تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة تفسير الآية : (( .... ومن يكفر بآيات ال... - ابن عثيمين ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب  الجملة هنا شرطية وفعل الشرط  يكفر  وفي  إن الله  جواب الشرط وقرن بالفاء لأن الجواب جملة اسمية والمعروف أن الج...
العالم
طريقة البحث
تتمة تفسير الآية : (( .... ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب الجملة هنا شرطية وفعل الشرط يكفر وفي إن الله جواب الشرط وقرن بالفاء لأن الجواب جملة اسمية والمعروف أن الجواب إذا كان جملة اسمية فإنه يجب اقترانه بالفاء وقد لا يقترن لكنه نادر، قد لا يقترن لكنه نادر . يقول الله عز وجل: من يكفر بآيات الله والكفر بآيات الله يدون على أمرين: على الجحد والتكذيب، وعلى الاستكبار والعناد، الجهل والتكذيب فيقول: لا، فيقول للرسول مثلا لم ي الله ويكذب بالآيات ويجحدها، أو استكبار وعناد يعلم الحق ويقر به لكن يستكبر عنه ويعاند مثال الاستكبار والعناد: كفر إبليس، فإن إبليس يعلم أن ما حصل حق لكنه أبى واستكبر وكان من الكافرين، ومثال التكذيب أن يكذب بأن هذا رسول الله كما فعل المشركون مع النبي عليه الصلاة والسلام وكما فعل أعداء الرسل من قبل، والحقيقة أن كلا منهما ملازم للآخر فإن المكذب مستكبر والمستكبر وإن لم يكذب بلسانه فهو مكذب بعمله لأنه لم ينقد لأمر الله . من يكفر بآيات الله الآيات نوعان: كونية وشرعية، فالكفر بالآيات الكونية أن ينكر أن الله عزوجل هو الذي خلقه، أو أن يعتقد بأن لله تعالى شريكا فيها، أو أن يعتقد بأن لله معينا فيها كل هذا كفر بالآيات الكونية، نفي أن يكون الله خلقها، اعتقاد أن لله شريكا، اعتقاد أن لله معينا كل هذا من الكفر بآيات الله، وقد قال الله تعالى: قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير نفى ثلاثة أشياء: لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض على سبيل الاستقلال، وما لهم فيهما من شرك على سبيل المشاركة، وما له منهم من ظهير معين، ثم قال في الرابع: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له لكمال سلطانه لا أحد يشفع إلا من أذن له، فالحاصل أن الكفر في الآيات الكونية يتضمن ثلاثة أمور: نفي كون الله خلقه، اعتقاد أن له شريكا فيه، ثالث: اعتقاد أن الله له معينا في ذلك، أما الكفر في الآيات الشرعية فقد عرفتموه يدور على أمرين وهما أيش؟ الجحد والتكذيب ، والاستكبار والعناد . ثم قال: فإن الله سريع الحساب وهذه جملة خبرية يقصد بها التهديد أي سيحاسبه وهو سريع الحساب عزوجل، والسرعة في الزمن والتقدير أما في الزمن فإن الدنيا مهما طالت سريعة في الزوال أليس كذلك؟ ونحن إذا قسنا ما مر علينا بما يستقبل وجدنا أن كل الذي مر علينا وإن طالت السنين كأنه لا شيء، كأنه لا شيء، كم مر على الإنسان من سنة ومع ذلك كأنه خلق الآن سرعة عظيمة، كذلك أيضا سريع الحساب يوم القيمة، فإن الله تعالى يفرغ من الخلائق كلهم في مقدار نصف يوم ودليل ذلك قوله تعالى: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا والقيلولة تكون في نصف النهار هذا سرعة الحساب ولكن قد يشكل على الإنسان كيف يحاسب الله الخلائق يوم القيمة وهو واحد وهم لا يحصيهم إلا الله ؟ والجواب على هذا الإشكال من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله أبو رزين العقيل قال: يا رسول الله كيف يحاسبنا الله في يوم وهو واحد ونحن جميع؟ الجماعة كثير فقال: ألا أخبرك أو قال ألا أنبئك على شيء من آلاء الله؟ يعني تستدل به على إمكان ذلك قال: بلى، قال: هذا القمر قمر واحد والذي يشاهده كل من على وجه الأرض، كل من على وجه الأرض إذا لم يكن هناك حائل فإنه يشاهد مع أن القمر من أصغر مخلوقات الله، آية من آيات الله من أصغر آياته ومع ذلك يحيط بالعالم على مقابل له على سطح الأرض وهذا مثال تقريب وإلا فإن الأمر فيما يتعلق بالخالق أعظم وأجل لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الأمثال من أجل التقريب للذهن لا التحديد، ألم تروا إنه قال: إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر نعم؟ ولاشك أن يقين الرؤية التي تحصل للإنسان بالنسبة إلى الله عزوجل أعظم بكثير من يقين الرؤية التي تحصل له لرؤية القمر أو برؤية الشمس، لكن رسول صلى الله عليه وسلم أراد بذلك التقريب فإن الله سريع الحساب الحساب أن يحاسب الإنسان ويناقش لكن لكل صفة فالمؤمن لا يناقشه الله عزوجل لكنه سبحانه وتعالى يقرره بذنوبه ويقول عملت كذا وكذا في يوم كذا في يوم كذا فيقر ولا يمكن أن ينكر لو أنكر أحد من يشهد ؟ جوارحه، جوارحه التي هي جزء منه تشهد عليه اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون طيب لكن يقرر الله عزوجل عبده المؤمن بالذنوب ويقر ويقول: قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، الحمد لله، وما أكثر الذنوب التي ستر الله علينا لو أحصينا ما ستر الله علينا من الذنوب ما استطعنا أن نعدها من منا يكمل صلاته على وجه مطلوب؟ إلا من شاء الله ما نستطيع ننفي نفيا قاطعا لكن إلا من شاء الله من منا لم يحصل المغيبة لأحد؟ أو عدوان أو نظرة محرمة أو غش ولو في الاختبار نعم؟ فالمهم أن الإنسان لا يخلوا من الذنوب ولكن مستورة ستر الله عزوجل برحمته وفضله ولو شاء لبينه لكن لا تغتر بهذا الكل ربما مع كثرة الذنوب يبين أمرك للناس. طيب حساب الكفار يحاسبون فيوقفون على أعمالهم ويخزون بها ـ والعياذ بالله ـ ويقال: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين إذا الحساب يختلف أو لا؟ يختلف اعتبار الإيمان والكفر .

Webiste