بيان الشيخ أن إنكار العلو لله تعالى هي طبيعة الملاحدة قديما و حديثا وذكره لبعض الأدلة على علوه سبحانه وتعالى .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ونجد أن إنكار الفوقية هي طبيعة الملاحدة قديما وحديثا فاسمعوا مثلا إلى قول فرعون حين قال لوزيره هامان ابنِ لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا يُكذِّب موسى عليه الصلاة والسلام ويريد أن يُكذِّبه ببرهان مادي يُخيِّل به على أتباعه الذين ألّهوه من دون الله تعالى بأن يبني قصرا شامخا رفيعا ممتدا هكذا في السماء، إيه ماذا يعني بهذا البناء الشاهق الرفيع؟ قال لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى الذي يقول، ماذا يقول موسى؟ يقول الله فوق وأني لأظنه كاذبا ، سأبني هذا البنيان الشامخ الرفيع ثم لا أجد الإله الذي يدعوكم موسى إلى عبادته من دوني فرعون يقول هكذا.
إذًا هذه الأية فيها إثبات حقيقة وهي التوحيد ووجود الله عز وجل وإثبات من كان يُنكر هذه الحقيقة، هذه الأية فيها إثبات أن الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم موسى عليه الصلاة والسلام كان يثبت لله صفة الفوقية وصفة العلوّ والإستعلاء على عرشه وأنه دعا موسى فرعون وجُنْده إلى أن يؤمنوا بهذا الإله الموصوف بصفة الفوقية فكذّبه موسى بقوله وإني لأظنه كاذبا وفي الأية إثبات أن الذي يُنكر هذه الصفة، صفة الفوقية فإنما هو ملحد كفرعون تماما، هذه الأية من جملة تلك الأيات التي تثبت هذه الصفة، ويجب أن نتنبه لهذه الأية إذا تلوناها فنفهم أن فيها إثبات لهذه الصفة وردّ على فرعون الذي أنكرها في ردّه على موسى وقومه إني لأظنه كاذبا .
كذلك هناك أية إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فإذًا لله صفة العلوّ ولذلك يرفع العمل الصالح إليه.
كذلك وهذا من عجائب الأمور قال تعالى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فالملائكة تعرج هل معنى العروج النزول أم الصعود؟ الصعود، تعرج إلى من؟ إلى الله تبارك وتعالى، تُقدّم إليه ما سجّلته من أعمال الإنسان في الأرض، والأدهى من هذا كله أن المسلمين جميعا يؤمنون بأن الله عَرَجَ بنبيه إلى السموات العلى، إلى من عرج؟
هؤلاء الذين ضيّعوا أنفسهم، ضيّعوا ربهم فضيّعوا أنفسهم يُثبتون حقائق وينكرون حقائق، يثبتون هذه الحقيقة ويحتفلون بها كل سنة أن الله عَرَجَ بنبيه إليه وإلا إذا كان الله ليس له صفة العلوّ فإلى من عرج الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان كما يتوهمون الله موجود في كل مكان فإذًا الرسول هذا العروج لم يكن عروجه إلى الله لأن الله معنا في كل مكان، وسيأتي البحث على كل حال في قوله تعالى وهو معكم أينما كنتم .
إذًا فهذه الحقائق حينما يدخل التأويل تتعطل هذه الحقائق من أذهان الناس وتتبخّر ويصير أمرهم أنهم يُنكرون ما أثبت الله عز وجل في كتابه وما شرحه نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه.
فلنذكر مثلا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وهذا حديث أيضا يلهج به الناس ويروونه بمناسبات كثيرة كما يذكرون الإسراء و المعراج ثم لا يتنبّهون أبدا بأن فيه إثبات صفة الفوقية لله عز وجل، من منا لا يعرف قول الناس اليوم ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ارحموا من في الأرض هنا إذًا فيه أمران متَقابَلان أو شيء مقابل شيء، فشيء في الأرض وشيء في السماء ارحموا من في الأرض من هم من في الأرض؟ ممّا خلق الله عز وجل يرحمكم من في السماء من هو الذي في السماء؟ الله تبارك وتعالى.
