الكلام على مواطن استعمال الشدة في إنكار الشرك من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : استعمل الشدة هاهنا لأن الأمر شرك ولأن الشرك يقوم في بيت رجل من كبار الموحدين الذين آمنوا بالله ورسوله وما آمن برسوله إلا فرارا من الشرك بالله عز وجل لذلك أخذته الغيرة الإسلامية وقطع ذلك الخيط وهو تميمة انتقاما لحرمة الله عز وجل وهذا له أشباه من سنته عليه الصلاة والسلام فطلما كررت على مسامعكم قصة ذلك الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم حينما سمع خطبته ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال له عليه الصلاة والسلام أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده فشدد النكير عليه وقال له بصيغة الإستفهام الإستنكاري أجعلتني لله ندا بقولك ما شاء الله وشئت هذا التعبير العربي يعني أن مشيئة النبي مع مشيئة الله والله يقول وما تشاؤون إلا أن يشاء الله فمشيئة الله عز وجل هي قبل كل شيء قبل مشيئة الملائكة والأنبياء والرسل والصالحين والناس جميعا وكل من كان له مشيئة فإنما يستمدها من مشيئة الله عز وجل ولو شاء الله لنزعها من كل مشيء خلقه مشيئا لذلك بادر الرسول عليه السلام بالإنكار عليه بعض الناس اليوم يقولون إذا أخطأ الرجل لازم تأخذه جانبا وتحكي معه بلطف وتبين له أن هذا خطأ وما تفضحه على ملأ من الناس نقول هذا كلام سليم في الجملة لكن ليس سليما في التفصيل وبالتفصيل دائما وأبدا والدليل هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم هو سيد اللطف ورب اللطف ولا لطيف بعده أبدا في الدنيا مثله ومع ذلك فقد كان يستعمل الشدة في بعض الأحيان يضعها مواضعها لذلك تقول الشيدة عائشة في وصفه إنه عليه السلام معنى حديثها كان هينا كان لينا كان لا يغضب ولا يثور ما لم تنتهك حرمات الله فإذا انتهكت حرمات الله لم يقف أمامه شيء هكذا يجب على المسلم أن يكون وعلى كل حال وكما قلنا آنفا نحن نحاول الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بقدر الإمكان ولعلنا نحضى من بحره عليه الصلاة والسلام من بحر حسن أسلوبه ودعوته لطفا وشدة بغرفة بسيطة بفضل الله عز وجل لهذا لا يجوز أن نوهم الناس و نفهمهم خلاف ما تعطينا سيرة الرسول عليه السلام من أنه في بعض الأحيان يجب إستعمال الشدة يجب في بعض الأحيان تصحيح الخطأ علنا ليس سرا وهذا مع الأسف مما لا نستطيع أن نقوم به اليوم كلنا أو جلنا على الأقل إلا ما ندر جدا، إعلان أن فلانا أخطأ لأنه أخطأ علنا، الخطأ الذي يقع سرا نصلحه سرا الخطأ الذي يقع علنا على رؤوس الأشهاد يجب أن نصلحه وننبه عليه أيضا على رؤوس الأشهاد وإلا إذا أخطأ رجل من الناس وأخذته جانبا وسررته وأفهمته خطأه الذين سمعوا منه لم يفهموا شيئا ولم يعرفوا الحقيقة ولا يمكن كل واحد يأتي نلقنه تلقين نفس هذا البيان السابق فنحن نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يعود بهم إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إعتقادا وخلقا وعملا وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
الفتاوى المشابهة
- التنبيه على خطأ يقع فيه بعض الناس، وهو قول: (... - الالباني
- الرد على استدلال من احتج بالقدر على المعاصي... - ابن عثيمين
- باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله علي... - ابن عثيمين
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف : باب قول ما شاء الله وشئت عن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وله أيضاً عن ابن عباس - رضي... - ابن عثيمين
- من الشرك دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم - ابن عثيمين
- بيان حكم الخطأ والنسيان في النواهي الشرعية .... - ابن عثيمين
- سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم - اللجنة الدائمة
- الجمع بين اللين والشدة في النصيحة ، أو استعمال... - الالباني
- الكلام على مواطن استعمال الشدة في إنكار الشرك... - الالباني