الشيخ : ماعندي في ظله ، يظلهم الله بس ، عندك في ظله
القارئ : نعم يا شيخ
الشيخ : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" ، سبعة هذه لا تدل على الحصر ، لأنه قد وردت أحاديث صحيحة ، في أناس يظلهم الله في ظله وليسوا من هؤلاء السبعة ، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أحياناً ، يذكر أشياء محصورة في سياق واحد ، ولكنها لا تدل على أن ما سواها ، لا يدخل هذا الحكم ، ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم ، هل لا يوجد إلا هؤلاء الثلاثة ؟ لا ، فمثلاً لما حدث بهذا قال أبو ذر من هم يا رسول الله خابوا وخسروا ؟ قال : "المسبل والمنان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" هذا حديث ، حديث آخر : "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذب أليم ،أشيمط زان ، وعائل مستكبر ، ورجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه" هذا ثلاثة ، والأول قال ثلاثة ، فدل ذلك على أن مثل هذا التعبير لا يدل على الحصر ، وهو كذلك ، طيب هؤلاء السبعة ، ذكروا على وجه التمام ، في سياق آخر ، غير ما ذكره المؤلف ، إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، هؤلاء السبعة يظلهم الله في ظله ، والشاهد من هذا الحديث ما ذكره المؤلف في هذا السياق ، ما ذكره البخاري في هذا السياق ، وهو قوله : "رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" واعلم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ظله ، هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه ، يعني في ظل يخلقه الله ، لا يبنيه الآدميون بالسقوف ، والعروش وما أشبه ذلك ، الدنيا يبني الناس فيها ما يظلهم ، لكن في الآخرة ما في ظل إلا ظل الله عز وجل ، الذي خلقه فهو ظل مخلوق ، وليس ظل الخالق عز وجل ، وقد توهم بعض الناس من باب التمسك بظاهر السنة ، فيما يضيفه الله إلى نفسه ، وادعى أننا إذا قلنا إنه ظل مخلوق ، أن ذلك تحريف للكلم عن مواضعه ، ولكن هذا من جهله ، وذلك لأن الظل يكون تحت المظلل عنه ، الظلال دون الشيء ، لا بد أن يكون تحته ، وإلا لم يكن ظلاً وهل يمكن أن يكون هناك شيء ذو نور فوق الله عز وجل ، يكون الله تعالى مظللاً عنه أو لا يمكن
القارئ : لا يمكن
الشيخ : لا يمكن قطعاً ، لو أن أحدا قال هذا لهوى إلى الهاوية ، لصار كالذي ينكر علو الله ، الله عز وجل لا يمكن أن يكون شيء فوقه ومعلوم أن الناس بالحشر على الأرض ، فلو قدر أن هذا ظل الله نفسه ، لزم أن يكون هناك شيء فوقه ، يكون الله تعالى ظلالاً دونه ، ودون الخلائق ، وهذا بلا شك معنى منكر ، فالحديث لا يدل على هذا أصلاً ، حتى يقال إنه محرف عن موضعه ، نقول في ظله أضافه الله إلى نفسه ، لأنه في ذلك الوقت لا يستطيع أحد أن يأتي بظلال ، في الدنيا نستطيع أن نبني أبنية نستظل بها ، مع ما خلق الله تعالى من الظلال من الكهوف وغيرها ، لكن في الآخرة ما في إلا الظل ، ظل الله ، الذي خلقه ، إما ظل العرش ، أو غيره مما يظلل ، ولهذا جاء في الحديث : "كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة" ، الصدقات تأتي يوم القيامة تظلل ، تظلل صاحبها ، وحكى لنا بعض الناس من كبار السن ، أن رجلاً كان قد منع أهله من أن يتصدقوا من ماله بشيء ، وقال لا تتصدقوا بشيء وأنتم مني في حرج ، ولكن كانت العائلة في البيت عائلة كريمة ، إذا جاء المحتاج أعطوه ، إذا جاء المحتاج أعطوه، فجاءهم فقير محتاج إلى لباس ، فأعطوه كسوة ، ثم جاءهم فقير آخر محتاج إلى طعام ، فأعطوه ثلاث رطب فقط ، صاحب البيت رأى في المنام أن القيامة قامت ، وأن الناس في كرب وشموس ، فرأى على رأسه كساء يظلله ، إلا أن فيه ثلاثة خروق ، فجاءت الثلاثة تمرات فسدت هذه الخروق ، فجاء إلى أهله مذعورا ، قال رأيت كذا وكذا وكذا ، وش إلي حاصل ؟ قالوا ما حصل شيء ، قال لا لا بد تخبروني ، فأخبروه بأن هذا هو الحاصل ، تصدقوا بكساء ثم تصدقوا بتمرات ، فقال لهم أنت في حل تصدقوا بما شئتم ، الله أكبر ، صار فاتح الخير له ، نعم ، فالحاصل إن الرسول أخبر أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ، فالظل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في ظله ، هذا ظل يخلقه الله عز وجل ، إن صح الحديث بلفظ ، يظلهم الله في ظل عرشه فقد بين هذا المبهم ، وإن لم يصح ، فنقول هذا ظل يخلقه الله والله أعلم به ، نعم
القارئ : يا شيخ هنا يقول في سنن سعيد بن المنصور في ظل العرش
الشيخ : في ظل عرشه ، طيب إذا صحت الحمد لله .