فيُنكرون أيضا هذا الذي يلهجون به صباح مساء ليلا نهارا، الله في السماء وليس هذا مما اقتصر به الحديث ففي القرأن الكريم في سورة تبارك التي يسنّ قراءتها قبل النوم أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير إذًا الله في السماء فكيف يُقال الله في كل مكان؟
إذًا هذه الأية فيها إثبات حقيقة وهي التوحيد ووجود الله عز وجل وإثبات من كان يُنكر هذه الحقيقة، هذه الأية فيها إثبات أن الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم موسى عليه الصلاة والسلام كان يثبت لله صفة الفوقية وصفة العلوّ والإستعلاء على عرشه وأنه دعا موسى فرعون وجُنْده إلى أن يؤمنوا بهذا الإله الموصوف بصفة الفوقية فكذّبه موسى بقوله وإني لأظنه كاذبا وفي الأية إثبات أن الذي يُنكر هذه الصفة، صفة الفوقية فإنما هو ملحد كفرعون تماما، هذه الأية من جملة تلك الأيات التي تثبت هذه الصفة، ويجب أن نتنبه لهذه الأية إذا تلوناها فنفهم أن فيها إثبات لهذه الصفة وردّ على فرعون الذي أنكرها في ردّه على موسى وقومه إني لأظنه كاذبا .
كذلك هناك أية إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فإذًا لله صفة العلوّ ولذلك يرفع العمل الصالح إليه.
كذلك وهذا من عجائب الأمور قال تعالى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فالملائكة تعرج هل معنى العروج النزول أم الصعود؟ الصعود، تعرج إلى من؟ إلى الله تبارك وتعالى، تُقدّم إليه ما سجّلته من أعمال الإنسان في الأرض، والأدهى من هذا كله أن المسلمين جميعا يؤمنون بأن الله عَرَجَ بنبيه إلى السموات العلى، إلى من عرج؟
هؤلاء الذين ضيّعوا أنفسهم، ضيّعوا ربهم فضيّعوا أنفسهم يُثبتون حقائق وينكرون حقائق، يثبتون هذه الحقيقة ويحتفلون بها كل سنة أن الله عَرَجَ بنبيه إليه وإلا إذا كان الله ليس له صفة العلوّ فإلى من عرج الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان كما يتوهمون الله موجود في كل مكان فإذًا الرسول هذا العروج لم يكن عروجه إلى الله لأن الله معنا في كل مكان، وسيأتي البحث على كل حال في قوله تعالى وهو معكم أينما كنتم .
إذًا فهذه الحقائق حينما يدخل التأويل تتعطل هذه الحقائق من أذهان الناس وتتبخّر ويصير أمرهم أنهم يُنكرون ما أثبت الله عز وجل في كتابه وما شرحه نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه.
فلنذكر مثلا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وهذا حديث أيضا يلهج به الناس ويروونه بمناسبات كثيرة كما يذكرون الإسراء و المعراج ثم لا يتنبّهون أبدا بأن فيه إثبات صفة الفوقية لله عز وجل، من منا لا يعرف قول الناس اليوم ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ارحموا من في الأرض هنا إذًا فيه أمران متَقابَلان أو شيء مقابل شيء، فشيء في الأرض وشيء في السماء ارحموا من في الأرض من هم من في الأرض؟ ممّا خلق الله عز وجل يرحمكم من في السماء من هو الذي في السماء؟ الله تبارك وتعالى.
فيُنكرون أيضا هذا الذي يلهجون به صباح مساء ليلا نهارا، الله في السماء وليس هذا مما اقتصر به الحديث ففي القرأن الكريم في سورة تبارك التي يسنّ قراءتها قبل النوم أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير إذًا الله في السماء فكيف يُقال الله في كل مكان؟
الفتاوى المشابهة
- إثبات علو الباري وحكم من قال إنه في كل مكان - ابن باز
- علوه سبحانه وتعالى - ابن باز
- قال المؤلف : "خامساً: هذه المعية لا تناقض ما... - ابن عثيمين
- بيان اثبات العلو لله و الكلام على - الالباني
- صفة العلوِّ لله - سبحانه وتعالى - . - الالباني
- الكلام على صفة علو الله تعالى على جميع خلقه... - ابن عثيمين
- ما المراد بصفة العلو لله؟ - ابن عثيمين
- الكلام على أقسام الناس في صفة علو لله تعالى . - ابن عثيمين
- إثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى - الفوزان
- بيان أن إنكار العلوِّ لله - تبارك وتعالى - هي... - الالباني
- بيان الشيخ أن إنكار العلو لله تعالى هي طبيعة ا... - الالباني