تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح : وقرأ : (( وداود وسليمان إذ يحكمان... - ابن عثيمينالشيخ : على كل حال القصة هذه فهمناها داود حكم بأن الغنم لأهل الحرث ولا شك أن قيمة الغنم تقارب الحرث الذي أكل لكن رأى سليمان رأيا آخر وهو أحسن لئلا يحرم ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح : وقرأ : (( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما )) . فحمد سليمان ولم يلم داود ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : على كل حال القصة هذه فهمناها داود حكم بأن الغنم لأهل الحرث ولا شك أن قيمة الغنم تقارب الحرث الذي أكل لكن رأى سليمان رأيا آخر وهو أحسن لئلا يحرم أهل الغنم غنمهم وهو أن يقوموا على الحرث حتى يعود كما كان وأصحاب الحرث يأخذون هذه الغنم فينتفعون بها عوضا عما فاتهم من حرثهم فيجمع بين المصلحتين وعلى كل من الحكمين أو إلى كل من الحكمين ذهب بعض أهل العلم فمن العلماء من قال يضمن الزرع بما نقصت فإذا كانت قيمة الغنم بمقدار ما نقص من الزرع أخذها أصحاب الحرث وإن كانت أكثر وأقل فبحسب ومنهم من رأى أن يكون الحكم كما قال سليمان المهم الآية لم تتعرض للواقعة إنما تعرضت للحكم قال ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وهذا يسميه علماء البلاغة الاحتراز لأنه إذا قال ففهمناها سليمان فقد يقع في النفس نقص داود فقال : وكلا آتينا حكما وعلما أي قدرة على الحكم وعلما يهتدون به إلى الحكم وفي الآية دليل على أن الفهم غير العلم وهو كذلك فإن من الناس من يعطيه الله علما ولكن ينقصه الفهم ومنهم من يكون بالعكس قال فحمد سليمان ولم يلم داود حمد سليمان لقوله ففهمناها سليمان ولم يلم داود بل مدحه في قوله وكلا آتينا حكما وعلما فدل هذا على أن الإنسان إذا اجتهد وأخطأ فإنه لا يلام ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا صحيح يعني لولا أن الله ذكر قصة داود وسليمان وأن الفهم كان لسليمان وداود لم يلم لهلك القضاة لأنهم يجتهدون كثيرا فيخطؤون فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده رحمه الله.

Webiste