية الأولى منسوخة بالأية الثانية كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن سلمة بن الأكوع أن الصيام أول ما فرِض كان الإنسان مخيّرا بين أن يصوم ويفدي، ثم أنزل الله تعالى الصيام عيْناً، وبقي الفداء لمن لا يستطيع الصيام على وجه مستمر فإن العاجز عن الصيام عجزا مستمرا كالكبير والمريض الذي لا يُرجى برؤه يكون عليه بدلا عن الصوم فدية طعام مسكين.
وأما ما أشار إليه السائل من قراءة ابن عباس رضي الله عنهما: وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مسكين فهذه لا أعلمها عن ابن عباس ولكنه قول لبعض المتأخرين وتفسير الأية به تفسير ضعيف جدا لأنه يقتضي تفسير الشيء المثبت بشيء منفي وهذا ضد التفسير تماما وإنما جاء عن ابن عباس في الأية الكريمة: وعلى الذين يُطَوَّقُونه فدية طعام مسكين أي يبلغ طاقتهم فيشق عليهم ولكن الصحيح في الأية ما أشرنا إليه أولاً لصحة الحديث به وهو أنه كان الصوم حين فرض أولا يخيّر فيه الإنسان بين أن يفدي وأن يصوم ويدل لذلك قوله تعالى: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ وهذا دليل على أن الأية نزلت فيمن يستطيع الصوم فيُخيّر بين أن يصوم ويفدي ثم تعيّن الصيام بعد ذلك.
خلاصة لما سبق يكون في الأية الكريمة ثلاثة أوجه، الوجه الأول: أنها فيمن يطيقون الصوم فلهم أن يصوموا وأن يفدوا ولكن الصوم خير لهم وهذا القول وهذا الوجه هو الصواب لدلالة الحديث الصحيح عليه.
والوجه الثاني: أن معنى الأية: وعلى الذين يطوَّقونه أي يبلغوا طاقتهم ويشق عليهم وهذا الوجه مروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والوجه الثالث: أن معنى الأية: وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مسكين وهذا الوجه قاله بعض المتأخرين وهو وجه ضعيف لا يتناسب وتفسير القرأن والوجه الأول هو الصحيح لثبوت الحديث به. نعم.
السائل : المستمع سلطان عبد الله المواش من الرياض يسأل يا شيخ محمد.
الشيخ : نعم، نوفق بين الأيتين اللتين أشار إليهما السائل، وهي قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وبين قوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ بأن الأية الأولى منسوخة بالأية الثانية كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن سلمة بن الأكوع أن الصيام أول ما فرِض كان الإنسان مخيّرا بين أن يصوم ويفدي، ثم أنزل الله تعالى الصيام عيْناً، وبقي الفداء لمن لا يستطيع الصيام على وجه مستمر فإن العاجز عن الصيام عجزا مستمرا كالكبير والمريض الذي لا يُرجى برؤه يكون عليه بدلا عن الصوم فدية طعام مسكين.
وأما ما أشار إليه السائل من قراءة ابن عباس رضي الله عنهما: وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مسكين فهذه لا أعلمها عن ابن عباس ولكنه قول لبعض المتأخرين وتفسير الأية به تفسير ضعيف جدا لأنه يقتضي تفسير الشيء المثبت بشيء منفي وهذا ضد التفسير تماما وإنما جاء عن ابن عباس في الأية الكريمة: وعلى الذين يُطَوَّقُونه فدية طعام مسكين أي يبلغ طاقتهم فيشق عليهم ولكن الصحيح في الأية ما أشرنا إليه أولاً لصحة الحديث به وهو أنه كان الصوم حين فرض أولا يخيّر فيه الإنسان بين أن يفدي وأن يصوم ويدل لذلك قوله تعالى: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ وهذا دليل على أن الأية نزلت فيمن يستطيع الصوم فيُخيّر بين أن يصوم ويفدي ثم تعيّن الصيام بعد ذلك.
خلاصة لما سبق يكون في الأية الكريمة ثلاثة أوجه، الوجه الأول: أنها فيمن يطيقون الصوم فلهم أن يصوموا وأن يفدوا ولكن الصوم خير لهم وهذا القول وهذا الوجه هو الصواب لدلالة الحديث الصحيح عليه.
والوجه الثاني: أن معنى الأية: وعلى الذين يطوَّقونه أي يبلغوا طاقتهم ويشق عليهم وهذا الوجه مروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والوجه الثالث: أن معنى الأية: وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مسكين وهذا الوجه قاله بعض المتأخرين وهو وجه ضعيف لا يتناسب وتفسير القرأن والوجه الأول هو الصحيح لثبوت الحديث به. نعم.
السائل : المستمع سلطان عبد الله المواش من الرياض يسأل يا شيخ محمد.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية) - ابن عثيمين
- رخصة الفطر في رمضان لراعي الغنم - اللجنة الدائمة
- هل على الشيخ والشيخة والمريض الذي لا يرجى برئه... - الالباني
- المناقشة حول فدية ارتكاب المحظور. - ابن عثيمين
- الكلام على الفدية وبيان أقسامها . - ابن عثيمين
- إمرأة فقدت عقلها ولا تستطيع الصوم هل تدخل ضمن... - الالباني
- الحامل المرضع إذا أفطرت في رمضان يقول بعض أهل... - الالباني
- معنى يطيقونه. - الفوزان
- هل يجوز إعطاء المال بدل الطعام في الفدية( فد... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى ( و على الذين يطيقونه فدي... - ابن عثيمين
- كيف نوفق بين قوله تعالى : ( وعلى الذين يطيقو... - ابن عثيمين